على الرغم من تأكيدات رئيس الفيدرالي الأمريكي أمس بأن أزمة البنوك قد انتهت، سقط سهم بنك “باكويست PacWest Bancorp (NASDAQ:PACW)” في تعاملات ما بعد إغلاق تداولات جلسة أمس الأربعاء، وذلك بالتزامن مع استمرار القلق بشأن النظام المصرفي الأمريكي.
وفي الوقت نفسه، انخفضت أسهم بنك “ويسترن ألينس Western Alliance BanCorp (NYSE:WAL)” ومقره فينيكس بنسبة 4.4% أمس، ويتراجع في تداولات ما قبل الافتتاح الآن بنسبة 21%.
وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي تعاملات أمس على انخفاض بنسبة 0.80% من قيمته، مثلت 270 نقطة. حيث انتعشت الأسهم في الدقائق الأولى للمؤتمر الصحافي الذي أعقب إعلان قرار البنك برفع الفائدة، حينما لمّح باول إلى إمكانية التوقف عن الرفع عند المستوى الحالي، إلا أنها تراجعت بشدة عندما استبعد رئيس البنك تحقق ما تعكسه الأسواق حالياً من التحول لخفض الفائدة في 2023.
وأكد باول أن الطريق للوصول بمعدل التضخم إلى مستواه المستهدف عند 2% مازال طويلاً، إلا أنه أكد للصحافيين، وللملايين الذين تابعوه على الهواء، سلامة الجهاز المصرفي الأميركي، رغم انهيار ثلاثة من البنوك الأميركية في أقل من شهرين.
باك ويست
تراجع سهم بنك “باكويست PacWest Bancorp” في تعاملات ما بعد إغلاق تداولات جلسة الأربعاء، بنسب تتخطى الـ 50%، وذلك مع استمرار القلق بشأن النظام المصرفي الأمريكي.
وقالت وكالة “رويترز” إن بنك “باكويست” يستكشف الخيارات الاستراتيجية، بما في ذلك البيع المحتمل أو زيادة رأس المال، بعد أن فشل تعزيز السيولة الذي أعلن عنه الشهر الماضي في كسب ثقة المستثمرين وإنقاذ سعر السهم المتعثر.
أكد بنك “باك ويست” الأمريكي، هذه الأنباء، حيث كشف عن إجراء محادثات مع شركاء ومستثمرين محتملين بشأن الخيارات الاستراتيجية، في ظل الضغوط التي تواجه البنوك الإقليمية في الولايات المتحدة، وبعد تقارير صحفية أشارت إلى بحثه خيارات من بينها البيع.
وفي بيان صباح الخميس، قال “باك ويست” إنه لم يشهد أي تدفقات خارجة غير عادية من الودائع، منذ الإعلان عن إغلاق بنك “فيرست ريبابليك” وبيع أصوله لـ”جيه بي مورجان”.
وأضاف البنك أن عملية البيع المخطط لها لمحفظة قروض تمويل المقرض البالغة 2.7 مليار دولار ظلت على المسار الصحيح، وبمجرد اكتمالها ستزيد نسبة رأس المال العادي من الدرجة الأولى إلى 10% على الأقل من 9.21%.
وقال البنك عند إعلان أرباحه الشهر الماضي إن الودائع استقرت بعد اندفاع عمليات السحب في مارس، والتي أثارت مخاوف بشأن صحته وأجبرته على دعم السيولة. كان البنك يستكشف بيع أعمال التمويل لديه لتحرير رأس المال وتقليص ميزانيته العمومية.
ويمتلك باكويست حوالي 70 فرعاً، بشكل أساسي في كاليفورنيا، بالإضافة إلى أصول تبلغ قيمتها 44 مليار دولار، وفقاً لموقعه على الإنترنت.
وكان مؤشر “كيه بي دبليو” للبنوك المحلية الأمريكية قد أنهى التعاملات اليوم منخفضًا بنسبة 1.9%، بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية.
وهبط سهم بنك “باكويست” بنسبة 52.8% في تعاملات ما بعد الإغلاق أمس الأربعاء، وذلك بعد أن تراجع بحوالي 2% خلال جلسة الأمس، و28% يوم الأربعاء.
تأتي هذه الأنباء في وقت عصيب بالنسبة للبنك، الذي هبط بأكثر من 80٪ منذ بداية مارس على الرغم من محاولات طمأنة المستثمرين بأن الودائع قد استقرت بعد سلسلة من عمليات السحب في مارس.
