ماذا تعني تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الاتحاد الأوروبي؟

تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي، بدءاً من الأول من أغسطس آب.

ويأتي هذا الإعلان، الذي يُعدّ امتداداً لتحذيرات مماثلة وُجّهت إلى شركاء تجاريين آخرين، ليُهدّد برفع أسعار مجموعة واسعة من السلع الأوروبية في السوق الأميركية، بدءاً من المعدات الألمانية والأجبان الفرنسية، وصولاً إلى السلع الفاخرة الإيطالية والأدوية الدنماركية.

وكشف ترامب عن النسبة الجديدة في رسالة وجّهها إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، نشرها يوم السبت عبر منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال». كما شارك الرئيس الأميركي رسالة مشابهة أرسلها إلى رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم.

 

بالنسبة للاتحاد الأوروبي، تُعدّ التهديدات الأميركية بفرض رسوم جمركية جديدة ضربة كبيرة. فقد سارع التكتّل المؤلّف من 27 دولة إلى محاولة التوصل إلى اتفاق تمهيدي، يُجنّبه أن يكون أحدث المتلقّين لرسالة من الرئيس ترامب تُقرّ رسوماً جمركية عامة جديدة على صادراته إلى الولايات المتحدة.

 

وفيما يلي نظرة على أبرز أرقام العلاقة التجارية الضخمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي:

 

تُعدّ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أكبر شريكين تجاريين واستثماريين ثنائيين في العالم، إذ يُمثّلان ما يقرب من 30% من إجمالي التجارة العالمية في السلع والخدمات، ويستحوذان على 43% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وفقاً لبيانات المفوضية الأوروبية.

بلغت قيمة التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة خلال العام الماضي وحده نحو 1.68 تريليون يورو (ما يعادل 1.96 تريليون دولار)، أي ما يُعادل تقريباً 4.6 مليارات يورو من التبادل التجاري يومياً.

وقد وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات متكررة للاتحاد الأوروبي، معتبراً أن العلاقة التجارية بين الجانبين غير عادلة، وغالباً ما يستشهد بالفائض التجاري الذي يُحققه الاتحاد على حساب الولايات المتحدة.

 

ومن جانبها، أبدت بروكسل استعداداً لتقليص فائضها التجاري في السلع مع الولايات المتحدة، والبالغ 198 مليار يورو، من خلال زيادة مشترياتها من المنتجات الأميركية، خصوصاً في مجالي الدفاع والغاز الطبيعي المسال.

وبأخذ التجارة في السلع والخدمات معاً في الاعتبار، بلغ الفائض التجاري الإجمالي للاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة نحو 50 مليار يورو في عام 2024، وهي نسبة تقول بروكسل إنها تمثّل أقل من 3% من إجمالي حجم التجارة بين الجانبين.

 

الصناعات الأكثر تأثراً

 

وعلى مستوى القطاعات، تبدو الصناعات الدوائية والسيارات والطائرات الأكثر عرضة للتأثر بالرسوم الجمركية الأميركية، في حين يُرجَّح أن تكون كلٌّ من ألمانيا وإيطاليا وإيرلندا من بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الأكثر تضرّراً.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الرسوم الجمركية المقترحة بنسبة 30% ستكون منفصلة عن الرسوم القطاعية، ما يُشير إلى أن الرسوم المفروضة حالياً بنسبة 50% على واردات الصلب والألمنيوم، و25% على واردات السيارات، ستبقى قائمة.

ولم يردّ الاتحاد الأوروبي بعد على الموعد النهائي المقبل الذي حدده ترامب لفرض الرسوم الجديدة. ومن المقرّر أن يجتمع وزراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، بلجيكا، يوم الإثنين، لمناقشة أفضل السبل للرد على هذه الخطوة.