الأسهم الأوروبية تغلق عند أعلى مستوى في شهرين

أغلقت مؤشرات الأسهم الأوروبية على ارتفاع طفيف اليوم الخميس مع استمرار ‏المستثمرين في البحث عن اتجاه تزامناً مع إغلاق الأسواق الأميركية.‏

وأغلق مؤشر ‏Stoxx 600‎‏ الأوروبي مرتفعاً بنسبة 0.3%. ارتفعت أسهم النفط ‏والغاز بنسبة 1.4% على الرغم من الانخفاض المستمر في أسعار النفط بعد أن ‏أجلت أوبك اجتماعها لوضع السياسات، فيما قادت أسهم شركات السفر الخسائر ‏متراجعة 1%.‏

وأظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات الأولية من منطقة اليورو لشهر نوفمبر ‏انخفاض التوظيف للمرة الأولى منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.‏

واستمر النشاط التجاري في الانخفاض، على الرغم من تباطؤ معدل الانكماش في ‏الإنتاج والأعمال الجديدة.‏

متابعة قراءة الأسهم الأوروبية تغلق عند أعلى مستوى في شهرين

لئلا تنهار الشركات القاصرة النظر

يشير قصر النظر في الشركات إلى التوجه قصير المدى في عملية صنع القرار، مع إعطاء الأولوية للمكاسب الفورية على الاستدامة طويلة المدى. وهذا السلوك، الذي غالباً ما يكون مدفوعاً بضغوط الأرباح الفصلية وتوقعات السوق، يمكن أن تكون له آثار عميقة في الاقتصاد الجزئي والنشاط الاقتصادي للشركات، كما قد يؤدي السلوك قصير النظر إلى قرارات تضحي بالتخطيط الاستراتيجي والابتكار والعلاقات مع أصحاب المصلحة. وقد تنتج عن هذا السلوك نكسات للشركات على مستويات عدة تمتد آثارها إلى الاقتصاد الوطني، وهو ما قد يستلزم تدخلاً حكومياً لا سيما في الشركات الكبرى التي تعتمد عليها البلدان استراتيجياً واقتصادياً وحتى اجتماعياً.

وبينما يتضمن التفكير طويل المدى نهجاً استراتيجياً حيث تعطي الشركات الأولوية للاستثمارات في الابتكار وتطوير الموظفين والممارسات المستدامة، يميل السلوك قصير النظر إلى التركيز على المكاسب المالية الفورية، وغالباً ما يكون ذلك على حساب النمو على المدى الطويل. وفي حين أن التفكير طويل الأمد يعزز المرونة والقدرة على التكيف والممارسات الأخلاقية، فإن قصر النظر قد يؤدي إلى الركود وتشويه السمعة. ويعزز هذا السلوك رغبة المساهمين في الحصول على أرباح سريعة، وانعكاس ذلك على أسعار الأسهم بغض النظر عن خطط الشركات طويلة المدى، وذلك لا يبرر أن تتصرف الشركات على نحو يؤثر سلباً في مستقبلها.

ويمكن تلخيص مضارّ قصر النظر في نقاط عدة، أولاها أنه قاتل للابتكار في الشركات، فالابتكار استثمارٌ طويل المدى، وتزيد فيه نسبة عدم اليقين، وفي الشركات التي تعطي الأولوية للمكاسب قصيرة المدى قد تنخفض ميزانيات الابتكار. والأمثلة كثيرة لشركات أغفلت جانب الابتكار في استثماراتها فانتهى بها المطاف خارج السوق بعدما كانت اللاعب الرئيسي في صناعتها على مستوى العالم. ثانيتها، الأثر السلبي في الموظفين، فالشركات قصيرة النظر غالباً ما تبحث عن الموظفين الجاهزين، وهي بذلك لا تستثمر في موظفيها من ناحية التدريب والتطوير والمزايا المالية، وهو ما يؤدي حتماً إلى إحباط الموظفين وانفصالهم عن العمل. ثالثتها أن الكيانات ذات المصالح مع الشركات قصيرة النظر تدرك تبعات هذا السلوك عليها، لا سيما أن أبرز مظاهره هو إهمال العلاقات طويلة الأمد مع العملاء والموردين وهو ما يتسبب في تآكل الثقة فيما بينهم.

