أرشيف التصنيف: أخبار النفط

تداعيات أزمة الغاز في ألمانيا

انخفض الطلب على الغاز في ألمانيا خلال النصف الأول من هذا العام نحو 47 مليار متر مكعب (نحو 14.7 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي)، ويعود السبب الرئيس لتدهور الطلب للارتفاع العالي في أسعار الغاز.
وقد أعرب وزير المالية الألماني، كريستين لندنير، عن مخاوفه من الآثار المترتبة على ارتفاع أسعار الغاز في أهم اقتصاد أوروبي، فالوضع الاقتصادي «هش» والتنبؤات الاقتصادية تخفض من معدلات النمو المستقبلية. كما حذر لندنير من ارتفاع مستوى التضخم إلى معدلات عالية، بحيث لا يستطيع الكثير من الناس تحمل الأسعار العالية للغاز والطاقة والطعام.
وبما أن ألمانيا، بصناعاتها الضخمة، تعد قاطرة الاقتصاد الأوروبي، فقد تغيّرت الصورة الآن، إذ تحول الاقتصاد الألماني ليصبح اليوم المركز الأضعف أوروبياً. إذ انخفضت معدلات النمو الاقتصادي في ألمانيا خلال الربعين الأول والثاني من عام 2022، في الوقت نفسه الذي ارتفع فيه النمو الاقتصادي في دول اليورو. كما قلّص صندوق النقد الدولي في الشهر الماضي توقعه للنمو الألماني لعام 2023 بنحو 1.9 في المائة إلى 0.8 في المائة، ليجعل منه أعلى نسبة تخفيض متوقعة لدول أوروبا في العام المقبل.
لعبت عوامل عدة دوراً في الانتكاسة الاقتصادية الألمانية، أبرزها فواتير الطاقة العالية، التي أدت إلى تقليص الاستهلاك والطلب المحلي. كما تأثرت سلباً حركة التجارة الخارجية؛ حيث تعتمد الكثير من المصانع على الشحن عبر نهر الراين المجاور لعديد من المصانع. لكن انخفاض مستوى النهر قلّص من حجم الصادرات، ناهيك عن الانخفاض الذي طرأ على التجارة الخارجية بسبب إغلاقات الجائحة، بالذات في أسواق الصين.
اعتمدت ألمانيا على روسيا لاستيراد 50 في المائة من حاجتها للغاز المستورد عبر شبكة الأنابيب بين البلدين. وآخر أنبوب هو خط «نورد ستريم – 2»، لذا فمقاطعة الغاز الروسي بسبب الحرب الأوكرانية وضع ألمانيا في وضع صعب جداً للحصول على إمدادات غازية بديلة بسرعة. وكان الأمر سيصبح أسهل لو استوردت ألمانيا الغاز المسال الذي يشحن بالناقلات المتخصصة، كما في جنوب أوروبا.
ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز»، الأسبوع الماضي، أن «أسعار الغاز في أوروبا قفزت نحو 251 يورو لميغاوات/ساعة، أو ما يعادل أكثر من 400 دولار لبرميل النفط، نظراً للمنافسة الحادة لتأمين إمدادات غازية قبل حلول فصل الشتاء». وتضيف الصحيفة البريطانية أن «الأسعار قد تضاعفت مقارنة بالمستوى السعري العالي ليونيو (حزيران) الماضي». والأسباب هي نقص الإمدادات الروسية بسبب الحرب الأوكرانية، والمنافسة الحادة بين الأسواق الأوروبية والآسيوية لشراء الغاز قبل حلول فصل الشتاء المقبل.
الحال أن الحكومة الألمانية تعمل حالياً في المرحلة الثانية من برنامجها لتخفيض الطلب على الغاز نحو 20 في المائة، بالإضافة إلى الحصول على 4 ناقلات لتخزين الغاز ومراجعة الضرائب المفروضة على استهلاك الغاز، ناهيك عن إعادة العمل في مناجم الفحم التي تم إغلاقها، برغم الأضرار البيئية الناتجة عن ذلك، لتعويض استخدام الغاز لتوليد الكهرباء في بعض المحطات. هذا، بالإضافة للجوء للطاقات المستدامة، كالرياح، لتوليد الكهرباء.