الأزمة المصرفية مستمرة
قال المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة DoubleLine Capital، جيفري جوندلاخ: “ستستمر أزمة البنوك الإقليمية ما لم يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة”.
وأضاف: إنه على الرغم من تعليقات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن الأزمة قد تحسنت بشكل كبير، فإن الودائع ستستمر في الفرار.
وقال جوندلاش: “يبدو لي فقط أن الودائع ستستمر في الهبوط، لا أعتقد أن هذا هو الفصل الأخير في هذه المشكلة المصرفية الإقليمية… لا أرى حقًا ما الذي سيجعلها تتوقف ما لم يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة”.
وتابع: “ترك الفائدة بهذا الارتفاع سيستمر في هذا التوتر. أعتقد أن هناك درجة عالية جدًا بأنه سكون هناك المزيد من إخفاقات البنوك الإقليمية “. لكن جوندلاخ يقول إن تعليقات باول يوم الأربعاء لم تظهر أي مؤشر على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يخطط لخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، ونتيجة لذلك، زادت احتمالات الركود.
ويقول جوندلاش إنه لإنهاء الأزمة المصرفية حقًا، يجب على الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة. إنه لا يعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في عام 2023، وفي الواقع، يعتقد أن البنك المركزي قد يخفض أسعار الفائدة بما يصل إلى ثلاثة أرباع نقطة مئوية هذا العام.
المزيد من الإخفاقات
سلط مسؤول تنفيذي مصرفي كبير الضوء على اختلاف محتمل في ثروات القطاع المالي في كل من أوروبا والولايات المتحدة، مما يشير إلى احتمال حدوث المزيد من عمليات الإنقاذ للمقرضين الإقليميين الأمريكيين.
وأشار “أندريا أورسيل” المدير التنفيذي لبنك “يوني كريديت” إلى التباين المحتمل في ثروات القطاع المالي في كل من أوروبا والولايات المتحدة مما يشير إلى احتمال حدوث المزيد من عمليات الإنقاذ للمقرضين الإقليميين في أمريكا.
وقال أورسيل: في الولايات المتحدة يتم إنقاذ البنوك المتعثرة، ولا أرى أي بنك متعثر يتم إنقاذه في أوروبا، وقد نرى المزيد من عمليات الإنقاذ في أمريكا.
وأضاف أنه بعد جائحة “كوفيد-19” والغزو الروسي لأوكرانيا، فإن الخطر الأكبر حاليًا على التوقعات هو التقلبات.
خسائر أسهم البنوك
واجهت أسهم البنوك المتوسطة الأميركية تراجعات قوية خلال الساعات القليلة الماضية، وسط هروب المستثمرين من أسهمها ومخاوف من انهيارات جديدة بالقطاع المصرفي الأميركي.
وتراجعت أسهم العديد من البنوك الصغيرة ومتوسط الحجم في أميركا بشكل حاد في نهاية إغلاق “وول ستريت” بعد انهيار بنك “فيرست ريبابليك” واستحواذ مصرف “جي بي مورغان (NYSE:JPM)” على كافة أصوله، في إشارة إلى أن المستثمرين لا يزالون قلقين بشأن صحة الصناعة المصرفية الأميركية وسط الفائدة المرتفعة على الدولار.
وكانت البنوك الأميركية تعرضت لهزة كبيرة في أعقاب انهيار بنك وادي السيليكون في مارس الماضي، ما اضطر السلطات المصرفية الأميركية لاتخاذ إجراءات لضمان ودائع المستثمرين وإعادة الثقة في المصارف الصغيرة والمتوسطة والصغيرة التي يتركز معظمها في الولايات الأميركية.
وانخفضت أسهم “ويسترن ألينس” ومقره فينيكس بنسبة 4.4% أمس، ويتراجع في تداولات ما قبل الافتتاح الآن بنسبة 21%. وأسهم “متروبوليتان بنك” في نيويورك بنسبة 0.1% أمس، وبنسبة 17% في تداولات ما بعد الإغلاق أمس. وتراجعت أسهم يو أس بانك بنسبة 2.7% أمس، وبنسبة 1.6% في تداولات ما قبل الافتتاح.
بجانب انخفاض أسهم البنوك الكبرى، حيث تراجعت أسهم “جي بي مورغان” بنسبة 2.0% أمس، بينما تراجع سهم “بنك أوف أميركا” بنسبة 1.0% وسهم “ويلز فارغو” بنسبة 0.5%. Investing