البورصة والسياسة

من المتعارف عليه ان المستجدات السياسية والتطورات المفاجئة او المرتقبة تؤثر تأثيرا مباشرا في تطور الأسواق وتقلب اسعار الأسهم . ولكن الأمر الذي قد يبدو مستغربا بالنسبة لبعض المتعاطين بهذا الشأن ولاسيما المبتدئين منهم ، هو ان هذا المبدأ قد يعكس أحيانا فتملي البورصة على السياسة ارادتها ويبدو السياسيون في أكثر البلدان تقدما رهنا لمزاجيتها او لمنطقها

لعل أحدث مثل يشهد على ما تقدم هو ما جرى لأسهم شركة “التلكوم “الألمانية في المدة الأخيرة. فقد فقدت هذه الأسهم 90 بالمئة من قيمتها اذ تراجع سهمها من أكثر من 110 يورو الى ما يقارب 8 يورو فقط . ’حملت المسؤولية حقا أو ظلما لرئيس الشركة ” رون سوممر” ووقف ثلاثة ملايين مساهم من صغار المدخرين غاضبين أمام الحقيقة المرة ، لكونهم فقدوا كل مدخراتهم فطالبوا علنا وبقوة باقالة ” سوممر ” . ولكن المستشار الألماني ” غارهارد شرودر ” وقف بقوة الى جانبه ورفض تحميله مسؤولية ما جرى.

الآن تقف ألمانيا على أبواب الأنتخابات البرلمانية ويبدو أن ثلاثة ملايين ناخب خسروا أموالهم في أسهم التلكوم لا بد أن يحسب لهم حسابا كبيرا . فالمعارضة تبدو مستعدة لأستغلال الوضع وصغار المساهمين هم في الأصل من ناخبي الحزب الأشتراكي الحاكم الذي يشتد الضغط عليه الى حد جعله يلمح الى استعداده باقالة ” رون سوممر ” واستبداله برئيس شركة ” دايملر كرايزلر ” صاحب الصيت الحسن الذي قد يهدئ خواطر الغاضبين ويعيد لهم الأمل بامكانية ترميم ما تهدم وتعويض ما ’خسر

وهكذا فلا ’يستبعد أبدا أن يكون سهم “التلكوم” هو الناخب الأول والأقوى في الأنتخابات الألمانية القادمة

تجارة لا مضاربة

أصفحة جديدة تعنى بشؤون البورصة ؟  أبهذه الظروف الصعبة ؟ أليست هذه مغامرة لا تحمد عقباها ؟  أسئلة رددها على مسمعنا كثيرون من العاملين في هذا الحقل اذ طرحنا عليهم نيتنا بتقديم قدر ولو يسير من المعلومات الاقتصادية التي قد تسهل على قراء العربية ولوج مجال تجارة الاسهم العالمية متسلحين باحدث المعلومات واهمها , فيوفروا على أنفسهم خسارة أو يوفروا لها ربحا . نحن نقر ان المرحلة الحالية -ونرجو ألا تطول _ ليست هي المرحلة المثلى التي تسهل للمستثمر جني أرباحا طائلة عن طريق التوظيف في مجال الاسهم ،ولكننا مقتنعون في نفس الوقت ان المستثمر الحريص على تقصي أهم المعلومات وأحدثها ، والمعتمد على مناهج موضوعية تبعده عن التهور في اتخاذ قراراته ، انما يستطيع في هذه الظروف وفي كل ظرف آخر أن يقتنص فرصا, فيحقق لنفسه ربحا, شرط ان يرى في هذا العمل تجارة لا مضاربة
ولهذه التجارة ألف فن وفن
ولها ايضا ألف فخ وفخ
ولهذه التجارة أبواب وابواب ،ولها تعاريج وتعاريج ، قد تقود الى رفعة أو قد تدفع الى هاوية.

سمعنا تشكك المتشككين ، واصغينا الى نصح الناصحين , ولكن ذلك لم يثننا عن المضي في الدرب راجين المولى التوفيق،فنوفر للقارئ العربي من المعلومات ما قد يساعده في تأسيس تجارة افتتن بها الكثيرون , فثبت فيها بعضهم وجنوا أرباحا كبيرة , وزلت القدم بغيرهم فضيعوا مالا وانصرفوا عنها خائبين.

بورصة انفو: الموقع الرائد لأخبار الذهب ، العملات ، البورصات. مع تحليلات