بالرغم من أن مفاوضات سقف الدين لم تصل إلى الحل النهائي، إلا أن الأسواق لا تزال تتداول في نطاق ضيق في جلسة يوم الإثنين، وقد يعطي هذا بعض الانطباع حول التفاؤل للوصول إلى حل في نهاية المطاف.
إن عدم قدرة أونصة الذهب على اختراق مستويات 1985 دولار قد يشير إلى أن الأسواق ابتعدت عن الملاذ الآمن، ولا تزال تبحث عن شهية المخاطرة في ظل عودة المحادثات.
وشهدت عطلة نهاية الأسبوع تأرجح محادثات سقف الدين على حافة الانهيار، حيث أعلن بايدن أن موقف الحزب الجمهوري “غير مقبول”، ولكن سرعان ما رتب الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس مجلس النواب كيفين مكارثي لقاءً بعد ظهر يوم الإثنين، على الرغم من التوتر الواضح مع الانخراط في الحرب الكلامية.
ويكمن جوهر الصراع الآن في مستويات الإنفاق، حيث يعارض مكارثي بشدة أي زيادة في مستويات الإنفاق، بينما يقترح فريق بايدن إغلاق الثغرات الضريبية خاصة في قطاعي الوقود الأحفوري والعملات المشفرة.
ومع تشديد وزيرة الخزانة جانيت يلين على أهمية “الموعد النهائي” في الأول من يونيو لرفع سقف الديون، فإن الضغط يتصاعد.
هذا وكانت الولايات المتحدة عُرضة للتخلف عن السداد في 78 حالة منذ عام 1960، لكن الكونغرس كان يرفع سقف الدين في النهاية.
فهل سينفذون عملية إنقاذ في اللحظة الأخيرة كما جرت العادة؟
لكن ماذا يحدث إذا تخلفت الولايات المتحدة عن السداد؟
إن التخلف عن السداد قصير الأمد للولايات المتحدة قد يتسبب في اضطراب حاد في السوق، فمن المرجح أن يتصرف الكونغرس بسرعة لتصحيح الوضع، لكن إذا استمر التخلف عن السداد لأكثر من 3 أيام فسيؤدي ذلك إلى “الإخفاق في الدفع” في عقود مقايضات التخلف عن السداد في الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى صدمة مالية.
وقد يتدخل الاحتياطي الفدرالي لتحقيق الاستقرار في الأسواق، باستخدام كل الوسائل المتاحة تحت تصرفه، مثل إعادة الشراء العكسي.
وبالنظر إلى التاريخ، وباستثناء عام 2011 عندما انخفضت الأسهم الأميركية بشكل حاد بسبب تخفيض التصنيف الائتماني، كانت التأثيرات السوقية والاقتصادية لمعارك سقف الديون تكاد لا تذكر.
أحمد عزام