وليد خدوري

برنت فوق 100 دولار للبرميل ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية

 

صعدت أسعار النفط نحو دولار الجمعة 26 أغسطس آب مدعومة بمؤشرات على تحسن الطلب على الوقود، لكن المكاسب كانت محدودة مع ترقب السوق لمؤشرات من رئيس الفدرالي الأميركي بخصوص توقعات رفع سعر الفائدة في كلمة يلقيها في وقت لاحق اليوم.

وبحلول الساعة 10:51 بتوقيت غرينتش زادت العقود الآجلة لخام برنت 1.53 دولار أو 1.54% إلى 100.87 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.20 دولار أو 1.3% إلى
93.72 دولار للبرميل.

ونزل الخامان نحو دولارين للبرميل أمس الخميس لكنهما في سبيلهما لتحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 4% لبرنت و3% للخام الأميركي.

وساعدت بيانات أفضل من المتوقع بشأن الاقتصاد الأميركي على تبديد مخاوف الركود.

وانكمش الاقتصاد الأميركي بوتيرة أكثر اعتدالاً مما كان يعتقد خلال الربع الثاني إذ خفف الإنفاق الاستهلاكي بعضاً من الضغط الناجم عن التباطؤ الحاد في تراكم المخزون.

وتلقت الأسعار دعماً من المملكة العربية السعودية أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والتي أشارت يوم الاثنين إلى إمكانية خفض الإنتاج لتحقيق التوزان في سوق النفط ومعادلة تأثير زيادة الإنتاج الإيراني في حال توصل طهران إلى اتفاق مع الغرب.

وعبر أعضاء آخرون في مجموعة أوبك+ الأوسع نطاقاً عن دعمهم للبيان السعودي طوال الأسبوع. وقال مصدر مطلع لرويترز إن الإمارات صارت اليوم الجمعة أحدث عضو في أوبك+ يعلن موافقته على رأي السعودية فيما يتعلق بأسواق الخام.

