أخطأ جرينسبن هذه المرة؟ا

 

الفائدة الى ارتفاع : الدولار  سيرتفع ؟ الذهب  سينخفض ؟   . 19th june 2004

من حيث المبدأ ، وبحسب القاعدة الاقتصادية المعمول بها ، وبحسب المعادلة العلمية المقبولة : نعم . ولكن .

هذه المرة ستصح هذه المعادلة ايضا ؟ لا قد لا تصح .

ان ارتفاع الفائدة هو امر يبدو حتميا كنتيجة للعجز الهائل في الخزينة ولكن هذا الارتفاع لن يكون من التاثير بحيث انه قادر على إعطاء الدولار الحقنة المقوية الكافية ليصمد على مستويات عالية قد توصله اليها تلك القرارات المتلاحقة المنتظرة في رفع الفائدة عليه . بالعكس ، هو قد يرتفع كردة فعل هوجاء غير محسوبة من السوق نتيجة سوء تقدير أولي ، ونتيجة الاقبال المتزايد على السوق لمستثمرين لا يقيمون وزنا للمعطيات العلمية المتغيرة بحسب المستجدات الاقتصادية الطارئة ، ونتيجة موقف استغلالي ناتج عن مضاربات عنيفة تصدر عن بيوت المال العملاقة . ولكن ماذا بعد ؟ستذهب السكرة ، ستأتي الفكرة .

العجز في ميزان الخزينة لا بد ان يغطى . أسعار السندات لا بد ان تكون قد بلغت اعلى درجاتها والان يجب ان تتراجع . الفائدة  ترتفع . المشكلة  والسبب ليس التضخم القادم والمهدد لعجلة الاقتصاد . السبب الاكبر هو تغطية العجز الخطير: خمسمئة مليار من الدولارات .

هل ان اجتذاب 500 مليار دولار من التوظيفات الاجنبية الى اميركا سيكون ممكنا ؟ هذا هو السؤال المعضلة . سوق الاسهم اليابانية عاد ليكتسب بعضا من بريقه  ألن يكون المنافس الجدي لهذه الرساميل ؟

رفع الفائدة لا بد ان ينعكس سلبا على سوق الاسهم الاميركية   ، سيحدّ من النمو ، سيؤثر على أسعار العقارات ، سينعكس على مستوى مدخول الخزينة بشكل ضرائب ، سيزيد من مستوى العجز فيها .  المشكلة تتفاقم . المستثمرون الاجانب سيطرحون الكثير من الاسئلة . ما توقعوه من رفع الفائدة لم يؤتيهم ما تمنوه ، خسروا بتوظيفات الاسهم ، خسروا بتوظيفات السندات . ثقتهم بالدولار ستنعدم .

الرهان على رفع الفائدة من اجل اجتذاب الرساميل الاجنبية الى داخل الولايات المتحدة ، في حين ان هذه الفائدة تهدد الاقتصاد وتعيق نموه ، هذا الرهان هو أمر من الخطورة بحيث قد يجعلنا نكتشف ، وفي وقت ليس ببعيد ، أنّ ذلك الكهل القابع على رأس الفدرالي منذ ما لا يحصى من السنين ، والذي يحضر نفسه لولاية جديدة ، رغم بلوغه الثامنة والسبعين ، والذي لم يسبق له أن اخطأ الا قليلا ،  قد أخطأ هذه المرة ، وقد لا يترك ذلك الكرسي إلا وقد خلّف وراءه أسوأ ذكرى في أذهان الاميركيين .

سيرتفع الدولار ، نعم ، في المدى المنظور ، وكردة فعل عفوية ، غبية ، جاهلة ،عمياء ، على خطوات لا تخلو من المغامرة . ولكنه لا بد أن يعاود التراجع في فترة لن يطول أمدها الكثير . ومع تراجعه هذا سيكون الذهب الرابح الاكبر  .

الافادة اذن من القول نعم للدولار ! ولكن لفترة وجيزة . ومن عدم نسيان الفترة المناسبة للقفز الى الذهب  !

 . والى اليورو ايضا ؟ نعم . لا شيء يمنع .

 ولكن ! في الوقت المناسب .