أرشيف التصنيف: أخبار النفط

ما تأثير اتفاق أوبك+ على إمدادات النفط حتى نهاية 2024؟

تجري السعودية خفضا كبيرا لإنتاجها في يوليو تموز بالإضافة إلى اتفاق مجموعة أوبك+ الأوسع نطاقا لتقليص الإمدادات حتى نهاية 2024 حيث تواجه المجموعة تراجعا في أسعار النفط.

وفيما يلي شرح لاتفاق أوبك+ الذي تم التوصل إليه أمس الأحد وتأثيره على العرض.

* ماذا تم الاتفاق عليه لعام 2023؟

تطبق مجموعة أوبك+ التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، بالفعل خفضا في إنتاج النفط يبلغ 3.66 مليون برميل في اليوم، فيما يمثل 3.6 بالمئة من الطلب العالمي.

ويتضمن الرقم خفض مليوني برميل في اليوم تم الاتفاق عليه العام الماضي من مستويات الإنتاج في أغسطس آب 2022، و1.66 مليون برميل في اليوم أخرى من الخفض الطوعي من تسع دول في أوبك+.

ولم تقلص أوبك+ الإنتاج أكثر لعام 2023.

لكن السعودية تعهدت يوم الأحد بخفض طوعي إضافي في إنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميا لشهر يوليو تموز وقد يجري تمديد أجله.

ونتيجة لذلك، سينخفض إنتاج البلاد إلى تسعة ملايين برميل يوميا في يوليو تموز من نحو عشرة ملايين برميل يوميا في مايو أيار.

* ما الذي تم الاتفاق عليه لعام 2024؟

اختارت مجموعة أوبك+ يوم الأحد التركيز على هدف تقليص الإنتاج لعام 2024.

وبالإضافة إلى تمديد أجل الخفض الحالي من المعروض للمجموعة البالغ 3.66 مليون برميل يوميا لعام آخر، وافقت المجموعة على خفض أهداف الإنتاج الإجمالية اعتبارا من يناير كانون الثاني 2024 بنحو 1.4 مليون برميل يوميا أخرى في مقابل الأهداف الحالية إلى 40.46 مليون برميل يوميا.

وبإضافة خفض الإنتاج الطوعي الإضافي الذي مددت الدول التسع المشاركة فيه أجله حتى نهاية عام 2024، ينتج عن ذلك هدف أقل يبلغ 38.81 مليون برميل في اليوم.

ويقل هذا في واقع الحال نحو 500 ألف برميل يوميا عن إنتاج أبريل نيسان 2023، مقارنة بأرقام وكالة الطاقة الدولية.

وضمن اتفاق يوم الاحد، حصلت الإمارات على مستهدف إنتاج أعلى.

وفي المقابل تقلصت أهداف روسيا ونيجيريا وأنجولا لجعلها تتماشى مع مستويات الإنتاج المنخفضة.

* ما التأثير قصير الأمد؟

توقع محللون، بعضهم من أوبك ومن وكالة الطاقة الدولية، بالفعل أن يتقلص المعروض في النصف الثاني من عام 2023 مع استمرار سياسة الإنتاج الحالية لأوبك+.

ونظرا لسجل السعودية في الوفاء التام بالتزامات الإنتاج، يتوقع محللون أن التأثير الأولي للصفقة هو خفض المعروض.

وقالت شركة ريستاد إنيرجي إنها تتوقع أن يفاقم خفض الإنتاح السعودي العجز في السوق إلى أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا في يوليو تموز “وهو ما قد يضيف ضغوطا صعودية في الأسابيع المقبلة”.

وقال تاماس فارجا من بي.في.إم للوساطة النفطية “الميزان النفطي سيصبح دقيقا بسبب الخفض الطوعي السعودي المعلن في يوليو تموز لكن قد يحدث تمديد إذا اقتضت الضرورة”.

وارتفع استخدام الخام المحلي السعودي إلى مليون برميل يوميا في أشهر الصيف التي يؤدي فيها الطلب على تكييف الهواء إلى زيادة استهلاك الطاقة.

