المقاومة والدفاع ، خطوط محسوبة أم محسوسة ؟ ا

المقاومة  والدفاع ، خطوط محسوبة أم محسوسة ؟  . 7th june 2004
 
 
يتبين لنا  مما سبق من ابحاث وتحاليل ، وبما لا يقبل الشك ، انّ خطوط المقاومة والدفاع  المحددة على حركة معينة ، منطلقة من نقطة ما  ومنتهية بنقطة ما  في الرسم البياني – الشارت – ، هي من الكثرة بحيث يختلف المحللون التقنيون ، ويحارالمبتدئون منهم بشكل خاص ، في تحديد الخط الذي سينجح في كبح جماح السوق ووقف تقدمه .  ومن هنا ينتج التضارب في التوقعات والاختلاف في التوصيات الصادرة من بيوت الابحاث المختلفة . ففي حين يرى الواحد أن خط الدفاع المكوّن من ال 50% تصحيحا للحركة المذكورة هو خط له من المتانة والصلابة ما يؤهله لوقف تراجع السوق ورده على أعقابه ، ينبري غيره من المنظرين ليقلل من أهمية هذا الخط مبشرا بدنو انهياره واستمرار التراجع الى حين بلوغه خطا آخر ، قد يكون خطّ الترند المتراجع ، أو غيره من الخطوط الذي يقلّ بعدا عن الخط المذكور أو يكثر .
فمن يصدّق المتعامل إذن ؟ وعلى تحليل أي محلّل يرتكز ؟ ومن تباشير أي مبشر ينطلق ؟
في الحقيقة إنّ المحللين المذكورين هما خبيران متمرسان ، وقد يصيب الاول في تحليل ارتكز فيه على معطيات عقلية موضوعية معينة ، بينما يخطئ الثاني الذي ارتكز في تحليله أيضا على معطيات لا تقل موضوعية عما تسلح به صاحبه . وقد تنقلب النتيجة فيصحّ توقع الثاني ويخطئ الاول .
فما السرّ إذن ؟ ومن نصدّق ؟ وعلى من نعتمد ؟
لا شكّ في ان مقاومة – او دفاعا  – تشكلت منذ فترة طويلة تصل الى حد السنتين مثلا ، تزيد اهمية على مقاومة حديثة العهد تشكلت لتوها قبل يومين مثلا أو ما يقاربهما .
لا شكّ أيضا في كون المقاومة – أو الدفاع – متميزة في مركزها ، بعيدة عمّا سواها من قمم مقاومة أخرى ، تشكل قوة جذب للسوق يلحظها المتعامل المتمرس في نبضه وسعيه لبلوغها .
لا شكّ في أن ازدياد عدد محاولات السوق في كسر مقاومة ما ، يزيد تلك المقاومة أهمية ويجعل من النجاح في كسرها بابا لحركة عنيفة آتية قد تكسب المراهن عليها وفيرا .
لا شكّ أن النجاح في كسر مقاومة بعد محاولات عديدة ، يعني النجاح في تفعيل كميات هائلة من أوامر الوقف ، نتجت عن تتابع صفقات كثيرة ، نتجت عن رهانات خاطئة – أو بالاصحّ ، تبيّن الآن انها كانت خاطئة –  في كل مرة كان السعر يقترب من هذه المقامة ويفشل أمام أسوارها .
لا شكّ ايضا أن دكّ أسوار مقاومة ما ، أو دفاع ما ، قد يدوم طويلا ، وقد يتكرر كثيرا ، ولا يتحقق النجاح في الاقتحام ، فيعود السوق مهزوما فيربح فريق ويخسر آخر .
لا شكّ في أنّ المتحركات المتوسطة الناتجة عن الوحدات ال 10 او 20 او 25 او 50 او 100 او 200 السابقة للوحدة الحالية ، سواء كانت أياما أو ساعات أو أنصاف ساعات أو أرباعها ، هي أيضا خطوط مقاومة او دفاع بحسب حكم وقوعها ، فوق أو تحت السعر الحالي لسوق ما .
لا شكّ في أن الخطوط الناتجة عن التصحيح بحسب حسابات الفيبوناكسي ، هي خطوط مقاومة ودفاع لا تقلّ أهمية عن غيرها من الخطوط  –  وهي التصحيح لحركة ما بالنسب التالية : 0.2140  /  0.3820  /  0.5000  /  0.6180  /  0.7860  بالمئة – .
لا شكّ في أن كسر السوق لمقاومة ما يحولها مباشرة الى دفاع – وكسره لاي دفاع يحوله الى مقاومة – تتركز عليه  الانظار ، وتعلّق عليه الآمال في أن يكون الحاجزالمتين  الذي يمنع السوق من العودة الى ما كان عليه من قيمة في ما سلف .
ولا شكّ  أن خط الترند المنطلق من أعلى قمة في الترند الحالي المتراجع ، والمار في القمة التي تتلي الاولى ، هو اشد خطوط المقاومة صلابة ، واكثرها اهمية واحتراما بين جمهور المحللين . ولكن !
لا شكّ ايضا في أن هذا الخط المميز عن غيره – خط الترند – ، هذا الخط الذي يسلب عقول المتعاملين ، هذا الخط الذي يشهد كلما اقترب السوق منه أعدادا هائلة من الصفقات المراهنة على صموده ؛ هذا الخط ، قد يتجاوزه السوق بسهولة لا يمكن تخيلها ، بينما يصمد غيره من الخطوط الذي يبعد عنه  او يقترب منه ، ويكون  خطا ثانويا عاديا لا يحتلّ آلا اهمية ثانوية في كتب الكاتبين وتحاليل المحللين .
ما السرّ إذن ؟
من هو مالكه ؟
كيف يربح الرابحون ؟
وخط المقاومة الصامد ، كيف تراهم يحسبون ؟
لعمري ، ما ظننتهم حسبوها ، بل قل أحسوها 
إن الخطوط هذه ، على كثرتها ، تتساوى بالأهمية ، من حيث المبدأ . تتميز بالتاثير من حيث الواقع .
الفتيات كلّهنّ على جمال ، واحدة منهنّ ستفوز باللقب . الاختيار ، غالبا ما يكون نتيجة آحاسيس تتقدم الحسابات ، وترجح الدفة .
 
