من مشكلة إلى أخرى، تترنح شركة “Boeing” الأميركية العملاقة لصناعة الطائرات، لتهوي أسهمها بنسبة 7.79% في غضون شهر واحد، بما يعادل خسائر بنحو 15.6 مليون دولار.
ويوم الأربعاء، قالت مصادر بصناعة الطائرات لرويترز إن إنتاج طائرة “Boeing 737 ماكس” انخفض بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة، مع تكثيف الجهات التنظيمية الأميركية عمليات فحص المصانع في إطار تحقيقات موسعة.
وفرضت إدارة الطيران الفيدرالية حدًا أقصى لعدد الطائرات يبلغ 38 طائرة شهريًا بعد انفجار طائرة 737 ماكس في يناير (كانون الثاني) الماضي، والذي ألقي باللوم فيه على خطأ في التجميع. لكن المصادر أكدت أن معدل الإنتاج الشهري تقلص إلى أقل من 10 طائرات في شهر مارس (آذار) الماضي.
وأشارت Boeing إلى تعليقات المدير المالي بريان ويست الذي قال الشهر الماضي إن الشركة تتخذ خطوات شاملة لتعزيز الجودة وبناء الثقة، مع قيام إدارة الطيران الفيدرالية بزيادة عمليات التدقيق. وأفاد ويست أن إدارة الطيران الفيدرالية “منخرطة بعمق، وتجري عملية تدقيق أكثر صرامة من أي شيء مررنا به من قبل”.
والشهر الماضي، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية اكتشفت إخفاقا في 33 اختبارا من أصل 89 في عملية إنتاج “Boeing 737 ماكس”، كما فشلت شركة “سبيريت إيروسيستمز” (التي تنتج بدن طائرات ماكس) في اجتياز 7 اختبارات من بين 13 عملية تدقيق، وذلك عقب حادث انفصال جزء من جسم طائرة من هذا الطراز تابعة لشركة “ألاسكا إيرلاينز” خلال رحلة في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وإثر المشكلات المتوالية، سعت “Boeing” إلى محاولة تبييض صورتها عبر إعادة هيكلة واسعة النطاق لإدارتها، حيث كشفت نهاية الشهر الماضي عن مغادرة مديرها العام ديف كالهون منصبه بنهاية العام الحالي. فيما تم استبدال ستان ديل، مدير قسم الطيران التجاري بستيفاني بوب، بأثر فوري.
ومن المتوقع أن يؤثر تباطؤ إنتاج Boeing على صناعة الطيران، حيث تقوم شركات الطيران بحذف الرحلات الجوية من جدولها الزمني أو تمديد عقود إيجار الطائرات الحالية لتلبية الطلب.
وتقليديًا، كان الإنتاج والتسليم يسيران جنبًا إلى جنب، لكن إيقاف تشغيل طائرات ماكس في عامي 2019 و2020، والتعطيل الناجم عن وباء كورونا، خلقا مخزونًا من الطائرات الفائضة، مما يعني أنه من الصعب الآن بلوغ معدل الإنتاج إلى مستوى عمليات التسليم.
وقال روب موريس، رئيس الاستشارات العالمية في سيريوم أسيند، إن Boeing سلمت 13 طائرة ماكس في مارس (آذار)، و11 طائرة في فبراير (شباط). وتظهر بيانات سيريوم أن المعدل بلغ ذروته عند حوالي 38 شهريًا في منتصف عام 2023.
وقال موريس إن إيرباص، على النقيض من ذلك، قامت بتسليمات بمعدل 46 طائرة شهريا من طائراتها المنافسة من طراز A320neo في الربع الأول.
وقالت مصادر بالصناعة إن المنافس الأوروبي لBoeing لديه قيود خاصة على الإمدادات، وينتج نحو 50 طائرة من طراز A320neo شهريًا، أي أقل من 58 طائرة مستهدفة أصلاً في وقت مبكر من هذا العام.
ولكن مع اضطرار شركة Boeing إلى إبطاء الإنتاج بشكل حاد من أجل إقناع مفتشي إدارة الطيران الفيدرالية بأن عملياتها الصناعية تعمل بسلاسة، فقد تمكنت شركة إيرباص من توسيع صدارتها المريحة في السوق للفئة الأكثر مبيعًا من الطائرات ذات الممر الواحد.
والأسبوع الماضي، أعلنت وكالة موديز للتصنيف الائتماني أنها تدرس خفض تصنيف “Boeing” الحالي، مشيرة إلى أن “وضع التصنيف قيد المراجعة من أجل خفض التصنيف يأتي بعد اعتقاد “موديز” بأن “Boeing” لن تكون قادرة على تسليم طائرة 737 “ضيقة البدن” بالكميات المطلوبة لتوسيع تدفقها النقدي الحر بشكل ملموس وسداد الديون في إطار زمني معقول”.
وقد أدت أزمة طائرة “ماكس 737” إلى تزايد إحباط العملاء من كالهون وديل حيث لا تظهر الأزمة التي تتمحور حول جودة التصنيع والسلامة لدى صانع الطائرات أي علامات على التحسن بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من انفجار لوحة جسم الطائرة من طائرة 737 ماكس المحمولة جواً في يناير.
علياء نبيل cnbc