* المعروض في 2024

يقول بنك جيه.بي مورجان إن قرار أوبك+ سيقلص المعروض في 2024 بنحو 1.1 مليون برميل في اليوم مقارنة بتوقعاتها السابقة.

وقال البنك في تقرير “كل هذا الخفض تقريبا سيأتي من المنتجين الأكبر في التحالف، ولن يأتي سوى القليل من الأعضاء الأصغر، حيث من المرجح أن تظل طاقتهم الإنتاجية أقل من حصصهم”.

والجدول التالي يوضح إنتاج أوبك+ وأهدافها في 2023-2024 بالمليون برميل في اليوم:

الدولة إنتاج أهداف أهداف مايو أهداف أهداف

أبريل مايو – – ديسمبر 2024 2024 مع

2023 * ديسمبر 2023 مع الخفض

2023 الخفض الطوعي

الطوعي**

الجزائر 1.00 1.007 0.959 1.007 0.959

أنجولا 1.06 1.455 1.455 1.280 1.280

الكونجو 0.28 0.310 0.310 0.276 0.276

غينيا 0.05 0.121 0.121 0.070 0.070

الإستوائية

الجابون 0.20 0.177 0.169 0.177 0.169

العراق 4.10 4.431 4.220 4.431 4.220

الكويت 2.68 2.676 2.548 2.676 2.548

نيجيريا 1.02 1.742 1.742 1.380 1.380

السعودية 10.48 10.478 9.978 10.478 9.978

الإمارات 3.32 3.019 2.875 3.219 3.075

أذربيجان 0.51 0.684 0.684 0.551 0.551

قازاخستان 1.63 1.628 1.550 1.628 1.550

المكسيك 1.68 1.753 1.753 1.753 1.753

سلطنة عمان 0.84 0.841 0.801 0.841 0.801

روسيا*** 9.60 10.478 9.500 9.828 9.328

البحرين**** 0.83 0.196 0.196 0.196 0.196

بروناي   0.097 0.097 0.083 0.083

ماليزيا   0.567 0.567 0.401 0.401

جنوب السودان   0.124 0.124 0.124 0.124

السودان   0.072 0.072 0.064 0.064

مجموع أوبك 24.190 25.416 24.377 24.994 23.955

10

إجمالي الدول 15.090 16.440 15.344 15.469 14.851

غير الأعضاء

في أوبك

مجموع أوبك+ 39.280 41.856 39.721 40.463 38.806

* أرقام وكالة الطاقة الدولية

** باستثناء الخفض الطوعي الإضافي للسعودية البالغ مليون برميل في اليوم في يوليو تموز 2023

*** خفض روسيا الطوعي البالغ 500 ألف برميل في اليوم من مارس آذار 2023 إلى ديسمبر كانون الأول 2024 إلى نحو 9.5 مليون برميل في اليوم، وفقا لنائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك في مارس آذار.

**** الرقم هنا إجمالي في البحرين وبروناي وماليزيا والسودان وجنوب السودان.

من أليكس لولر وروينا إدواردز

ما هو تحالف أوبك+ وكيف يؤثر على أسعار النفط؟

يجتمع أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها وعلى رأسهم روسيا، فيما يعرف باسم أوبك+، في فيينا بالنمسا في الرابع من يونيو حزيران لمناقشة سياسة الإنتاج المشتركة.

وفيما يلي حقائق أساسية عن أوبك+ ودورها:

– ما هي أوبك وأوبك+؟

أسست بلدان العراق وإيران والكويت والسعودية وفنزويلا منظمة أوبك عام 1960 في بغداد بهدف تنسيق السياسات النفطية وضمان أسعار عادلة ومستقرة. وتضم الآن 13 دولة معظمها من الشرق الأوسط وأفريقيا وتنتج نحو 30 بالمئة من النفط على مستوى العالم.

وواجه نفوذ أوبك بعض التحديات على مر السنين مما أدى في كثير من الأحيان إلى انقسامات داخلية، ويمكن أن يؤدي الاتجاه العالمي نحو مصادر الطاقة النظيفة وخفض استهلاك الوقود الأحفوري إلى تقليص هيمنتها في نهاية المطاف.