لا يجوز ان ينظر لخطوط المقاومة بنفس المنظار . لا يجوز ان تطبق عليها كلها نفس المقاييس . لا يجوز ان تكون حصيلة ترجمة لشروحات وتحديدات درسناها في كتاب . لا يجوز لنا أن ننظر اليها بالجملة .
بصر ثاقب  وبصيرة  لطيفة ، لا بد من تعاونهما ، من اجل هدف واحد : إماطة الحجب عن خط واحد بين خطوط كثيرة ، يبحث عنه الجميع ويظفر به القلّة .
ريشة الرسّام يمكن لكلّ ان يمتلكها . القيثارة يمكن لكلّ ان يقتنيها .
ربّنا ، هب قلبنا نورا ، كحّل ريشتنا بألوان الصدق والخير والنبل ، أنطق قيثارتنا نغم البذل والعطاء والحسّ الانساني الشريف .
وأعطنا ، اعطنا  قوة  وصبرا  وجلدا  ، على التمرّن والتمرّس ، والتمرّن والتمرّس ، مرّات ومرات ، مرات ومرّات . فنبلغ منانا ، ونفتح الباب : باب الاحساس المرهف . إحساس الفنّان ، إحساس الرسام ، إحساس العازف ، إحساس الشاعر ، إحساس المحلل التقني الناجح  الذي ، ما عوّل على عقله قيراطا ، حتى عوّل على حسّه مئة قيراط ، فكانت له الغلبة . وكان له النصر .
 إحساس يمكن اكتسابه ، ويمكن تطويره ، ويمكن صقله ، عبر التمرّن والتمرّن والتمرّن .
وهل المحلل التقني غير فنان يرى بعين قلبه ويستنيربنبض مشاعره ؟
وهل خطوط المقاومة محسوبة ؟ 
لا ، بل قل  محسوسة .
وهل خطوط الدفاع محسوبة ؟
لا ، بل قل  محسوسة .
الكلمة الاولى في تحديدها ، للعقل ؛ ولكنّ الكلمة الفصل تبقى ، للاحساس .