أسهمت المكاسب القياسية التي حققتها العملات المشفرة منذ إعلان فوز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية في تغيير توقعات المحللين في شأن مستقبل العملة الأقوى في سوق العملات المشفرة، إذ اتجهت التوقعات إلى استمرار “بيتكوين” في تحقيق مستويات تاريخية خلال الفترة المقبلة، لكن الجديد أن تظهر توقعات بوصولها إلى مستوى 500 ألف دولار.
في تغريدات حديثة، توقع مؤسس منصة “كاردانو” تشارلز هوسكينسون، وصول سعر عملة “بيتكوين” إلى 500 ألف دولار خلال العامين المقبلين، وأضاف “أعتقد أن سعر ’بيتكوين‘ سيراوح ما بين 250 و500 ألف دولار خلال الفترة بين الـ12 إلى الـ24 شهراً المقبلة”.
أوضح أن عملة “بيتكوين” هي مخزن القيمة عبر الإنترنت، وستظل تلعب هذا الدور في المستقبل المنظور، مشيراً إلى عدد من العوامل من شأنها دعم سعر “بيتكوين” في المستقبل، منها التدفق الهائل لسوق العملات المشفرة إضافة إلى الاهتمام المؤسسي.
مكاسب “بيتكوين” تتجاوز 135 في المئة
بعد نزولها إلى مستوى 90 ألف دولار خلال تعاملات منتصف الأسبوع الماضي، عاودت “بيتكوين” مستوى أعلى من 96 ألف دولار في تعاملات صباح اليوم السبت، ومنذ بداية العام الحالي، تمكنت العملة من تحقيق مكاسب بنسبة تتجاوز 135 في المئة مرتفعة من مستوى 43 ألف دولار في بداية العام، إلى نحو 99 ألف دولار خلال تعاملات منتصف الأسبوع الماضي.
وفي تقرير حديث، قال كبير محللي السوق لدى شركة الوساطة “تريد نوشن”، ديفيد موريسون، إن مستوى 100 ألف دولار أصبح يبدو كعقبة كبيرة، إن لم تكن حاجزاً لمزيد من المكاسب.
في المقابل، يرى كبير إستراتيجيي الذهب لدى “ستيت ستريت غلوبال أدفيزوس”، جورج ميلينغ ستانلي، أن الارتفاع الأخير لعملة “بيتكوين” قد يعطي للمستثمرين شعوراً زائفاً بالأمان، لافتاً إلى أن المستثمرين يقبلون عليها لجني مكاسب وليس لأنهم يرون قيمة أو استخداماً للعملة المشفرة.
لكن المدير التنفيذي لمنصة “غلاكسي ديجيتال”، مايك نوفوجراتز، يرى أنه إذا تحقق جزء ضئيل فقط من وعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لصناعة العملات المشفرة، فإن مستوى 100 ألف دولار لن يكون سوى خطوة أخرى في مسار “بيتكوين” للأعلى.
تتجه الصناديق المتداولة لـ”بيتكوين” في الولايات المتحدة لتحقيق تدفقات شهرية قياسية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، مع التفاؤل ببيئة تنظيمية أكثر دعماً للعملات المشفرة تحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وبحسب بيانات وكالة “بلومبيرغ”، جذبت صناديق “بيتكوين” المتداولة في البورصة 6.2 مليار دولار خلال نوفمبر الجاري، متفوقة على الرقم القياسي المسجل في فبراير (شباط) الماضي، والبالغ نحو 6 مليارات دولار، يأتي ذلك في ظل اقتراب “بيتكوين” من الحاجز النفسي المهم عند 100 ألف دولار، إذ كانت على أعتاب ذلك المستوى الأسبوع الماضي، قبل أن تتراجع هذا الأسبوع في عمليات جني الأرباح.
تحرك روسي يعزز تداول العملات المشفرة
وفي إطار الأخبار الإيجابية التي تدعم السوق، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قانوناً في شأن فرض الضرائب على العملات الرقمية، بهدف دمج العملات المشفرة في اقتصاد الدولة، وتجاوز الأنظمة المالية التقليدية، في خضم العقوبات الغربية المتزايدة.
ووفقاً للقانون الذي دخل حيز التنفيذ عقب نشره رسمياً أمس الجمعة، جرى الاعتراف بالعملة المشفرة كممتلكات، وهذا يشمل العملة المستخدمة في تسويات التجارة الخارجية في ظل النظام القانوني التجريبي في مجال الابتكارات الرقمية، وستكون التعاملات معفاة من الضرائب، ولن يخضع تعدين العملات المشفرة أو بيعها لضريبة القيمة المضافة، ومع ذلك، يجب على مشغلي مرافق التعدين الإبلاغ عن تفاصيل العملاء للسلطات الضريبية أو مواجهة غرامات مقدارها 40 ألف روبل، أي ما يقارب 371 دولاراً.
أما بالنسبة إلى ضريبة دخل الشركات، يتم تصنيف العملة الرقمية المكتسبة من خلال التعدين على أنها دخل غير نقدي، لذلك ستفرض ضريبة بنسبة 25 في المئة اعتباراً من عام 2025، مع مراعاة خصم نفقات التعدين. وبالنسبة إلى الأفراد، سيتم فرض ضريبة تصاعدية على الدخل من شراء أو بيع أو تداول العملات الرقمية، إذ تخضع الأرباح التي تصل إلى 2.4 مليون روبل لضريبة بنسبة 13 في المئة، في حين ستفرض ضريبة بنسبة 15 في المئة على الدخل الذي يتجاوز ذلك.
مكاسب ضخمة في 2024
وتشير البيانات، إلى أن “بيتكوين” بعدما وصلت إلى مستوى قياسي عام 2021، واجهت العملة المشفرة عاماً صعباً في 2022، تميز بانهيار المشاريع الرفيعة المستوى ومشكلات في السيولة وأزمة إفلاس لإحدى أكبر المنصات الاستثمارية في هذا الإطار.
وأعلنت منصة “أف تي إكس” التي كانت في السابق واحدة من أكبر بورصات العملات المشفرة في العالم، إفلاسها.