حساب في مصرف .. مراقبة لسعر الأسهم .. إقتناص سهم لمٌح المحللون الى حسن أدائه.. شراؤه.. إنتظاره فترة من الزمن.. سعر السهم يكون قد ارتفع
بيع .. جني أرباح.. بحث عن سهم آخر.. معاودة الكرة.. جني أرباح.. جني أرباح.. جني أرباح…. وَ.. وَ.. وَ
ولا أحد يحسب في بادئ الأمر لجني الخسارة حساباً ؛ وهذا هو لبٌ الخطأ
تجارة الأسهم ربحّ وخسارة . لا يلبث السوق ان يعطيَ المتعامل ربحا حتى يعود ليظهر له أنيابه، فيستعيد منه ما أعطاه له ـ أو يستعيد منه أضعاف ما أعطاه ـ ولا يفلح واحد في تغليب جولات الكرٌ على جولات الفرٌ، إلا إذا نجح في امتلاك ” فاءات” خمسة (جمع لحرف الفاء) منها ما هو هبة سماوية لمختارين من العباد ؛ ومنها ما يكتسبه المرء اكتسابا في سعيه الدؤوب الى تثقيف نفسه وتهذيب طباعه.. فإلى هذه الفاءات ومفاعيلها
فهم يعطى من المولى لسعيدي الحظ ، فيقدّر بعضهم النعمة ويستغلون الهبة ، ويهمل بعضهم قيمتها ؛ فتسقط منهم ويسقطون معها. فهم يؤهل صاحبه للخوض في مجاهل الحياة، وسلوك دروبها الخطرة، دونما وجل أو تشكك. فهم يولّد عزماً مريداً لا يوهنه الهمّ ، وإرادة عازمة يتوّجها الأقدام ؛ فلا يخرج صاحب الفهم من نجاح حتى يدخل في نجاح
فكر ’يكسب قدرة على تحليل المعطيات، وقدرة على المقارنة والتشبيه ، وقدرة على التمييز، وقدرة على اتخاذ القرار الموضوعي ، وقدرة على الإبتعاد عن المؤثرات الإنفعالية المنبثقة من مشاعر الطمع بثراء سريع ، أو من أحاسيس الخوف من خسارة غير مرغوب فيها
فطنة تجعل المتعامل يسمع صوت العشب إن نما العشب’، ويبصر صورة الريح إن هبّت الريح
فراسة تجعل حكمه على المستجدات صائبا لا مصيبياً، وسريعاً لا متسرّعا. فراسة تؤهل رأيه لأن يكون نادر الخيبة ، كثير الصوابية، مبنياً على محسوسات عقلية ووقائع واقعية ؛ إذ لا مكان في هذا المجال من الأعمال للمعطيات المجرّدة أو الأحكام السوريالية
وتبقى أخيرا لتاجر الأسهم فاء الفلوس التي لا بدّ من امتلاكها أو امتلاك شيئا منها ليكون بمقدوره ممارسة تجارته. بنجاح إن هو ر’زق ، أو حّصل لنفسه، وحصن وجوده بكل ما سبق من فاءات؛ أو بفشل إن هو أسرف في تقييم قدراته ، وتحميل نفسه ثقلا لم تؤهّل له فلا تلبث ان ترزح تحته ؛ فتتعب’ و’تتعب