أسهم شركات السيارات الصينية تواصل الهبوط وسط مخاوف من حرب أسعار

تراجعت أسهم شركات صناعة السيارات الصينية لليوم الثاني على التوالي، مع تصاعد مخاوف المستثمرين من اندلاع حرب أسعار في السوق المحلية، إلى جانب زيادة التدقيق من الجهات التنظيمية.

وهبطت أسهم شركة « BYD» المدرجة في بورصة هونغ كونغ بنسبة بلغت 4% خلال تداولات اليوم الثلاثاء، مواصلة الخسائر التي تكبّدتها في الجلسة السابقة، والتي وصلت إلى أكثر من 9% يوم الإثنين، في انعكاس واضح لانخفاض حاد أعقب تسجيل السهم أعلى مستوياته على الإطلاق الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن قيّم المستثمرون خطوة الشركة بخفض أسعارها في 23 مايو أيار.

ولم تقتصر التراجعات على « BYD»، إذ انخفضت أسهم شركات صينية أخرى في القطاع مع تزايد حذر المستثمرين من احتدام المنافسة، بحسب CNBC.

وتراجعت أسهم «Geely Automobile» بنسبة 3.16%، فيما انخفضت أسهم « Great Wall Motor » بنسبة 1.1%، و«Li Auto» بنسبة 2.37%، بينما سجّلت أسهم «Xpeng
» انخفاضاً بنسبة 1.73%.

ويأتي هذا التراجع في ظل تقارير أفادت بأن وزارة التجارة الصينية تجري محادثات مع هيئات صناعية وشركات مصنّعة للسيارات بشأن ممارسة تُستخدم لتحقيق أهداف مبيعات عبر تسجيل سيارات على أنها مبيعة، في حين تباع لاحقاً من خلال آلاف التجار في سوق السيارات المستعملة، رغم أنها لم تقطع أي مسافة تُذكر (ما يُعرف بسيارات «صفر كيلومتر»).

BYD تخفض أسعارها

أعلنت شركة « BYD» الصينية عبر منصّة «ويبو» للتواصل الاجتماعي عن خفض أسعار 22 طرازاً من سياراتها الكهربائية والهجينة القابلة للشحن، وذلك حتى نهاية شهر يونيو حزيران الجاري.

وصف فيكتور صن، كبير محللي الأسهم في «مورنينغستار»، هذا الخفض الأخير في الأسعار بأنه «كبير للغاية»، مشيراً إلى أنّ القرار على الأرجح يأتي في إطار سعي الشركة لتحقيق أهدافها البيعية قصيرة الأجل.

وأضاف صن: «نتوقّع أن تتعرّض هوامش ربح ( BYD) لضغوط على المدى القصير، لأن هذه الخطوة مدفوعة برغبة في تعزيز المبيعات»، مؤكداً في الوقت ذاته أن سهم الشركة يبدو حالياً مبالغاً في تقييمه.

وعلى المدى المتوسط، يرى صن أن « BYD» ستكون قادرة على تعويض أثر التخفيضات من خلال زيادة حجم المبيعات، واستمرار انخفاض تكاليف البطاريات، سواء تم تمديد حملة التخفيضات إلى ما بعد نهاية يونيو حزيران أم لا.

أقدمت شركة « BYD» على خفض سعر سيارتها الهاتشباك الصغيرة «سيجال» بنسبة 20% ليصل إلى 55,800 يوان (نحو 7,780 دولاراً)، كما خفّضت سعر سيارتها «سيل» السيدان الهجينة ذات المحرك المزدوج بنسبة 34% ليبلغ 102,800 يوان.

ويأتي هذا الخفض بعد سلسلة مراجعات سعرية أعلنت عنها الشركة في وقت سابق من هذا العام، إذ طرحت طرازاتها من سيارات السيدان «هان» ومركبات الدفع الرباعي «تانغ» بأسعار افتتاحية أقل بنسبة 10.35% و14.3% على التوالي مقارنة بالإصدارات السابقة.

وتوقّع محللون في «سيتي» أن يكون هذا التخفيض قد تسبب في قفزة تتراوح بين 30% و40% في حركة الزبائن داخل معارض الشركة خلال يومي 24 و25 مايو أيار، مقارنة بعطلة نهاية الأسبوع السابقة.

لكن فيكتور صن، المحلل في «مورنينغستار»، يرى أن المنافسة السعرية قد بدأت تحدّ من هوامش الربح لدى بعض شركات السيارات الكهربائية، على الرغم من تحقيقها حجم مبيعات جيد في الربع الرابع من العام الماضي.

وأضاف صن: «ظلّت مستويات الخصومات مرتفعة خلال الربع الأول من عام 2025، ومع استمرار حرب الأسعار لفترة أطول من المتوقع، نعتقد أن ربحية القطاع ستظل تحت ضغط في الأمد القريب».

في المقابل، لا يرى محللو «سيتي» أن تخفيضات الأسعار من جانب « BYD» ستقوّض حصص المنافسين في السوق، بل يتوقعون استمرار النمو القوي في مبيعات شركات السيارات العاملة بالطاقة الجديدة، خاصة تلك التي تطرح طرازات تقل أسعارها عن 200 ألف يوان، مشيرين إلى أنّ «حدة المنافسة لا تزال معتدلة نسبياً» في هذه الفئة.