«أوبك»: آثار التطورات العالمية على أسواق النفط

شرح «تقرير أوبك الشهري للأسواق النفطية» الصادر الأسبوع الماضي، منحى وحيثيات التقلبات في أسعار النفط الخام والمنتجات البترولية في ضوء ظاهرة «الكساد التضخمي» العالمي، وإعادة انتشار جائحة كورونا عالمياً، كما استمرار الحرب الأوكرانية دون هوادة منذ نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي، والتشنجات الأميركية – الصينية على ضوء زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركية لتايوان.
فبحسب منظمة «أوبك»، استمرت العوامل الأساسية في أسواق النفط باسترداد عافيتها القوية لمستواها ما قبل نشوب الجائحة خلال النصف الأول لعام 2022. لكن رغم استرداد العافية هذه، فقد ظهرت في الوقت نفسه مؤشرات عن تباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي، من ضمنها بعض الدول النفطية نفسها. ومما ترك بصماته على أسواق النفط أيضاً الانخفاض النسبي للاستثمارات في قطاع الإنتاج النفطي بسبب التشريعات لتصفير الانبعاثات بحلول 2050، ما أدى إلى محدودية إمكانية زيادة الإنتاج من الأقطار المنتجة للنفط من خارج منظمة «أوبك».
نتيجة لهذه التقلبات انخفضت أسعار سلة «أوبك» 9.17 دولار للبرميل، أو 7.8 في المائة بشهر يوليو (تموز)، مقارنة بشهر يونيو (حزيران)، ليسجل معدل سعر السلة خلال شهر يوليو 108.55 دولار للبرميل.
وانخفضت في الوقت نفسه مؤشرات النمو الاقتصادي العالمي نحو 3.1 في المائة لعامي 2022 و2023. وتعزو أسباب هذا إلى انخفاض ناتج الدخل القومي الأميركي خلال الربع الثاني من عام 2022. فقد انخفض ناتج الدخل القومي الأميركي 1.8 في المائة خلال الأشهر الماضية لعام 2022. ويتوقع استمرار انخفاضه إلى 1.7 في المائة في 2023. ويتوقع نمو اقتصاد منطقة السوق الأوروبية المشتركة لعام 2022 نحو 3.2 في المائة، فيما التوقعات بانخفاض هذا المعدل لدول السوق الأوروبية لعام 2023 نحو 1.6 في المائة.
وقد سجل الطلب العالمي على النفط خلال عام 2022 زيادة معتدلة مقدارها 3.1 مليون برميل يومياً، ما زاد من معدل الطلب العالمي إلى نحو 100 مليون برميل يومياً. وتشير التوقعات لعام 2023 إلى أن ارتفاع الطلب على النفط سيستمر بنحو 2.7 مليون برميل يومياً، ليسجل ارتفاع الطلب العالمي على النفط 102.7 مليون برميل بومياً.
ولتحديد مشهد الاستهلاك النفطي العالمي، يذكر تقرير «أوبك»، أنه بصورة عامة تهيمن العوامل السلبية على توقعات عام 2023، نظراً للنزاعات الجيوسياسية، واستمرار الجائحة، وزيادة معدلات التضخم، كما ارتفاع معدلات الديون السيادية في دول متعددة.

وليد خدوري
كاتب عراقي متخصص في شؤون الطاقة

هبوط مخزونات النفط الأميركية بنحو 7.1 مليون برميل في الأسبوع الماضي

أعلنت إدارة معلومات الطاقة اليوم الأربعاء أن مخزونات النفط في الولايات المتحدة انخفضت بمقدار 7.1 مليون برميل إلى 425 مليون برميل في الأسبوع الماضي، بينما أشارت التوقعات إلى تراجع قدره 0.3 مليون برميل.

وكشفت بيانات عن أن مخزونات البنزين في البلاد انخفضت بمقدار 4.6 مليون برميل مسجلة 215.7 مليون برميل، مقارنة بتوقعات انخفاضها بحوالي 1.1 مليون برميل.

أما مخزونات نواتج التقطير (التي تشمل الديزل ووقود التدفئة)، فقد ارتفع بواقع 0.8 مليون برميل إلى 112.3 مليون برميل في الأسبوع الماضي.

وذكرت الوكالة الحكومية أن مخزون الخام في الاحتياطي البترولي الأمريكي هبط الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياته منذ مارس آذار عام 1985.

كما أفادت إدارة معلومات الطاقة بأن الإنتاج الأميركي من النفط انخفض في الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ يوليو تموز، في حين ارتفعت صادرات النفط الأميركية إلى أعلى مستوى منذ بدء الاحتفاظ بالسجلات، كما هبط أيضا صافي واردات أميركا من الخام خلال الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى منذ بدء الاحتفاظ بالسجلات.

أمين عام أوبك لـCNBC: لسنا مسؤولين عن ارتفاع النفط، ونحاول فصل السياسة في علاقتنا مع موسكو

 

قال الأمين العام الجديد لأوبك، هيثم الغيص، الأربعاء 17 أغسطس آب، إن المنظمة ليست مسؤولة عن ارتفاع معدلات التضخم، مشيراً إلى النقص المزمن في الاستثمار في صناعة النفط والغاز.

وأكد الغيص في حديث مع شبكة CNBC على أن أوبك ليست وراء هذه الزيادة في الأسعار، مشيرًا إلى عوامل أخرى خارج أوبك تقف بالفعل وراء الارتفاع الذي شهدته أسعارالغاز و النفط.

