ارتفعت عقود مؤشرات الأسهم الأميركية والأوروبية جنباً إلى جنب مع أسهم آسيا يوم الإثنين، بعدما مدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب المهلة النهائية لفرض رسوم جمركية صارمة على أوروبا، وسط تقلبات مستمرة ناجمة عن التوترات التجارية التي تعصف بالأسواق.
تقدمت عقود مؤشري “إس آند بي 500″ و”ناسداك 100” بنحو 1%، فيما قفزت عقود مؤشر “يورو ستوكس 50” بنسبة 1.4%.
وكان ترمب قد أعلن في وقت سابق أنه وافق على تأجيل فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي إلى 9 يوليو، بعد أن كانت مقررة في 1 يونيو. وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.3% ليصل إلى أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2023. كما ارتفعت الأسهم الآسيوية بنسبة 0.3%.
سجل النفط مكاسب طفيفة، في حين تراجعت العقود الآجلة لسندات الخزانة الأميركية وانخفض الذهب بنسبة 0.2%، نتيجة ضعف الطلب على الأصول الآمنة. ولن يتم تداول سندات الخزانة خلال ساعات التداول الآسيوية يوم الإثنين، بسبب عطلة “يوم الذكرى” في الولايات المتحدة.
ترمب يهدد “أبل” و”سامسونغ”
شملت تهديدات ترمب يوم الجمعة أيضاً فرض رسوم بنسبة 25% على الهواتف الذكية، إذا لم تقم شركات مثل “أبل” و”سامسونغ إلكترونيكس” بنقل التصنيع إلى داخل الولايات المتحدة. وانخفضت أسهم “سامسونغ” بنسبة 0.2%.
وقال جوش غيلبرت، محلل الأسواق في “إيتورو” في سيدني: “لنكن واضحين: ما زالت المخاطر قائمة في أن هذه مجرد توقفات مؤقتة، فنحن لم نرَ بعد أي تغييرات هيكلية في الرسوم”.
وأضاف: “قد تكون هذه التوقفات جيدة في الوقت الراهن، لكن خلال هذه الفترة، نحن بحاجة إلى رؤية المزيد من الاتفاقات لتأكيد أن نهج ترمب بات فعلاً أكثر قابلية للتفاوض”.
ضعف الطلب على الأصول الأميركية
يظهر ضعف الطلب على الأصول الأميركية من خلال أداء الدولار. إذ تؤثر تهديدات ترمب الجمركية وخطر تفاقم العجز المالي، على جاذبية العملة الخضراء.
وقد تلاشى الحماس تجاه العملة الاحتياطية العالمية هذا العام، وظل المضاربون في موقف هبوطي تجاه الدولار، لكنهم قلّصوا مراكزهم إلى 12.4 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 20 مايو، مقارنة بـ 16.5 مليار دولار في الأسبوع الذي سبقه، بحسب بيانات هيئة تداول السلع الآجلة (CFTC) التي صدرت يوم الجمعة.
وقال غارفيلد رينولد، محلل الاستراتيجيات في “ماركتس لايف” إن “التحوّل ضد الدولار الأميركي بات أكثر رسوخاً مع استجابة المتداولين لسياسات ترمب المتقلبة”.
وأضاف أن “الأداء الضعيف للدولار يسلّط الضوء على فقدان الثقة في الحوكمة والمصداقية الأميركية، وهو ما سيضغط على الأسعار التي سيكون المستثمرون على استعداد لدفعها مقابل الأصول الأميركية”.