قمة العشرين… دور السعودية الفاعل في عالمنا المعاصر

ينتظر العالم انعقاد قمة العشرين يومي 20 و21 من الشهر الحالي في الرياض. وللأسف، لن تكون القمة بحضور رؤساء الدول والحكومات إلى العاصمة السعودية بسبب استمرار تفشي وباء الكورونا واشتداد «موجته الثانية» التي تضرب العالم أجمع. بيد أن هذا الأمر لن ينتقص من أهمية لقاء قادة أهم اقتصاديات العالم في لحظة حرجة ذات عنوانين رئيسيين: من جهة، يتعين أن تنصب كل الطاقات من أجل تسريع الخروج من هذه الأزمة الصحية التي تصيب الجميع. ومن جهة ثانية، يتعين إعادة إطلاق عجلة الدورة الاقتصادية على أسس جديدة تحترم، أكثر من أي وقت مضى، المعايير البيئية. لذا، فإن المناقشات والمحادثات التي ستحصل في إطار القمة المنتظرة ستوفر فرصة للتداول الضروري على المستوى الدولي من أجل التفاهم بشأن الأسس التي يجب أن تقوم عليها عملية إعادة إطلاق الاقتصاد المستدام.

إن قمة الرياض مهمة بحد ذاتها للعالم أجمع. إلا أن أهميتها ترتدي طابعا خاصا بالنسبة للملكة السعودية والعالم العربي بشكل عام. ذلك أنها ستشكل أول حدث من هذا النوع وبهذه الأهمية يجري برئاسة عربية. وفي نظري، فإنه يعكس الموقع الذي تحتله المملكة السعودية في عالم اليوم إضافة لكونها أصبحت، بمعنى ما، الناطقة باسم العالم العربي.

وفي زمن تتفاعل فيه التوترات على المستوى الدولي وتحديدا في منطقة الشرق الأوسط، فإن قمة الرياض ستوفر المناسبة لقادة المملكة السعودية لكي يعبروا عن مواقفهم ومخاوفهم وتوقعاتهم ومقترحاتهم من أجل إعادة الاستقرار إلى هذه المنطقة الاستراتيجية بالنسبة للعالم أجمع.

وتتعين الإشارة إلى أن وصول الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض في الأسابيع القادمة يمكن أن يشكل عاملا يفتح آفاقا جديدة قد تساعد على دفع التعاون الدولي. ولا شك أن القادة المجتمعين سيتداولون بهذه المسألة خلال محادثاتهم على هامش أعمال القمة.

بيد أن هذا اللقاء الدولي الافتراضي على أعلى مستوى سيوفر فرصة استثنائية لإبراز التغيرات والتحولات المهمة التي تشهدها المملكة السعودية أكان ذلك على المستويين الثقافي والاجتماعي أو تحديث المؤسسات أو إطلاق المشاريع الإنمائية الأساسية قيد التنفيذ. وفي نظري، فإن مجمل هذه العناصر من شأنها أن توفر فرصا مهمة ومفيدة للتعاون بين المملكة السعودية وشركائها ويفترض أن تكون حافزا لجذب الاستثمارات الدولية في الاقتصاد السعودي.

من هنا، وبشكل عام، فإن القمة المرتقبة ستكون مفيدة جدا للمملكة السعودية لأنها ستعكس صورتها كدولة مهمة ذات إمكانيات تنموية واستثمارية واسعة ومتنوعة وتشمل جميع القطاعات. والأهم أنها ستبين أن المملكة تلعب بشكل كامل دورها كدولة رئيسية بين الأمم في عالمنا المعاصر.

– سفير فرنسا السابق في الرياض

برتراند بيزانسيو

الإدارة الأميركية الجديدة والسياسة التجارية

إذا انتهى الأمر بمواجهة عدائية مع مجلس الشيوخ، فإن الرئيس المنتخب جو بايدن سيجد صعوبات كبيرة في عمل تغييرات شاملة في سياسة البلاد.

وسواء كانت للأفضل أو للأسوأ، فقد توسعت السلطة التنفيذية بالدرجة التي تجعل بايدن قادراً على إحراز تقدم على عدد من الجبهات من دون معارضة «الحزب الجمهوري» لذلك. أحد مجالات تلك الفرص هي التجارة، حيث سيكون لبايدن القدرة على تغيير العديد من السياسات لإدارة دونالد ترمب لتعزيز التجارة مع الحلفاء والحلفاء الجدد، مع الحفاظ على المنافسة التكنولوجية مع الصين.

سيكون أول مطلب تجاري هو إزالة كل التعريفات الجمركية على البلدان المتقدمة مثل كندا واليابان، وكذلك في أوروبا. ففي الوقت الحالي، تثير الرسوم الجمركية التي يفرضها ترمب على هذه الدول شرارة انتقامية خطيرة وعكسية تماماً.