“هذه هي الحقيقة القاسية التي يجب على الناس أن يستيقظوا عليها وعلى صانعي السياسة أن يستيقظوا منها. بمجرد أن يتحقق ذلك ، أعتقد أنه يمكننا البدء في التفكير في حل هنا. والحل واضح جدا. وقال الغيص “لدى أوبك حل: الاستثمار والاستثمار والاستثمار”.

وفي وقت سابق من هذا العام، تم تعيين الغيص لمدة ثلاث سنوات أمينًا عامًا لمنظمة أوبك. ويخلف في هذا المنصب النيجيري محمد باركيندو المخضرم في صناعة النفط، الذي توفي الشهر الماضي عن 63 عامًا قبل أيام فقط من استقالته من المنظمة.

وتأتي تعليقات الغيص بعد فترة وجيزة من مفاجأة مجموعة المنتجين المؤثرة من أوبك والشركاء من خارج أوبك، وهو تحالف يعرف باسم أوبك +، بالإعلان عن خطط لإضافة 100 ألف برميل فقط يوميًا اعتبارًا من الشهر المقبل.

وكان يُنظر إلى ذلك على أنه ازدراء للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي دعا المنظمة خلال زيارة للمملكة العربية السعودية ، أكبر زعماء منظمة أوبك الشهر الماضي ، إلى ضخ مزيد من الخام لمساعدة الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي.

ومن المقرر أن يجتمع منتجو أوبك والمنتجين من خارجها في الخامس من سبتمبر أيلول.

علاقة أوبك بروسيا “متينة”

وردا على سؤال حول ما إذا كانت أوبك، التي تنتج حوالي 40% من إنتاج النفط العالمي، يجب أن تتحمل اللوم في ارتفاع أسعار الطاقة الذي أدى إلى ارتفاع التضخم ، أجاب الغيص: “لا ، لا على الإطلاق. أعني أنها كلها نسبية”

وأضاف “أوبك تقوم بدورها. لقد عملنا على زيادة الإنتاج بما يتماشى مع ما نراه وبآلية تدريجية كانت شفافة للغاية … نحن نفعل كل ما في وسعنا لإعادة السوق إلى التوازن ولكن هناك عوامل اقتصادية خارجة عن سيطرة أوبك حقًا.

وتراجعت أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة وسط مخاوف متجددة من الركود العالمي وتراجع توقعات الطلب.

تم تداول العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت عند 92 دولارًا للبرميل صباح الأربعاء ، بانخفاض حوالي 0.4% ، في حين استقرت العقود الآجلة لخام القياس العالمي غرب تكساس الوسيط عند 86.25 دولارًا للبرميل ، بانخفاض أكثر من 0.3%.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى ما يقرب من 128 دولارًا للبرميل في الأيام التي أعقبت الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير – وهو جزء من الارتفاع في الأسعار الذي شوهد في جميع أنواع الطاقة الذي دفع التضخم إلى أعلى مستوياته منذ عدة عقود.

وفيما يتعلق بعلاقات تحالف الطاقة مع روسيا غير العضو في أوبك، قال الغيص إن المنظمة لديها علاقة “قوية” مع موسكو وتسعى دائمًا إلى فصل السياسة عن أهدافها في تحقيق الاستقرار في السوق.

وتابع “نحاول دائمًا في اجتماعاتنا فصل الجوانب السياسية عن ما نقوم به من حيث إدارة توازن السوق وفيما يتعلق بما نفعله بصفتنا أوبك +، أعتقد أن المنهجية واضحة”.

“القيادة الروسية في دعم إعلان التعاون كانت واضحة منذ اليوم الأول، منذ عام 2017. العلاقة قوية من حيث إدارة السوق.”

ولدى سؤاله عما إذا كان هذا يعني أنه يثق بروسيا ، أجاب الغيص: “نعم”.