سجل مؤشر الأسهم الأميركية “إس آند بي 500” (S&P 500) بالفعل 46 رقماً قياسياً وفق الإغلاق هذا العام، ويتوقع مكتب التداول في “غولدمان ساكس”، أن يتواصل هذا الارتفاع إلى الأشهر الأخيرة من 2024.
ويقدّر سكوت روبنر، العضو المنتدب للأسواق العالمية والمتخصص التكتيكي في البنك، أن مؤشر الأسهم الأميركية يمكن أن ينهي العام “أعلى بكثير من مستوى 6000 نقطة”. ووفق حساباته للبيانات التي تعود إلى عام 1928، فإن المتوسط التاريخي لعائدات مؤشر “إس آند بي 500” من 15 أكتوبر إلى 31 ديسمبر يبلغ 5.17%. وفي سنوات الانتخابات يكون متوسط العائد أعلى من ذلك بقليل، إذ يتجاوز 7% بقليل، مما يعني مستوى 6270 نقطة في نهاية العام.
نظرة تاريخية
يبدو أن البيانات الإحصائية التي جمعتها بلومبرغ تدعم وجهة النظر الإيجابية للربع الرابع. فعبر تاريخه الممتد لحوالي قرن، سجل مؤشر “إس آند بي 500” عائداً سلبياً بالربع الرابع في 25 عاماً فقط منذ 1928. لكن التباين في العائدات التاريخية واسع؛ إذ حقق مكاسب بنسبة 21% في عام 1998، بينما شهد الفصل الأخير من 1929 انخفاضاً كارثياً في الأسهم بنسبة 29%.
روبنر، الذي توقع عمليات بيع قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، يغير الآن وجهة نظره. وفي أواخر سبتمبر، لاحظ بيع المستثمرين مراكز شرائية مفضلة ويشترون فروق بيع مؤشر “إس آند بي 500” وسط مخاوف بشأن الموسمية غير المواتية على المدى القريب والمراكز الفنية. لكن المعنويات تغيرت منذ ذلك الحين بعد أن أجبرت مكاسب الأسهم الأميركية مديري الصناديق على الانضمام إلى موجة الشراء.
وكتب روبنر في ملاحظة للعملاء يوم الثلاثاء: “لقد تم العدول عن توقع عمليات البيع في سوق الأسهم، وبدأ ارتفاع نهاية العام يتردد صداه مع تحول العملاء من التحوط على نطاق واسع ليضطر المستثمرون المؤسسيون إلى دخول السوق في الوقت الحالي”.مضيفاً أن المستثمرين المحترفين يشعرون بقلق متزايد بشأن الأداء الضعيف مقارنة بمؤشراتهم المرجعية.
عوامل متزامنة
من جانبها، ستستأنف الشركات الأميركية دورها الضخم كمشترٍ للأسهم عندما يتم إعادة فتح نافذة الأرباح لإعادة شراء الأسهم في 25 أكتوبر، وفق روبنر. من المرجح أن تتحول صناديق الاستثمار التي تغلق سنواتها المالية في نهاية أكتوبر من البيع لأسباب ضريبية إلى احتمال شراء الارتفاع الذي أدى إلى تحقيق مؤشر “إس آند بي 500” مكاسب بنسبة 22% هذا العام. وأشار إلى أن الأسر كانت تقليدياً أيضاً مشترياً صافياً للأسهم في نوفمبر.
الصناديق النظامية التي تتبع الاتجاه قد تكون أيضاً من المشترين المحتملين. إذ يرجح أن تستأنف صناديق التحكم في التقلبات، والتي عادة ما تشتري الأسهم خلال فترات الهدوء، الشراء بعد مرور انتخابات نوفمبر. وكتب: “إذا تراجع التقلب بعد الانتخابات، فسيكون هناك مجال للتجميع”.
علاوة على ذلك، يشير وضع سوق الخيارات أيضاً إلى “صحة الارتفاع”، كما كتب روبنر، في إشارة إلى زيادة غاما، وهي مؤشر للتقلبات في المشتقات التي يمكن أن تكون بمثابة حاجز للسوق عندما يشتري المتداولون وقت الانخفاض.