هذا درب من الجنون، لأن التجارة مع كيانات مثل الاتحاد الأوروبي ودول مثل اليابان وكندا لا تشكل تهديداً للعمال الأميركيين، وذلك لأنَّ لديهم أيضاً أجوراً عالية وحماية قوية للعمالة والبيئة. كما أنَّه لا يمثل تهديداً للتفوق التكنولوجي للولايات المتحدة، لأنَّ هذه الدول جميعها تحترم حقوق الملكية الفكرية.

أخيراً، فهذه الدول حليفة للولايات المتحدة وستكون أساسية في المنافسة الجيوسياسية مع الصين، ولا يوجد سبب على الإطلاق للاحتفاظ بأي من تلك التعريفات، ويتعيَّن على بايدن إلغاء ما يسمح به القانون على الفور.

ستكون الخطوة الأكثر إثارة للجدل هي إعادة الانضمام إلى الشراكة عبر المحيط الهادي. كان إلغاء هذه الاتفاقية التجارية متعددة الأطراف، التي عارضها السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز أيضاً، من أولى خطوات ترمب عند توليه منصبه في عام 2017. ولكن بفضل جهود القادة في منطقة آسيا والمحيط الهادي، فقد جرى الإبقاء على «اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي» وتحسينها منذ ذلك الحين، وهي جاهزة وتنتظر عودة الولايات المتحدة. ولا يمكن لبايدن المصادقة على اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي من دون الكونغرس، لكن يمكنه العودة إلى المفاوضات.

إلى جانب رد الفعل العام ضد فكرة التجارة الحرة، واجهت الشراكة عبر المحيط الهادي معارضة من الحزبين لسببين. أولاً، احتوت على أحكام مرهقة للملكية الفكرية، وقد تم إلغاؤها الآن. ثانياً، تشمل المعاهدة فيتنام، وهي دولة فقيرة، لكنها تتميز بالتصنيع السريع وتحاول جذب استثمارات صناعية بتكاليف عمالة منخفضة. وقد جعلت تجربة الولايات المتحدة مع الصين في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين الكثيرين ينتابهم الخوف من فتح التجارة مع هذه البلدان. في الواقع، من الممكن أن يؤدي تحرير التجارة مع فيتنام إلى ممارسة بعض الضغوط المحدودة للأسفل على الأجور الأميركية.

لا يتعدى حجم فيتنام عُشر حجم الصين، ولا تملك الطاقة الرخيصة والدعم الحكومي السخي الذي جعل الصين قادرة على المنافسة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكنها ستكون قادرة على استيعاب قدر ضئيل من الاستثمار المتدفق الآن من الصين، ومن المرجح أن يأتي ذلك على حساب شركاء تجاريين آخرين للولايات المتحدة مثل المكسيك وليس على حساب العمال الأميركيين.

في الوقت نفسه، ستكون فيتنام شريكاً مهماً للولايات المتحدة ضد الصين. فقد كانت فيتنام منافساً إقليمياً للجمهورية الشعبية منذ السبعينات، وعندما خاض البلدان الحرب كانت فيتنام بالطبع هي المنتصرة، ويوجد بينهما حالياً نزاع إقليمي نشط في بحر الصين الجنوبي. إن مساعدة فيتنام في تنمية اقتصادها بسرعة من خلال تصدير البضائع إلى الولايات المتحدة والدول الآسيوية مثل اليابان وكوريا الجنوبية، من شأنها أن تعزز قدرتها على مقاومة التعدي من قبل أكبر منافس لأميركا. وإذا قررت إندونيسيا الانضمام إلى «اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي»، فستكون الحسابات متشابهة.

حتى خارج فيتنام وإندونيسيا، تعد الجغرافيا السياسية سبباً لم يتم تقديره بجدية لإعادة الدخول إلى «اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي»، فهو يخلق كتلة تجارية من الدول الآسيوية تتمحور حول الولايات المتحدة بدلاً من الصين، مستفيدة من دور آسيا الناشئ كمركز الثقل الاقتصادي في العالم بطريقة تساعد أيضاً في تحقيق التوازن في المنطقة.

ويقودنا ذلك إلى الجانب الأخير من سياسة بايدن التجارية – الصين. وهناك كل الدلائل التي تشير إلى أن سياسة بايدن في الصين سوف تكون شبيهة لصقور ترمب، إن لم تكن أكثر من ذلك. إن المنافسة الجيوسياسية العامة أمر حتمي لا مفر منه.

