“كنتُ جالساً في حافلة ليموزين؛ لحضور حفل توديع عزوبية ابن عمي.. كنتُ شاباً في الحادية والعشرين من عمري، وكان أمامي خيار: الاحتفاظ بمبلغ الـ 1500 دولار بعملتي الرقمية الخاصة (كرهان على المستقبل) أم سأنفقه على طاولة في ملهى ليلي؟”.. يتذكر أليك ستراسمور، وهو مستثمر مبكر في البيكوين، تلك اللحظة المحددة في العام 2013 عندما قرر شراء البيتكوين لأول مرة.
اختار ستراسمور خيار “المستقبل”، في وقتٍ كان فيه سعر البيتكوين حوالي 250 دولاراً للعملة، ويقول عن ذلك الاختيار: “بالنسبة لي، كان الجواب واضحاً جداً.. ضاعفتُ رهاني واشتريتُ خمسة بيتكوين ونصف”.
رحلة مبكرة في عالم العملات المشفرة
ومن هناك، حاول ستراسمور إقناع الجميع ممن حوله باتباع نهجه، على الرغم من أنه يعترف بأن العديد من الأشخاص تجاهلوه في ذلك الوقت، وفق قصته التي يرويها لموقع بيزنس إنسايدر، والذي يشير إلى أنه “كان من الواضح –في تلك الفترة- أن ستراسمور لم يكن محبطاً”، ويقول إن فترة مراهقته أعدته للتوجه إلى العملات الرقمية.
“نشأتُ طفلاً مُحباً للعب داخل المنزل.. كنت أقضي معظم وقتي في المنزل، وكانت ألعاب الفيديو تشغل حيزًا كبيرًا من حياتي. في كل لعبة هناك عملة افتراضية موحدة تقريبًا، وهو ما جعلني أستوعب بسهولة مفهوم العملات الرقمية وأشعر أنها امتداد طبيعي لما اعتدت عليه”.
بعد شرائه الأولي عام2013، واصل ستراسمور رحلته في الاستثمار في العملات المشفرة . وكانت عملات مشفرة أخرى، مثل الإيثريوم وكاردانو و XRP، تكتسب زخماً تدريجياً في وقتٍ ظلّ فيه التشكيك السائد مرتفعاً.
عن تلك الفترة يقول: “لم أكن أعرف ما الذي أخوضه. لم أكن مستثمرًا ماليًا محترفًا أو مشاركاً بارعاً. كنت مجرد شاب محظوظ أدرك الروابط الثقافية وكيف يمكن أن تنتشر في النهاية بشكل واسع.”
على الرغم من هذا التوصيف، يستذكر ستراسمور توقعات الأسعار التي وضعها هو وشريكه الأول في مكتبهما الأول في لوس أنجلوس. وقال: “كنا نحاول تثقيف أنفسنا، ليس فقط بشأن الاستحواذ على الأصل، بل أيضاً بشأن الاستخدام الفعلي واستغلال عنصر التداول”.
هذا التركيز على حالات الاستخدام والفائدة الواقعية ربما ساعد في دفع تداولات ستراسمور، لكنه يقول أيضًا إن اطلاعه على خبرات آخرين كان له دور محوري. ويضيف: “بصفتي من أوائل المستخدمين، تمكّنتُ من التعرّف إلى نخبة من روّاد هذا المجال.. ليس عليك أن تكون متداولاً يومياً لكسب المال من العملات المشفرة. عليك فقط أن تعرف إلى أين يتجه العالم”.
كيف يمكن للمتداولين الجدد الطموحين مواكبة السوق؟
يُبرز ستراسمور أهمية متابعة النقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة منصة X، لكنه يشدد على أنها مليئة بالمعلومات المضللة وعمليات الاحتيال، وينصح المستثمرين الجدد بالتعامل معها بحذر.
كما يشير إلى وجود ما سماه “قادة الكتل”، وهم مستخدمون يحاولون باستمرار إحياء رموز رقمية قديمة لإطلاق أخرى جديدة، بهدف توسيع نفوذهم وإقناع المستثمرين الأفراد بشراء الأصول التي يمتلكونها لرفع أسعارها.
ويوضح أن هؤلاء عادةً ما يمتلكون أعداداً كبيرة من المتابعين على وسائل التواصل، لكن دون أي سجل مهني حقيقي في الصناعة، مؤكداً أن هذه نقطة مهمة يتعين أن ينتبه إليها المستثمرون عند تقييم أي حساب يقدم نصائح في مجال العملات الرقمية.
ويضيف: “عليك أن تراقب الأشخاص الذين يكررون المحتوى نفسه يومياً وأسبوعياً (..)”، مشيراً إلى أن المستخدمين الذين لا يخفون هوياتهم ويمارسون نشاطهم بشفافية يكونون غالباً أكثر موثوقية.
ويختتم بقوله: “إذا كنت منشئ محتوى حقيقي في عالم العملات المشفرة ولديك شخصية واضحة، فعليك أن تقف أمام الكاميرا وتضع سمعتك على المحك إذا كنت تؤمن بما تقدمه”.