ويمكن معرفة هذه الشركات من خلال عدد من السلوكيات، فعلى سبيل المثال، هناك الشركات التي تنخرط بشكل مفرط في عمليات إعادة شراء الأسهم لتضخيم أسعار الأسهم قصيرة الأجل، بدلاً من الاستثمار طويل المدى والذي يرفع كذلك أسعار الأسهم، ويعظّم معها ثروة المساهمين. كذلك هناك الشركات التي تتجاهل القوانين البيئية الوطنية، مضحية بسمعتها على المدى الطويل مقابل أرباح قصيرة المدى، ومعرضة نفسها لعقوبات وغرامات حكومية قد تدفع بأسعار أسهمها للنزول. كما أن معدل دوران الموظفين في الشركات دليل آخر على قصر نظر الشركات، وعادة ما يقضي الموظفون سنوات قليلة في هذه الشركات قبل الانتقال إلى أخرى لغياب الرؤية فيها، وبالمقابل فإن الموظفين عادة ما يستقرون فترة أطول في الشركات العريقة ذات الاستثمارات طويلة المدى، وهي الشركات التي عادة ما تخرّج قادة لقطاعاتها.

وبمعرفة ذلك كله، يتضح أن التدخل الحكومي ومعالجة هذا السلوك هما ضرورة أساسية لتحقيق النمو المستدام للشركات وبالتالي للاقتصاد الجزئي؛ ولذلك فإن الكثير من الحكومات تتدخل في الشركات من خلال حوكمة الشركات التي تلتفت للأطر التنظيمية للشركات وتحديداً من خلال مجالس الإدارات. وقد تأتي هذه التدخلات على شكل مطالبات للشركات بالكشف عن خططها طويلة المدى للاستدامة المالية، أو من خلال توفير السبل للمساهمين بالتعبير عن مخاوفهم بشأن الممارسات قصيرة النظر.

إن ضبابية الرؤية لدى الشركات بشأن مستقبلها، وعدم مواءمة هذه الرؤية محيطها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي هما أسهل وصفة لخروجها من السوق. والتاريخ ممتلئ بشركات فكَّر صنّاع القرارات فيها بأرباحها الربعية والسنوية دون النظر إلى الاستثمارات طويلة المدى، لأسباب منها معرفتهم بعدم استمراريتهم مدداً طويلة في مناصب قيادية، أو خوفهم من التشكك في الاستثمارات التي تؤتي أُكلها بعد سنوات، أو حتى استجابة لضغوطات المساهمين الذين يبحثون عن جني الربح السريع؛ ولذلك فإن تدخُل الحكومات لحماية هذه الشركات ضرورة تحمي من خلالها اقتصاداتها الوطنية، ولأنها في حال خسارة هذه الشركات، قد تضطر إلى مساعدتها حمايةً لاقتصاداتها. والشواهد على هذه الخسائر والمساعدات كثيرة، كان أبرزها تدخُل الحكومات لحماية المؤسسات المصرفية خلال الأزمة المالية، التي فُرضت بعدها قواعد صارمة على هذه المؤسسات للابتعاد عن السلوكيات قصيرة النظر.

 

د. عبد الله الردادي

محضر الفدرالي: لا إشارات على خفض محتمل للفائدة ‏

أظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفدرالي أن المسؤولين في اجتماع (31 أكتوبر – ‏‏1 نوفمبر) لم يبدوا أي ميل نحو خفض الفائدة في أي وقت قريب لا سيما وأن ‏التضخم لا يزال فوق المستهدف.‏

وكشف محضر الاجتماع أيضاً عن أن أعضاء لجنة السوق الفدرالية المفتوحة لا ‏زالوا قلقين بشأن التضخم واستمرار بقائه مرتفعاً وأن هناك حاجة للمزيد من ‏الإجراءات التي يجب اتخاذها لكبحه.‏

وأفاد مسؤولون أنه على الأقل، يجب أن تبقى السياسة النقدية مشددة إلى حين ‏ظهور بيانات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على أن التضخم في طريقه للانخفاض ‏صوب المستهدف بنسبة2 %.‏

وجاء في محضر الاجتماع: “في مناقشة توقعات السياسة النقدية، واصل ‏المشاركون التأكيد على أهمية استمرار التشديد النقدي بما فيه الكفاية لإعادة ‏التضخم إلى هدف اللجنة البالغ 2% مع مرور الوقت”.‏