يعتزم بايدن، على النقيض من ترمب، أن يتحدى الصين باستعادة القيادة التكنولوجية والقوة الاقتصادية إلى الولايات المتحدة، وبجمع الحلفاء من حوله. ولا بد أن تكون الشراكة عبر المحيط الهادي جزءاً من هذا. ولكن الأمر سوف يتطلب أيضاً مقاومة هيمنة التكنولوجيا الصينية. ولا بد أن يستمر هذا الجانب من حرب ترمب التجارية المتمثلة في النضال من أجل تفوق التكنولوجيا الفائقة بشكل أو آخر.

لذا يتعيَّن على بايدن أن يستمر في مقاومة هيمنة شركة «هواوي» للتكنولوجيا على البنية الأساسية العالمية للاتصالات. ويتعيَّن عليه أن يستمر في التدقيق في الاستثمارات الصينية عن طريق «لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة»، وأن يضغط على الصين للحد من التجسس الصناعي.

ولأنه في حالة التعريفات تصبح الحسابات أكثر تعقيداً، سيتعين على بايدن العمل على إزالة التعريفات المفروضة على المدخلات الوسيطة التي تستوردها شركات التصنيع الأميركية من الصين، وذلك لأنَّ هذه التعريفات ببساطة تزيد من تكاليف المنتجين الأميركيين وتضر بالقدرة التنافسية في نهاية المطاف. ولكن التعريفات الجمركية على السلع الصينية تامة الصنع (خصوصاً السلع عالية القيمة) لا بأس بها، ومن الممكن استخدامها وسيلة ضغط لدفع الصين إلى رفع قيمة عملتها. وبشكل عام، يمكن لبايدن استخدام السلطة التنفيذية لتحديد توجه جديد للسياسة التجارية الأميركية.

إن مفهوم التجارة الجمعية الحرة (إنتاج عدة دول للسلعة نفسها في الوقت نفسه) بمفهومها القديم قد ولَّى، ولذلك فإن حرب ترمب التجارية الهدَّامة ليست الطريق إلى الأمام. ولذلك لا بد من إعادة تنظيم السياسة التجارية حول خطوط استراتيجية تعتمد على تحرير التجارة مع الحلفاء، وفي الوقت نفسه مواصلة الضغط في مواجهة محاولات الصين انتزاع الدور التقليدي للولايات المتحدة باعتبارها مركز الاقتصاد العالمي.

نوح سميث

لماذا انحسرت الهجمة على شراء الشقق؟

إنحسرت «الهجمة» العقارية بعد ارتفاع قيمة المبيعات 112 في المئة منذ بداية العام الحالي، وذلك نتيجة تصريف معظم مخزون المطورين العقاريين من الشقق السكنية مقابل شيكات مصرفية، في حين يستمرّ تحويل الودائع العالقة في المصارف الى أراضٍ، ولكن بصعوبة أكبر وبأسعار أعلى.

من أصل 11 مؤشراً للقطاع الحقيقي، مؤشر واحد فقط سجّل ارتفاعاً خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2020 بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام 2019، هو مؤشر المبيعات العقارية الذي سجّل نمواً بنسبة 112.7%، حيث أصبح منذ اندلاع الأزمة في العام الماضي، الملاذ الآمن الوحيد لأصحاب رؤوس الاموال العالقة في المصارف.

في التفاصيل، ارتفع عدد المبيعات العقارية من 36,952 عملية في الأشهر التسعة الأولى من العام 2019 إلى 55,108 عمليات في الأشهر التسعة الأولى من العام 2020، وفق آخر الإحصاءات الصادرة عن دائرة السجل العقاري. كذلك، ارتفعت قيمة المبيعات العقارية بنسبة 112,7% على أساس سنوي لتبلغ 10,077 ملايين دولار في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، بحيث ارتفع متوسط قيمة الصفقة العقارية من 128,228 دولاراً الى 182,860 دولاراً بين الفترتين.

وقد ظلّت بيروت تستأثر بالحصة الأكبر من إجمالي قيمة المبيعات العقارية (34,1%)، تلتها بعبدا (17,3%)، ثم المتن (17,0%)، فكسروان (12,0%)، فلبنان الجنوبي (8,3%)، فلبنان الشمالي (4,1%)، فالبقاع (3,1%)، فالنبطية (2,8%). يضاف الى ذلك، أنّ معظم المناطق سجّلت زيادة في قيمة المبيعات العقارية، غير أنّ الزيادات الأبرز جاءت كالآتي، كسروان (+168%)، بيروت (+127%) وبعبدا (+112%). في موازاة ذلك، ارتفعت قيمة الرسوم العقارية بنسبة 105,7% لتصل الى 448 مليون دولار. أما عدد المبيعات العقارية للأجانب فقد ارتفع بنسبة 2,4% على أساس سنوي ليبلغ 776 عملية في الأشهر التسعة الأولى من العام 2020.

