من المتوقع أن يكون لخطة المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب (في حالة وصوله إلى البيت الأبيض) بفرض رسوم على جميع الواردات الأميركية تقريباً تأثير كبير على أرباح الشركات خلال عام 2025، بحسب بحث لـ Barclays.
تنظر التوقعات الحالية إلى الانتخابات المقرر عقدها في نوفمبر/ تشرين الثاني على أنها تنافس متقارب بين ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. لكن فوز ترامب قد يكون له مخاطر عالية على مستوى السياسة التجارية، حيث تعهد الرئيس السابق بإطلاق العنان للحواجز التجارية حول الولايات المتحدة.
قال ترامب خلال المناظرة الرئاسية يوم الثلاثاء العاشر من سبتمبر/ أيلول: “ستقوم دول أخرى أخيراً، بعد 75 عاماً، بسداد كل ما فعلناه للعالم. وستكون التعريفة كبيرة في بعض الحالات”، بحسب موقع Business Insider.
وذكر في وقت سابق أنه في حال انتخب رئيسًا، فقد تواجه جميع الدول تعريفة جمركية عالمية بنسبة 10%، في حين ستصل الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية إلى 60%. ونقل Barclays عنه قوله إن تعريفة جمركية بنسبة 100% على السيارات المستوردة عبر المكسيك قد تكون إجراءً منتظراً أيضاً.
تراجع أرباح S&P 500
في حال تطبيق هذه الرسوم، يتوقع البنك أن تؤدي هذه السياسات إلى خفض أرباح مؤشر S&P 500.
وقال Barclays إن الشركات الأميركية لديها بعض السبل للتعامل مع التكاليف المرتفعة المرتبطة بالرسوم الجمركية. ويشمل ذلك تحويل سلاسل التوريد أو تمرير زيادة الأسعار إلى المستهلكين.
لكن الرسوم الجمركية على الواردات ستؤثر على هوامش الربح إلى حد ما، حيث تخاطر الشركات بفقدان حصتها في السوق إذا لم تتحمل بعض التكاليف.
وكتب المحللون يوم الخميس 12 سبتمبر/ أيلول: “وجدنا أن أرباح مؤشر S&P 500 ستتأثر سلباً بنسبة 3.2% إذا تم سن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب، وبنسبة 1.5% أخرى إذا ردت تلك البلدان بإجراءات مماثلة”.
5 قطاعات أكثر عرضة لخطر التأثر
قال بنك Barclays إن الشركات التي تعتمد بشكل أكبر على سلاسل التوريد معرضة للخطر بشكل خاص، مع وجود خمسة قطاعات أكثر عرضة له والتي تتمثل في: المواد، والسلع الاستهلاكية الكمالية، والصناعات، والتكنولوجيا، والرعاية الصحية.
وأظهرت بيانات Barclays أن أسهم السلع الاستهلاكية الكمالية ستعاني من أكبر تأثير على الأرباح من الرسوم الجمركية على الواردات وحدها – حيث ستنخفض أرباح القطاع بنحو 10%.
وفي الوقت نفسه، سيتأثر قطاع المواد بشكل كبير بالرسوم الجمركية الانتقامية على الصادرات. ومن المتوقع أن تنخفض أرباح القطاع بنحو 8%.
وانتقد خبراء اقتصاديون آخرون بشدة فكرة ترامب بشأن الرسوم الجمركية باعتبارها وقوداً للتضخم، نظراً لأن الأسعار سترتفع وسط تراجع توافر كميات المنتجات الأجنبية.
ووفقاً لبنك Barclays، فإن التضخم سيرتفع بنسبة 0.09 نقطة مئوية في الأمد القريب، وقد يتأثر الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنسبة 1.2% في الأشهر الاثني عشر الأولى في حالة تطبيق الرسوم.
وقال البنك: “في حين أن الرسوم الجمركية المقترحة الجديدة سيكون لها تأثير سلبي مباشر متواضع على أرباح الشركات إذا تم تنفيذها، فإن التأثيرات من الدرجة الثانية الناجمة عن ارتفاع التضخم في التكاليف وتباطؤ النمو الاقتصادي ستكون بمثابة رياح معاكسة تدريجية لأرباح الشركات، وتسبب المزيد من الألم”.