تراجع الأسهم الآسيوية مع بدء تلاشي الزخم في “وول ستريت”

تراجعت الأسهم الآسيوية يوم الخميس لأول مرة خلال خمس جلسات، مع ظهور مؤشرات على فقدان الزخم في الارتفاع الذي شهدته وول ستريت، بدعم من محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.

وانخفضت الأسهم اليابانية والأسترالية، إلى جانب العقود الآجلة الأميركية، بينما تراجعت أسهم البر الرئيسي الصيني وهونغ كونغ بشكل طفيف. وتعكس هذه التحركات حالة من الحذر في أسبوع شهد انتعاشاً حاداً في الأصول عالية المخاطر مدفوعاً بالتقدّم في محادثات التجارة ومتانة الاقتصاد. ومع ذلك، لا يزال هناك قلق من أن ارتفاع الأسهم إلى مستويات مبالغ فيها قد يجعلها عرضة للمفاجآت.

وقال مارك هاكيت من شركة “نيشن وايد” (Nationwide): “مع تراجع التوترات التجارية، يعود المستثمرون إلى التركيز على العوامل الأساسية، لكنهم قد لا يحبّون ما يرونه. لقد انتقلت السوق من حالة بيع مفرط إلى حالة شراء مفرط في وقت قياسي، وهذا يحد من احتمالات الارتفاع على المدى القريب، ما لم نشهد تسارعاً واضحاً في النمو”.

تهدئة الحرب التجارية

على الرغم من ذلك، فإن التهدئة الناشئة بين الولايات المتحدة والصين، والاتفاق البريطاني، والصفقات البارزة في الخليج،  قدمت بعض الطمأنينة للمستثمرين. فقد ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.1% خلال جلسة الأربعاء، بينما صعد مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.5%، مدفوعاً بارتفاع سهم “إنفيديا” الذي عوّض خسائر عام 2025 بالكامل.

وتراجع مؤشر الدولار يوم الخميس، بعد مكاسب سجلها الأربعاء.

وفي مؤشر إضافي على تحسّن العلاقات التجارية، علّقت الصين يوم الأربعاء القيود على صادرات المعادن الأرضية النادرة وغيرها من السلع والتقنيات ذات الاستخدام العسكري. ويأتي ذلك بعد اتفاق مع الولايات المتحدة على خفض مؤقت للتعريفات الجمركية المتبادلة المفروضة على منتجات أخرى لمدة 90 يوماً، بحسب بيان وزارة التجارة الصينية.

في أماكن أخرى، سيراقب المتعاملون تحركات عملة “الوون” الكورية الجنوبية، بعد تقارير عن مناقشات بين حكومتي الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشأن سياسات العملة. وقد واصل الوون ارتفاعه يوم الخميس، إلى جانب عملات آسيوية أخرى منها الين الياباني.

رهانات أسعار الفائدة

شهدت سوق السندات الأميركية على مختلف الآجال عمليات بيع يوم الأربعاء، مما دفع العائد على السندات التي أجلها 10 سنوات إلى أعلى مستوياته في نحو شهر، مع تراجع التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. وظلت العوائد مستقرة خلال جلسة التداول الآسيوية يوم الخميس.

وقالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، إنه من المهم ألا يستجيب صانعو السياسات لتقلبات يومية في الأسهم أو التصريحات المتعلقة بالسياسات الاقتصادية، مشيرة إلى أن بيانات الاقتصاد لا تزال مستقرة في الوقت الحالي. أما نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، فيليب جيفرسون، فقال إن التعريفات الجمركية وحالة عدم اليقين المصاحبة لها قد تُبطئ النمو وتزيد التضخم هذا العام، لكن السياسة النقدية جاهزة للاستجابة حسب الحاجة.

وقال كريشنا غوا من شركة “إيفركور” (Evercore): “كلمة نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي اليوم كانت تميل قليلاً نحو التيسير النقدي بعد سلسلة من التصريحات المتشددة من مسؤولي البنك، ما يشير إلى أن القيادة في الاحتياطي الفيدرالي لا تزال حذرة في إعلان زوال المخاطر السلبية، رغم التهدئة بين الولايات المتحدة والصين”.

سهم “بوينغ” يقفز

وأخفى الارتفاع المتواضع في الأسهم الأميركية يوم الأربعاء تراجعاً عاماً في معظم القطاعات، باستثناء شركات التكنولوجيا الكبرى وبعض الأسهم الفردية. وقفز سهم “بوينغ” بعد حصول الشركة على أكبر صفقة في تاريخها إثر طلبية من الخطوط الجوية القطرية لشراء طائرات طويلة المدى، وذلك خلال زيارة الرئيس دونالد ترمب إلى الدوحة.

ويرى ريك غاردنر من شركة “آر جي إيه إنفستمنتس” (RGA Investments) أن ارتفاع السوق قد يستمر.

وقال: “كانت المفاوضات التجارية مع الصين تبدو الأصعب، وحقيقة أننا وصلنا إلى هذا القدر من التقدم خلال فترة قصيرة يوحي بأن التوصل إلى حل قد يكون قريبا”.

وارتفع الذهب بعد تراجعه بنسبة 2.3% إلى أدنى مستوى له في شهر خلال الجلسة السابقة، في حين انخفض النفط لليوم الثاني على التوالي بعد أن أظهر تقرير حكومي ارتفاع مخزونات الخام الأميركية بأكبر وتيرة في شهرين.