ترى بعض الشركات الأكثر شهرة في العالم أن الحرب في غزة تؤثر بالفعل على عملياتها.
وقد بدأت الشركات التي تمارس أعمالاً تجارية -أو لديها عمليات- في المنطقة بالفعل في حساب أثر الحرب على توقعاتها المالية، حيث تؤثر الاضطرابات على كل شيء، بدءًا من كلفة الإعلانات إلى السياحة إلى سلاسل التوريد. وتأتي هذه الاعترافات المبكرة في الوقت الذي يتزايد فيه قلق زعماء العالم من اشتداد الصراع، مع رفض الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.
وقالت شركة United Airlines إن أداء الربع الرابع قد يختلف اعتمادًا على طول فترة تعليق الرحلات في تل أبيب، وجاء نطاقها المحدث للأرباح المعدلة للسهم أقل من توقعات المحللين.
وقال الرئيس التنفيذي سكوت كيربي في وقت سابق من هذا الشهر: “لدينا تنوع جغرافي لا مثيل له؛ مع شبكة محلية كبيرة تكملها أكبر شبكة دولية طويلة المدى، وكلاهما مربحان بقوة. وعلى الرغم من أن هذه سمة عظيمة، إلا أنها تخلق بعض المخاطر والتقلبات على المدى القصير، كما نشهد الآن مع الصدمة المؤقتة لهوامش الربح في هذا الربع” نتيجة للتوترات الأخيرة في إسرائيل.
وUnited Airlines هي واحدة من العديد من شركات الطيران، بما في ذلك Delta Air Linesو American Airlines، التي سارعت إلى تغيير جداول مواعيدها مع اندلاع الصراع. والجدير بالذكر أن شركة العال الإسرائيلية، قالت إنها ستطير في يوم السبت اليهودي لأول مرة منذ أكثر من أربعة عقود للمساعدة في إعادة جنود الاحتياط في الخارج إلى البلاد.
وفي قطاع السفر، تحتل الحرب جزءا مهما من تفكير قادة الشركات. وقالت شركة بوينغ في بيان إن الصراع قد يؤثر على موردين محددين، بالإضافة إلى شركات الطيران.
وقال جيسون ليبرتي، الرئيس التنفيذي لشركة الرحلات البحرية رويال كاريبيان، في مكالمة هاتفية يوم الخميس، إن حوالي 1.5٪ من حجم الرحلات في الربع الرابع كانت تخطط لزيارة إسرائيل. مشيرا إلى أن عدد قليل من الرحلات البحرية المعدلة، لها موانئ رئيسية في حيفا، وهي مدينة تقع في المنطقة الشمالية من البلاد.
كما عرضت الشركة على الحكومة الأميركية الاستخدام المجاني لسفينتها “رابسودي أوف ذا سيز” للمساعدة في إجلاء الأميركيين من إسرائيل. ووسط هذه الفوضى، قدرت الشركة أنها ستشهد تأثيرًا متراجعا على أرباحها قدره 5 سنتات للسهم الواحد، كما تتوقع أن ترى ما بين 6.58 دولارًا و6.63 دولارًا في أرباح السهم المعدلة لهذا العام.
“طبيعة لا يمكن التنبؤ بها”
وكانت شركات التكنولوجيا من بين الشركات التي رأت أن الصراع يؤثر على القوى العاملة والإنفاق الإعلاني وسلاسل التوريد.
وقالت شركة Snap في أحدث إصدار للأرباح إنها شهدت توقفًا مؤقتًا في الإنفاق من “عدد كبير من الحملات الإعلانية الموجهة أساسًا للعلامة التجارية” فور بدء الحرب، موضحة أن ذلك أثر على ربع الإيرادات حتى الآن.
وبينما قالت الشركة إن بعض الحملات التي توقفت مؤقتًا في البداية تم استئنافها الآن، فقد شهدت الشركة أيضًا توقفًا مؤقتًا الآن لحملات أخرى لم تتوقف في الأصل. وقالت شركة Snap إنه سيكون من “غير الحكمة” تقديم إرشادات رسمية بشأن ما يمكن توقعه للربع الحالي “بسبب طبيعة الحرب التي لا يمكن التنبؤ بها”.
كما قالت سوزان لي، رئيسة الشؤون المالية في Meta، إن الشركة الأم Facebook و instagramشهدت انخفاضًا في الإنفاق الإعلاني حتى الآن في هذا الربع، وهو ما يرتبط بالجدول الزمني مع بداية الصراع. وأشارت إلى أن ذلك لا يرجع بالضرورة إلى حدث واحد، ولكن انخفاض الإنفاق تزامن في الماضي مع بداية الصراعات مثل الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي.
وقالت لي للمحللين خلال مكالمة أرباح الشركة يوم الأربعاء: “هذا شيء نواصل مراقبته”. “لقد عكسنا أحدث الاتجاهات وردود فعل المعلنين التي رأيناها في توقعاتنا للربع الرابع – والتي نعتقد مرة أخرى أنها تعكس قدرًا أكبر من عدم اليقين والتقلبات في المشهد المستقبلي.”
وتتوقع شركة Align Technology زيادة الرياح المعاكسة بسبب حالة عدم اليقين ومشكلات سلسلة التوريد المحتملة المرتبطة بالصراع، وفقًا لما قاله المدير المالي جون موريسي. وقال إن هامش التشغيل في الربع الرابع، عند تعديله وفقًا للمبادئ المحاسبية المقبولة عمومًا، يجب أن ينخفض عن الربع السابق حيث تقدم الشركة مكافآت نهاية الخدمة لتسوية تغيير عدد الموظفين في هذه الحالة.
وأشارت شركات متعددة بما في ذلك Aon وWest Pharmaceutical إلى التركيز المستمر على دعم الموظفين وأفراد أسرهم الذين يعيشون ويعملون في المنطقة. وتشتهر إسرائيل جزئياً بالتقدم في مجال الشركات الناشئة والتكنولوجيا، حيث يتساءل رواد الأعمال وأصحاب العمل الآن عن كيفية المضي قدماً في الوضع الطبيعي الجديد، خاصة مع استدعاء المواطنين للخدمة في الوحدات الاحتياطية بالجيش.
كما كانت الشركات المتخصصة في مجال الدفاع في حالة تأهب مع اندلاع صراع دولي آخر.
وكانت شركة General Dynamics، أكبر منتج أميركي لقذائف المدفعية، تعمل بالفعل على تكثيف إنتاج المدفعية لتلبية الاحتياجات وسط الحرب في أوكرانيا، وفقًا لما ذكره المدير المالي جيسون أيكن. وتعمل الشركة الآن على زيادة الإنتاج إلى ما يصل إلى 100 ألف وحدة شهريًا، ارتفاعًا من 14 ألف وحدة.
وقال أيكن: “أعتقد أن الوضع في إسرائيل لن يؤدي إلا إلى فرض ضغوط تصاعدية على هذا الطلب”.