أفول «الهجمة» العقارية

في هذا الاطار، أوضح الخبير العقاري رجا مكارم لـ»الجمهورية»، انّ وتيرة عمليات البيع العقارية تراجعت بشكل ملحوظ في الآونة الاخيرة، بعد ان هرّب من هرّب ودائعه العالقة في المصارف وحوّلها الى عقارات، من خلال الدفع عبر الشيكات المصرفية. مشيراً الى انّ تراجع وتيرة المبيعات مردّه الى انقضاء مخزون الشقق السكنية المعروضة للبيع من قِبل المطورين العقاريين، حيث تمّ بيع كافة الشقق السكنية الجديدة تقريباً، «وما يتمّ بيعه حالياً يقتصر على الشقق السكنية التابعة لأفراد، والتي يهدف اصحابها الى بيعها مقابل الحصول على السيولة النقدية cash money وليس من خلال الشيكات المصرفية، وهو امر بالغ الصعوبة حالياً».

ولفت مكارم الى انّ «المطور العقاري الذي ما زال يحتفظ بمخزون ضئيل من الشقق السكنية الجديدة، يكون قد سبق وسدّد ديونه المصرفية، ولم يعد في حاجة الى بيع عقاراته مقابل شيكات مصرفية، بل يسعى للحصول على السيولة النقدية». مؤكّداً انّ معظم المطورين العقاريين سدّدوا قروضهم للمصارف.

في المقابل، ما زالت عمليات بيع العقارات (الاراضي) تتمّ عبر الشيكات المصرفية، ولكن ليس بالسهولة المعهودة خلال بدء الأزمة، «لأنّ الشاري يحاول تخفيض الاسعار، في حين انّ البائع يرفض ذلك». وذكر مكارم، انّ الاراضي المعروضة للبيع في بيروت اصبحت نادرة جدّاً «وما هو معروض حالياً للبيع مقابل شيكات مصرفية يقع خارج نطاق العاصمة». لافتاً الى انّ من يسعى لبيع الاراضي حالياً مقابل شيك مصرفي يهدف الى تسديد ديون مصرفية او تغيير استثماراته جغرافياً، أي بيع عقار في منطقة ما وشراء آخر في منطقة أخرى، أو نتيجة تصفية عقارات تابعة لعدّة شركاء.

ووفقاً لتقرير بنك عودة، فإنّ المساحة الإجمالية لرخص البناء الجديدة، والتي تشكّل مؤشّراً الى حركة البناء المستقبلية، استمرّت في الانحسار. فإحصاءات نقابتي المهندسين في بيروت وطرابلس تُبيّن أنّ المساحة الإجمالية لرخص البناء الممنوحة حديثاً بلغت 3,350,129 متراً مربّعاً في الاشهر التسعة الأولى من العام 2020، مقابل 5,079,173 متراً مربّعاً في الأشهر التسعة الأولى من العام 2019، أي بانخفاض نسبته 34% على أساس سنوي (بعد تراجعها بنسبة 27,3% في الفترة ذاتها من العام 2019). ويبيّن التوزّع الجغرافي لهذه الرخص أنّ الانخفاض أصاب معظم المناطق، إلاّ أنّ بيروت والبقاع سجّلتا أعلى نسب من التراجع (-80,8% و-39,5% على التوالي). ولا يزال جبل لبنان يستأثر بحصة الأسد من مجموع مساحات الرخص الممنوحة حديثاً في الأشهر التسعة الأولى من العام 2020 (33,2%)، يليه لبنان الجنوبي (23,5%)، ثم لبنان الشمالي (19,6%)، فالنبطيّة (12,8%)، فالبقاع (8,9%) وبيروت (2,0%).

وقد اوضح مكارم في هذا السياق، انّ عمليات البناء الجديدة غير واردة حالياً بسبب ارتفاع الاسعار، حيث بات متر البناء يكلّف 3 أضعاف ما كان عليه قبل الأزمة، بالاضافة الى أنّ الدفع محصور فقط بالسيولة النقدية.

وبالنسبة للاسعار، اكّد انّها عادت الى طبيعتها ما قبل الأزمة، حيث انّ اسعار الشقق او الاراضي برسم البيع حالياً هي اسعار مرتفعة بنسبة تتراوح بين 20 الى 30% بالنسبة للشقق السكنية، وبين 10 الى 20% بالنسبة للاراضي.

وختم مكارم مشدّداً على انّ العقار ما زال يُعتبر ملاذاً آمناً محليّاً بالنسبة لاصحاب الودائع المصرفية.

رنى سعرتي