ارتفعت الأسهم في باكستان والهند بعد اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجارتين النوويتين يوم السبت، حيث تحول تركيز المستثمرين مرة أخرى إلى تحسن التوقعات الاقتصادية.
قفز مؤشر بورصة باكستان الرئيسي “كيه إس إي 30” (KSE-30) بنسبة 9.2%، وهو أكبر ارتفاع منذ عام 2008، مما أدى إلى توقف التداول لمدة ساعة. فيما صعد مؤشر “إن إس إي نيفتي 50” (NSE Nifty 50) بنسبة 3% في مومباي، حيث رحب المشاركون في السوق بالهدنة بعد أن تراجعت كل من الدولتين عن حافة الحرب.
قال فيفيك دهاوان، مدير صندوق استثمار في شركة “كاندريام” (Candriam) ومقرها في بروكسل: “نظراً لكيفية تصاعد الأحداث بسرعة الأسبوع الماضي، فإن التطورات خلال مطلع الأسبوع هي خطوة في الاتجاه الإيجابي. وقد تعود أنظار المستثمرين مجدداً إلى نمو الاقتصاد الهندي وفرصه الإيجابية”.
تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى الهند
قد يستأنف المستثمرون الأجانب، الذين واصلوا ضخ الأموال في السوق خلال 16 يوماً بدون توقف حتى يوم الجمعة، تدفقاتهم الاستثمارية، مدفوعين بالإشارات الاقتصادية الإيجابية للهند، بما في ذلك آفاق اتفاق تجاري مبكر مع الولايات المتحدة، ووفرة السيولة، وتوقعات خفض أسعار الفائدة.
كان المستثمرون في حالة من القلق، حيث انخفض مؤشر “نيفتي” بأكثر من 1% يوم الجمعة- وهو أكبر تراجع له منذ أكثر من شهر- في حين كانت الروبية من أسوأ العملات أداءً في آسيا الأسبوع الماضي. وزادت عوائد السندات بشكل طفيف مع اتساع علاوات المخاطر، على الرغم من أن مشتريات أدوات الدين من قبل بنك الاحتياطي الهندي ساعدت في الحد من التراجع.
كان مؤشر الأسهم الرئيسي في باكستان قد تراجع بنسبة 9% منذ الهجوم الذي وقع في كشمير في 22 أبريل، مما دفع الهند للرد.
توقعات صعودية للسوق الهندية
ارتفعت الروبية الهندية بنسبة 0.9% مقابل الدولار في السوق الخارجية. كما أغلقت أسواق السندات والعملات الهندية يوم الإثنين بسبب عطلة عامة. انخفض مقياس تقلبات بورصة الهند الوطنية إلى 17.2، وهو أدنى مستوى له منذ 30 أبريل. كانت الخمسة خيارات الأكثر تداولاً في مؤشر “نيفتي 50” تدل على توقعات صعودية، حيث حقق خيار الشراء بسعر 25 ألف روبية، الذي انتهت صلاحيته يوم الخميس، أعلى حجم تداول.
ومع ذلك، لا يزال خطر تجدد التوترات قائماً، حيث لم ترفع الهند بعد تعليقها على معاهدة مياه السند- وهي خطوة قد تؤثر بشكل سلبي على إنتاج الزراعة في باكستان.
شكوك حول هدنة الهند وباكستان
في غضون ذلك، قال دبلوماسي هندي رفيع المستوى إن باكستان انتهكت الهدنة بعد ساعات فقط من إعلانها، وهو ادعاء تنفيه باكستان. كتب استراتيجيون في بنك “باركليز”، بينهم أفانتي ساف، في مذكرة بحثية: “التقارير التي تتحدث عن خرق الهدنة بعد ساعات قليلة من إعلانها قد تثير بعض الشكوك حول استدامتها”. وأبقى البنك البريطاني على التوصية “بزيادة شراء” أدوات الدين الباكستانية، كما يتوقع عودة الروبية الهندية إلى التعافي.
في باكستان، يتوقّع المتعاملون أن تستعيد الإصلاحات الاقتصادية في البلاد اهتمام الأسواق من جديد مع تلاشي التوترات على الحدود مع الهند التي ألقت بظلالها على قرار تخفيض سعر الفائدة المفاجئ من قبل البنك المركزي الباكستاني وآفاق التمويل الإضافي من صندوق النقد الدولي.
صندوق النقد يدعم باكستان
وافق صندوق النقد الدولي يوم الجمعة على صرف مليار دولار فوراً إلى باكستان بالإضافة إلى خطة جديدة بقيمة 1.4 مليار دولار من أجل تعزيز القدرة على التكيف مع المناخ، وهي خطوة من شأنها تعزيز الوضع المالي الهش لدى باكستان.
في حال استمرار وقف إطلاق النار، فإن المراجعة المرتقبة لمؤشرات “MSCI” التي قد تُسفر عن زيادة وزن باكستان، إلى جانب إعلان الميزانية الفيدرالية، ستكونان من العوامل المحفزة لاستمرار الزخم في السوق، وفقاً لشركة الوساطة “عارف حبيب” ((Arif Habib) التي تتخذ من كراتشي مقراً لها.
من جهته، قال علي رضا رئيس تداول الأسهم الدولية في شركة “بي إم إيه كابيتال مانجمنت” (Bma Capital Management): “مع تراجع التوترات الحربية، من المتوقع أن يتحول تركيز المستثمرين مرة أخرى نحو تسريع الإصلاحات الاقتصادية.
واختتم: “يُتوقع أن تعود الأسواق لتسليط الضوء على خفض الفائدة الأخير من قِبل البنك المركزي الباكستاني، وصرف قرضين من صندوق النقد الدولي، بعد أن طغت التوترات الأمنية على الاهتمام بهما، إذ يُنظر إليهما الآن كعاملين داعمين للاقتصاد”.