إما توحيد سعر الصرف… إما الدولرة الرسمية

لا نزال نعاني يومياً تدهوراً متواصلاً وضربات موجعة ومؤلمة للعملة الوطنية، لأسباب عدة، منها نقدية وإقتصادية، داخلية، وأخرى مشبوهة وحتى إقليمية ودولية.

في مواجهة هذه الأزمة الكارثية التي تزيد الفقر والإنهيار، لا يوجد لدى المسؤولين أي خطة ولا إستراتيجية، على المدى القصير، المتوسط والبعيد. أمام هذا الإنزلاق المرعب، نشهد إصدار «خلق» تعميم تلو الآخر، لا نكاد نقرأ ونفهم الأول، ليُلحقوننا بالتالي، من دون خطة واضحة ولا رؤية لهذا الضباب الحالك السواد.

بالتوازي، نشهد تضخماً خطراً على الإقتصاد اللبناني، وعلى نحو متصاعد، في ظل تعاظم الكتلة النقدية في السوق المحلية، حيث الليرة اللبنانية تنهار يوماً بعد يوم، فيما يصعب إنقاذها بعد اليوم.

إنّ الخيارات لم تعد كثيرة لإعادة الدورة الإقتصادية. فالحل الأول، إما توحيد سعر الصرف وفق المنصة الرسمية، مع مراقبة دقيقة وضوابط، وإما الدولرة الرسمية للتعامل والتبادل النقدي.

أما الحل الثالث، فهو ترك اللبنانيين تحت رحمة السوق السوداء، والتي لا نعرف مَن هو وراءها ولا مّن يُديرها، ولا مَن يتلاعب بمصير اللبنانيين وحياتهم.

فإذا كان القرار هو التمسّك بالليرة الوطنية، فإنّه لا يُمكن أن يتحقق ذلك من دون الإتفاق الموحّد على توحيد المنصّة الرسمية، وحتى إذا كان السعر والتداول عائماً، لكن تحت مراقبة وضوابط مالية ورسمية، عوضاً عن المنصّات المدمّرة والمتفلتة والعشوائية والمشبوهة.

أما في حال عدم إتخاذ هذا القرار البديهي، فلنذهب إلى سوق مدولرة بإمتياز رسمياً، وتحويل كل المداخيل والتبادل التجاري، وجزء من الودائع إلى عملات صعبة، والتحول رسمياً إلى سوق مدولرة والتي لا هروب منها، وتصبح حقيقة يوماً بعد يوم شئنا أم أبينا.

في هذه الحال، تتحول الرواتب والأجور شيئاً فشيئاً إلى الدولار، وتُثبّت أسعار السلع الضرورية بالعملة الأجنبية، من دون تضخّم. وترجع العملة الصعبة للتداول الرسمي في جيوب اللبنانيين، وحتى في المصارف. وتُعود الدورة الإقتصادية الى العملات الصعبة، آملين في إعادة النمو لتحسين نسبة العيش.

أما في القطاع العام، فيُخلق صندوق مدعوم من البلدان المانحة والصديقة، لدفع أجور القوى العسكرية والأمنية والجيش بالعملات الصعبة، وأيضاً صندوق للقضاء والقضاة، لتوفير مداخيلهم من صناديق الدعم الدولية. أما باقي مؤسسات الدولة، فعلينا أن نُحولها إلى شركات خاصة على طريقة الـ BOT – BUILD OPERATE TRANSFER والتي تعني البناء، والتشغيل والتحويل، من قِبل شركات خاصة، والتي ستستثمر وتقدّم الخدمات المنتجة والبنّاءة للشعب اللبناني، حيث تبقى الملكية للدولة اللبنانية.

في المحصلة، هناك خيارات عدة لمواجهة الأزمة ومحاولة إعادة النمو، لكننا نتعايش مع الخيارات الأسوأ، وهي قرارات عشوائية لن نفهم أساسها ولا تطبيقها، والتي تدعم السوق السوداء وتضرب الإقتصاد أكثر فأكثر وتزيد مخاطر على اللبنانيين.

نتمنى خطة وإستراتيجية واضحة وشفافة على المدى القصير، المتوسط والبعيد، وفي حال عدم سلوك هذه الطريق، فإننا نكون في مرحلة زيادة المخاطر والإنهيار.

 

 

د. فؤاد زمكحل

مؤشر Dow Jones يسجل أعلى مستوياته بالتوازي مع انخفاض طلبات إعانة البطالة

ارتفعت الأسهم الأميركية يوم الخميس بعد أن وصل مؤشرا S&P 500 وDow Jones الصناعي إلى مستويات قياسية جديدة في الجلسة السابقة.

وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 110 نقطة، أو 0.3%، فيما ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.1% وارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.1%.

يُذكر أن الخميس هي الجلسة قبل الأخيرة لتداول لعام 2021.

نهاية العام هي فترة قوية تاريخيًا للأسهم، والتي أطلق عليها اسم “مسيرة سانتا كلوز”.

وارتفع مؤشر S&P 500 خلال الفترة – آخر خمسة أيام تداول من العام تليها الجلستان الأوليان في يناير – 78.5% من الوقت منذ عام 1928 ، وفقًا لبنك أميركا.

وعلى صعيد البيانات، جاءت بيانات إعانة البطالة الأسبوع الماضي أقل من المتوقع، حسبما ذكرت وزارة العمل يوم الخميس.

حيث بلغ إجمالي المطالبات الأولية 198000 للأسبوع المنتهي في 25 ديسمبر ، بينما توقع الاقتصاديون الذين شملهم الاستطلاع من قبل داو جونز 205000.

ويوم الأربعاء، سجل S&P 500 إغلاقًا قياسيًا الـ70 لهذا العام.

وشهد هذا العام ثاني أعلى عدد من الإغلاق القياسي للمؤشر القياسي خلال السنة التقويمية، متخلفًا فقط عن أعلى مستويات الإغلاق القياسية في عام 1995 والتي بلغت 77.

و أغلق مؤشر داو جونز أيضًا عند أعلى مستوى له منذ نوفمبر وشهد جلسته الإيجابية السادسة على التوالي