إلى جانب ذلك، أظهر المحضر أن الأعضاء يعتقدون أن بإمكانهم التحرك “بناءً ‏على مجمل البيانات الواردة وتأثيراتها على التوقعات الاقتصادية بالإضافة إلى ‏توازن المخاطر”.‏

ومع ذلك، لم يشر محضر اجتماع الفدرالي إلى أن الأعضاء ناقشوا حتى متى قد ‏يبدأون في خفض أسعار الفائدة، وهو ما انعكس في المؤتمر الصحفي الذي عقده ‏الرئيس جيروم باول بعد الاجتماع الماضي.‏

وقال باول حينها: “الحقيقة هي أن لدنة السوق المفتوحة لا تفكر في خفض أسعار ‏الفائدة في الوقت الحالي على الإطلاق”.‏

“الوجه الآخر” لـ “خفض أسعار الفائدة”.. قد لا يكون الحافز الصعودي للأسواق

فيما تتفاءل الأسواق باحتمالات بدء بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة، العام المقبل 2024، إلا أن تلك الخطوة “تعد سلاحاً ذو حدين” في تقدير عدد من خبراء وول ستريت.

عزز تفاؤل الأسواق في هذا الصدد تقرير التضخم، الثلاثاء 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، والذي أظهر تباطؤ التضخم عند 3.2% في أكتوبر/ تشرين الأول مقارنة بالتوقعات عند 3.3%.

يدفع ذلك إلى شعور الفدرالي بالارتياح للإعلان عن أن السياسة مقيدة بما فيه الكفاية “وهذا أمر كبير؛ لانه يعني أنهم انتهوا من تشديد السياسة النقدية”، بحسب ما نقلته CNBC عن كبير الاقتصاديين السابق بشركة PIMCO بول ماكولي.

إلا أنه وعلى الرغم من ذلك، فإن “خفض أسعار الفائدة قد لا يكون بالتأكيد الحافز الصعودي الذي تأمله الأسواق؛ وذلك لأن أي تخفيف لسياسة بنك الاحتياطي الفدرالي سيكون على الأرجح استجابة لتباطؤ الاقتصاد، ومن المحتمل أن تأتي التخفيضات العميقة حقًا نتيجة للركود التام”، بحسب تقرير لـ businessinsider.

خفض الفائدة

وبينما تتطلع الأسواق إلى خفض سعر الفائدة لتحفيز الارتفاع الصعودي في الأسهم، إلا أن الركود يشكل عموماً رياحاً معاكسة قوية للأسهم، التي قد تنخفض بنسبة تصل إلى 20% في حالة حدوث تراجع، وفقًا لتقدير كبير استراتيجيي السوق في بنك جيه بي مورغان الشهر الماضي.

يعلق على ذلك كبير استراتيجيي الأسهم في شركة Mai Capital Management ، كريس غريسانتي، في مقابلة أجريت معه هذا الأسبوع، قائلاً: “المعدلات لا تصل إلى ذروتها لأسباب وجيهة، إنها تبلغ ذروتها لأسباب محزنة بالنسبة لمستثمري الأسهم،  وهي أن الاقتصاد يتباطأ، وأعتقد بأن ذلك سيظهر على مدى الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة”.

وبحسب دويتشه بنك، فإن “تخفيضات أسعار الفائدة لا تمنع الانكماش تلقائيًا.. وغالبًا ما تكون علامة على أن المشاكل قادمة”.

شبح الركود

وطبقاً لبنك  UBS، فإنه يمكن أن ينتهي الأمر بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 275 نقطة أساس حيث يتجه الاقتصاد إلى الركود في وقت ما في منتصف العام المقبل.  وهذا يعادل حوالي أربعة أضعاف انخفاض سعر الفائدة الذي اتوقعه السوق.

مما يعني أن الاقتصاد قد يتباطأ إلى مستوى يشعر بنك الاحتياطي الفدرالي معه أنه يتعين عليه التراجع عن قدر كبير من تشديد السياسة النقدية الذي تم سنه منذ مارس/ آذار 2022.

وبالتالي ستكون التخفيضات “استجابة للركود الأميركي المتوقع في الربع الثاني إلى الربع الثالث من العام 2024 والتباطؤ المستمر في كل من التضخم الرئيسي والأساسي”، وفق استراتيجيي UBS في مذكرة الأسبوع الماضي.

بورصة انفو: الموقع الرائد لأخبار الذهب ، العملات ، البورصات. مع تحليلات