تباين أداء الأسهم الآسيوية والأسواق تترقب تحفيزاً إضافياً في الصين

تراجعت الأسهم الصينية في التعاملات المبكرة، متخلفة عن أداء نظيراتها الآسيوية مع تزايد الحذر قبل مؤتمر صحفي رئيسي خلال عطلة الأسبوع قد يلقي المزيد من الضوء على التحفيز المالي في بكين.

وانخفض مؤشر “سي إس آي 300” (CSI 300) بما يصل إلى 1.6%، متراجعا عن مكاسب يوم الخميس. وفي أماكن أخرى من آسيا، ارتفعت الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية، متجاوزة الخسائر في وول ستريت بعد التضخم الأساسي الأكثر ارتفاعاً من المتوقع، والذي زاد التركيز على الخطوة التالية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. فيما تراجعت الأسهم في أستراليا.

تتجه كل الأنظار إلى مؤتمر صحفي سيعقد يوم السبت، حيث من المرجح أن يعلن وزير المالية الصيني عن المزيد من إجراءات الدعم لإنعاش الاقتصاد المتباطئ. ويتوقع المستثمرون والمحللون أن تضخ بكين ما يصل إلى تريليوني يوان (283 مليار دولار) في صورة تحفيز مالي جديد، حيث تسعى السلطات إلى تعزيز النمو واستعادة الثقة.

وقال دينغ شوانغ، كبير الاقتصاديين لمنطقة الصين الكبرى وشمال آسيا في بنك “ستاندرد تشارترد”: “من المتوقع الآن أن تستشعر الوكالات الحكومية نبض السوق قبل نشر السياسات”. وأضاف: “يجب عليهم تجنب السماح للتوقعات بالارتفاع والانهيار لتوجيه ضربة لمعنويات السوق”.

وارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، بعد أن انخفض مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.2% وانخفض مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.1% يوم الخميس. وتم إغلاق أسواق هونغ كونغ أبوابها يوم الجمعة لقضاء عطلة.

استقرت سندات الخزانة في بداية التداولات الآسيوية بعد أن انخفض العائد على السندات لأجل عامين بمقدار ست نقاط أساس، بينما انخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات بمقدار نقطة أساس واحدة يوم الخميس.

أبرزت البيانات الأميركية الصادرة يوم الخميس التحديات التي تواجه الاحتياطي الفيدرالي. وارتفع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع في سبتمبر، مما يشير إلى توقف التقدم في مكافحة ارتفاع الأسعار. كما أظهرت بيانات منفصلة أن طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عام.

هدف التضخم

قال ديفيد دونابيديان من “سي آي بي سي برايفت ويلث” (CIBC Private Wealth US): “قال الاحتياطي الفيدرالي إن آخر مرحلة نحو هدف التضخم الخاص بهم ستكون صعبة، وهذا ما نراه.” وأضاف: “مع ذلك، لا زلنا نتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بمقدار ربع نقطة في نوفمبر، ومن المحتمل أن يتم تخفيض مماثل في اجتماع ديسمبر”.

لم يتغير تسعير عقود المقايضة، والذي يشير إلى احتمال خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل، بشكل كبير. يقدر المتداولون أن هناك فرصة بنسبة تقارب 80% لخفض الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 25 نقطة أساس عندما يجتمع في نوفمبر، وذلك مقارنة بتقديرات تصل 100% بخفض أسعار الفائدة وذلك قبل صدور بيانات الوظائف القوية في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.

لم يتأثر صناع القرار في الاحتياطي الفيدرالي، جون ويليامز، أوستين غولسبي، وتوماس باركين، بارتفاع مؤشر أسعار المستهلك عن المتوقع، مما يشير إلى أن المسؤولين يمكنهم الاستمرار في خفض الأسعار. وكان الاستثناء لدى رافائيل بوستيك من الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، الذي أشار في مقابلة مع “وول ستريت جورنال” إلى أنه دعا في سبتمبر إلى تخفيض إضافي بمقدار ربع نقطة خلال الاجتماعين المتبقيين للاحتياطي الفيدرالي في 2024.

مطالبات البطالة

وقال كريس لاركين من “إي* تريد” (E*Trade) التابعة لـ”مورغان ستانلي”: “قراءة مؤشر أسعار المستهلك التي كانت أعلى من المتوقع قليلاً لا تعني أن موجة جديدة من التضخم قد انطلقت، ولكن حقيقة أنها تزامنت مع قفزة في مطالبات البطالة الأسبوعية قد تضيف إلى حالة عدم اليقين قصيرة الأجل في السوق”.

وأضاف “لاركين”: “هذه لم تكن أرقاماً جيدة، ولكن هذا لا يعني أنها قد غيرت التوقع العام لنمو اقتصادي قوي وتضخم معتدل”.

في أسواق العملات، استقر الين الياباني حول 148 مقابل الدولار بعد أن سجل ارتفاعاً يوم الخميس، بينما ظل مؤشر الدولار ثابتاً. كما احتفظ الوون الكوري الجنوبي بمكاسبه مقابل الدولار بعد أن خفض البنك المركزي الكوري سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.25%، كما هو متوقع.

تراجعت أسعار النفط، مما قلص بعض مكاسبها من يوم الخميس التي ارتفعت خلاله العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3.6% بينما كان المتداولون في انتظار رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني.

كما يستعد المستثمرون لإعلانات أرباح الربع الثالث في الولايات المتحدة يوم الجمعة من بنوك “جيه بي مورغان”، و”وويلز فارغو”، وبنك أوف نيويورك ميلون”.