نزيف الأسهم يصل إلى سوق الكريبتو.. “بتكوين” دون 80 ألف دولار

تمددت موجة البيع التي عصفت بالأسواق المالية حول العالم لتطال سوق الكريبتو، حيث أجبرت أكبر عملة مشفرة على التخلي عن مستوى سعر نفسي تشبثت به لعدة أسابيع.

تراجعت أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية “بتكوين” بنسبة 4.4% لتتداول عند مستوى 79399 دولار، بعد تقلبات بلغت 4.7% في الجلسة الواحدة، تراوح فيها السعر بين 79999 و83725 دولاراً.

العملة، التي لطالما عُدّت مؤشراً على شهية المخاطرة، باتت حالياً دون أعلى مستوياتها المسجلة في يناير بنسبة 27%، وخسرت 15% منذ بداية العام.

أما “إيثيريوم”، ثاني أكبر العملات المشفرة، فقد سجلت انخفاضاً حاداً بنسبة 9.6%، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أكتوبر 2023، في دلالة على عمق الضغوط التي تطال سوق الأصول الرقمية.

ترقب حذر لأداء صناديق وشركات تعدين الكريبتو

مع تعمّق خسائر سوق الكريبتو، تتحوّل الأنظار الآن نحو الأدوات المالية المرتبطة بالأصول الرقمية.

يترقب المستثمرون أداء صناديق الاستثمار المتداولة، وعلى رأسها “iShares Bitcoin Trust” التابع لـ”بلاك روك”، وقد شهد تدفقات كبيرة منذ إطلاقه، إلا أن التقلبات الحالية تهدّد بجني أرباح عنيفة أو خسائر فادحة بحسب اتجاه السوق.

كذلك، يبرز صندوق Grayscale Bitcoin Trust” (GBTC)” التابع لشركة “غرايسكيل” كأحد أقدم وأضخم الصناديق المتداولة المرتبطة بالعملات المشفرة. وعلى الرغم من تحوله مؤخراً إلى صندوق متداول في البورصة، لا يزال يعاني من ضغوط بسبب فروقات القيمة السوقية لحيازاته عن السعر الحقيقي لـ”بتكوين”، ما يزيد من تعقيد المشهد أمام مستثمري التجزئة والمؤسسات على حد سواء.

أما على صعيد الشركات، فتُعد “ستراتيجي” (Strategy) أكبر المستثمرين المؤسسيين في “بتكوين”، حيث تمتلك أكثر من 528 ألف عملة، بعدما استخدمت القروض لتمويل شرائها، مما يضع الشركة في مرمى نيران السوق عند كل تراجع حاد في السعر.

في المقابل، تواجه شركات تعدين العملات المشفرة المدرجة بالبورصة مثل “ماراثون ديجيتال” (Marathon Digital)، و”رايوت بلاتفورمز” (Riot Platforms)، و”هات 8 ماينينغ” (Hut 8 Mining) ضغوطاً متزايدة، إذ تتأثر هوامش أرباحها مباشرة بسعر “بتكوين”، وتكلفة الطاقة، وصعوبة التعدين التي ارتفعت مؤخراً بعد عملية “تنصيف المكافآت” الأخيرة.

هذه العوامل تضع القطاع كاملاً تحت المجهر، وسط تساؤلات حول قدرة هذه الكيانات على التماسك في حال استمرار موجة الهبوط، خصوصاً مع تراجع مستويات السيولة والتمويل في القطاع.