وشكلت أوبك ما يُعرف بتحالف أوبك+ مع عشر من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم من خارج المنظمة، ومنها روسيا، في نهاية عام 2016.

ويمثل إنتاج أوبك+ نحو 40 بالمئة من إنتاج النفط العالمي والهدف الرئيسي للتحالف هو تنظيم إمدادات النفط إلى السوق العالمية. وتقوده السعودية وروسيا وتنتج كل منهما نحو عشرة ملايين برميل يوميا.

– كيف تؤثر أوبك على أسعار النفط العالمية؟

تشكل صادرات الدول الأعضاء في أوبك زهاء 60 بالمئة من تجارة النفط العالمية. وفي عام 2021، قدرت أوبك أن الدول الأعضاء فيها تمتلك أكثر من 80 بالمئة من احتياطيات النفط العالمية المؤكدة.

ونظرا لتمتعها بتلك الحصة السوقية الكبيرة، يمكن أن تؤثر القرارات التي تتخذها أوبك على أسعار النفط العالمية. ويجتمع أعضاؤها بانتظام لتحديد كمية النفط التي ستباع في الأسواق العالمية.

ونتيجة لذلك، تميل أسعار النفط إلى الارتفاع عندما تقرر تلك الدول خفض الإمدادات مع تراجع الطلب، بينما تتجه الأسعار إلى الانخفاض عندما تقرر المجموعة ضخ مزيد من النفط في السوق.

وفي الثاني من أبريل نيسان، وافقت أوبك+ على مزيد من تخفيضات الإنتاج إلى 3.66 مليون برميل يوميا أو 3.7 بالمئة من الطلب العالمي حتى نهاية عام 2023. وساعد هذا على زيادة أسعار النفط بنحو تسعة دولارات للبرميل ليتجاوز سعره 87 دولارا خلال الأيام التالية للقرار، لكن أسعار خام برنت تراجعت منذ ذلك الحين.

– كيف تؤثر قرارات أوبك على الاقتصاد العالمي؟

كان لبعض قرارات خفض الإنتاج آثار كبيرة على الاقتصاد العالمي.

فخلال حرب أكتوبر تشرين الأول عام 1973، فرض الأعضاء العرب في أوبك حظرا على شحنات النفط إلى الولايات المتحدة ردا على قرارها إعادة إمداد الجيش الإسرائيلي، وشمل القرار الدول الأخرى التي دعمت إسرائيل. كما أعلنت المنظمة تخفيضات في الإنتاج.

وضغط الحظر على الاقتصاد الأمريكي الذي كان يعاني بالفعل ويعتمد على النفط المستورد. وقفزت أسعار النفط مما تسبب في ارتفاع تكاليف الوقود بالنسبة للمستهلكين ونقص الوقود في الولايات المتحدة. كما دفع الحظر الولايات المتحدة ودولا أخرى إلى شفا ركود عالمي.

وخلال عمليات الإغلاق المتعلقة بجائحة كورونا في أنحاء العالم عام 2020، تراجعت أسعار النفط الخام. وعلى إثر ذلك، خفضت أوبك+ إنتاج النفط بنحو 10 ملايين برميل يوميا، وهو ما يعادل 10 بالمئة تقريبا من الإنتاج العالمي، في مسعى لدعم الأسعار.

– ما هي الدول الأعضاء في أوبك؟

الدول الأعضاء الحالية في أوبك هي: السعودية والإمارات والكويت والعراق وإيران والجزائر وأنجولا وليبيا ونيجيريا والكونجو وغينيا الاستوائية والجابون وفنزويلا.

أما الدول المشاركة في تحالف أوبك+ وليست من أعضاء أوبك فهي روسيا وأذربيجان وقازاخستان والبحرين وبروناي وماليزيا والمكسيك وعُمان وجنوب السودان والسودان.

«أوبك» والطلب المستقبلي

عبّر الأمين العام لمنظمة «أوبك»، هيثم الغيص، عن رؤى المنظمة لمستقبل نظام الطاقة المستقبلي، حيث من المتوقع استمرار زيادة المعدلات السنوية للطلب على الطاقة.

