شهدت الأسهم الأميركية موجة بيع قادتها أسهم التكنولوجيا بداية هذا الأسبوع، لكن ذلك لم يكن سوى تراجع مؤقت في ظل التوقعات الإيجابية للاقتصاد، وفقاً لاستراتيجيي “غولدمان ساكس”.
أثار الانتشار السريع لنموذج الذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة الذي طورته الشركة الصينية الناشئة “ديب سيك” (DeepSeek) صدمةً بين المستثمرين، ما أدى إلى محو ما يقرب من تريليون دولار من قيمة مؤشر “ناسداك 100” يوم الاثنين. ومع ذلك، أكد فريق “غولدمان ساكس” بقيادة بيتر أوبنهايمر في مذكرة أن هذا التراجع لا يشير إلى انخفاض مستمر في سوق الأسهم.
وأوضح الاستراتيجيون أن “معظم الأسواق الهابطة تحدث نتيجة توقعات بانخفاض الأرباح بسبب مخاوف من ركود اقتصادي”، وهو احتمال ضئيل خلال الأشهر الـ12 المقبلة.
تراجع محدود
أدى النجاح المذهل لـ”ديب سيك” إلى مخاوف بشأن الهيمنة الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تقييمات الشركات الكبرى مثل “إنفيديا”. لكن خبراء “غولدمان ساكس” يرون أن تراجع الأسهم سيكون محدوداً، خاصة مع انخفاض أسعار الفائدة وتراجع التضخم، ما لم تحدث مفاجآت اقتصادية كبرى غير متوقعة.
“هذا المزيج من العوامل الاقتصادية كان تاريخياً داعماً للأصول عالية المخاطر”، وفق استراتيجيي “غولدمان ساكس”.
حذَّر أوبنهايمر مؤخراً من ارتفاع التقييمات بشكل ملحوظ وتركز القيمة السوقية في عدد قليل من الشركات بشكل غير اعتيادي، مشدداً على أهمية التنويع الجغرافي للاستثمارات وتوسيع نطاقها في قطاعات مختلفة. وفي مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” في 20 يناير، قبل أسبوع من الاضطراب في الأسواق، قال إن الأسهم الأميركية أصبحت “مُسعّرة بالكامل تقريباً”. ومع ذلك، يرى أن هناك مجالاً لتحقيق المزيد من المكاسب خلال العام المقبل.
“هيمنة سوق الأسهم الأميركية وقطاع التكنولوجيا والشركات الكبرى لا تعكس فقاعة ناتجة عن تفاؤل غير عقلاني، وإنما تعبر عن أسس اقتصادية قوية”، حسبما أورد الاستراتيجيون في مذكرة يوم الأربعاء.
أضافوا أن “النمو القوي للأرباح على مستوى المؤشر من المتوقع أن يتراجع، ما يتيح فرصاً أكبر للتنويع”.