السندات الأوروبية ترتفع مع تزايد الرهان على خفض كبير للفائدة في ديسمبر

ارتفعت أسعار السندات الأوروبية قصيرة الأجل مع زيادة المتداولين رهاناتهم على أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية خلال ديسمبر المقبل في محاولة لدعم اقتصاد المنطقة المتعثر.

تراجع العائد على السندات الألمانية لأجل عامين بمقدار ثماني نقاط أساس ليصل إلى 2.1%، ما محا الارتفاع الذي شهده منذ يوم الاثنين عندما شهدت أسواق السندات عمليات بيع مكثفة. تُشير عقود المقايضة إلى احتمال بنسبة 45% تقريباً بخفض نصف نقطة في الاجتماع الأخير للبنك المركزي الأوروبي لهذا العام، مقارنة بالأسبوع الماضي عندما كان يُتوقع خفض ربع نقطة فقط.

تعكس هذه التحركات تزايد الطلب على السندات الأوروبية، حيث يُفضل العديد من المستثمرين المنطقة على الولايات المتحدة، التي تبدو توقعاتها الاقتصادية أكثر قوة. يضع المتداولون في الحسبان خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس في كل اجتماع للبنك المركزي الأوروبي حتى يونيو، وهو ما يزيد بنحو 20 نقطة أساس عن المتوقع من “الفيدرالي” خلال الفترة نفسها.

كتب الاقتصاديان نيكولا ماي وبيتر بيك فريس من شركة “باسيفيك إنفستمنت مانجمنت” (Pacific Investment Management Co) في مذكرة يوم الأربعاء: “نعتقد أن الاستثمارات في الدخل الثابت الأوروبي تظل جذابة، حيث توفر عوائد مغرية اليوم مع احتمال ارتفاع الأسعار إذا ما تفاقمت الظروف”.

جاء هذا التحرك نحو مزيد من التيسير النقدي بعد تقرير لـ”رويترز” يوم الأربعاء أشار إلى أن البنك المركزي الأوروبي بدأ مناقشة ما إذا كان ينبغي خفض أسعار الفائدة إلى ما دون المستوى المحايد للوصول إلى مستوى يحفز الاقتصاد. يُذكر أن التضخم انخفض بالفعل إلى ما دون الهدف المحدد عند 2%، في حين أن ألمانيا، وهي القوة الاقتصادية السابقة، تعيش في حالة ركود.

البيانات تحسم اجتماع “المركزي الأوروبي”

قال أندريه شتشيبنياك، كبير الاقتصاديين الماكرو في “نومورا”: “في النهاية، ستحدد البيانات نتيجة ديسمبر”. ويتوقع أن تُظهر الاستطلاعات حول النشاط هذا الأسبوع، بما في ذلك مؤشرات مديري المشتريات لشهر أكتوبر، استمرار الضعف، مما “سيعزز بعض الدعم للتسعير قصير الأجل من قبل البنك المركزي الأوروبي”.

كما ارتفعت السندات طويلة الأجل بشكل طفيف يوم الأربعاء رغم أن التحركات كانت أقل حدة. وانخفض العائد على السندات الألمانية لأجل عشر سنوات بمقدار نقطتي أساس إلى 2.3% بعد أن بلغ أعلى مستوى له منذ أوائل سبتمبر يوم الثلاثاء.

أشار صناع السياسة في البنك المركزي الأوروبي، الذين خفضوا أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام في الأيام الأخيرة إلى أنهم قد يكونون منفتحين على وتيرة تيسير نقدي أسرع. قال ماريو سينتينو يوم الثلاثاء إن البيانات ستحدد ما إذا كان الخفض المناسب هو 25 أو 50 نقطة أساس، في حين أشار روبرت هولزمان المعروف بموقفه المتشدد إلى أن المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة ستتواصل.