وذكر الغيص في مقابلات خلال الفترة الماضية مع وسائل الإعلام، أن العالم سيحتاج إلى مزيد من الطاقة مستقبلاً، مع نمو السكان والاقتصادات؛ إذ تشير دراسات «أوبك» أن الطلب العالمي على الطاقة سيرتفع بنسبة 23 في المائة حتى عام 2045، من ثم، فإن ملاقاة هذا النمو سيتطلب ضمان أمن الطاقة، وتقليص تكاليف الإنتاج، وخفض الانبعاثات العالمية بما يتماشى مع اتفاقية باريس، والتعاون غير المسبوق في استثمارات الطاقة.

وأضاف الغيص أن صناعة النفط وحدها ستشكل ما يقارب من 29 في المائة من احتياجات الطاقة العالمية بحلول عام 2045؛ الأمر الذي يعني أن الطلب على النفط سيبقى عالياً حتى حلول منتصف القرن وما بعده من عقود؛ الأمر الذي يعني بدوره أن العالم سيستمر يستهلك النفط بشكل واسع حتى بعد تصفير الانبعاثات.

وأعلن الغيص أن دراسات «أوبك» تقدر أن يبلغ إجمالي متطلبات الاستثمار الطاقوي العالمي حتى منتصف القرن نحو 12.1 تريليون دولار تقريباً، أو أكثر من 500 مليار دولار سنوياً، مشيراً إلى أن معدلات الاستثمار السنوية الأخيرة كانت أقل بكثير من هذا المبلغ بسبب الانكماش الصناعي وجائحة «كوفيد – 19» وتكاليف التشريعات البيئية.

وحذر الغيص في تصريحاته من عدم توفر «استثمار كاف في جميع الطاقات، وبالتالي فإن استدامة نظام الطاقة العالمي على المحك، ونحن في حاجة إلى مناخ طويل الأجل وصديق للاستثمار يعمل مع المنتجين والمستهلكين؛ إذ يحتاج نقص الاستثمار المزمن إلى التصحيح. لا يتعلق الأمر بانتظار الغد. يتعلق الأمر بتحقيق ذلك اليوم».

وصرح الغيص لوكالة أنباء الإمارات (وام) «نؤيد تأييداً تاماً اتباع نهج عالمي متعدد الأطراف قائم على التعاون؛ إذ نتطلع إلى الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب – 28). التي تستضيفها دولة الإمارات بنهاية العام الحالي في دبي، ودعم المؤتمر لجدول أعمال شامل، حيث يجري الحدث أول تقييم عالمي منذ اتفاق باريس».

وفي سؤال، حول ما تقوم به أقطار منظمة «أوبك»، في تحسين موقع النفط التنافسي في بيئة يستعمل فيها أقل انبعاثات كربونية ممكنة، أجاب الأمين العام لمنظمة «أوبك»: «نحن نستثمر في قدرة المنبع والمصب. ونحشد تقنيات أنظف ومجموعة واسعة من خبراتنا البشرية للمساعدة في إزالة الكربون من الصناعة. ونقوم باستثمارات كبيرة في الطاقة المتجددة والقدرة الهيدروجينية واستخدام وتخزين الكربون، وتقنيات أخرى، بالإضافة إلى تعزيز الاقتصاد الدائري لتحسين الأداء البيئي العام».

وأوضح الغيص، تدل التجارب التاريخية على «أن تحولات الطاقة تتطور ببطء ولها مسارات عديدة»، حيث هناك أكثر من 700 مليون شخص في العالم اليوم ما زالوا يفتقرون إلى الكهرباء، وأن 2.4 مليار شخص يستخدمون أنظمة غير فعالة وملوثة.

كما أكد أمين العام لـ«أوبك» أنه فيما يتوجب أن ينصبّ التركيز العام على خفض الانبعاثات واستخدام جميع أنواع الوقود عالمياً، لكن لا يوجد هناك حل واحد يناسب الجميع في مجال مستقبل الطاقة المستدامة، حيث إن الطريق الصحيحة لواحد، قد لا يكون الطريق الصحيحة للآخر.

وليد خدوري