من المتوقع أن يُخفّض الفدرالي الأميركي معدلات الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، وفي حين أن هذه قد لا تكون أخبارًا جيدة للدولار، إلا أن بعض العملات الآسيوية قد تستفيد من هذا الخفض.
من المعروف أن معدلات الفائدة الأعلى في أي دولة تعزز وتدعم عملة البلاد، مما يجذب الاستثمارات الأجنبية ويزيد من الطلب على العملة. وبشكل عام، يعتبر الدولار الأميركي الضعيف عنصراً إيجابيًا للأسواق الناشئة، وهو الحال في كثير من الأحيان عندما يُخفّض الفدرالي أسعار الفائدة خارج إطار أزمة اقتصادية.
هذا وانتقل الفدرالي إلى موقف أكثر تساهلًا في ديسمبر، ويُقدر الآن أن الأسواق تتوقع خفض معدلات الفائدة بحلول الصيف، إذ أشرات أداة مراقبة الفدرالي لدى CME إلى أن أول خفض في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في عام 2024 قد يحدث في يونيو.
ونتج عن اجتماعات الفدرالي خلال يناير قرار بالاستمرار في سعر الفائدة الأساسي في نطاق يتراوح بين 5.25% و 5.5%.
وقال خبراء لشبكة CNBC إن العملات مثل اليوان الصيني والوون الكوري والروبية الهندية قد تستفيد من تخفيف الفدرالي للسياسة النقدية.
اليوان الصيني
قد تعرضت الصين لعدد من الأنباء المحبطة التي أثرت على ثقة المستثمرين، لكن الآمال في أن السلطات لن تسمح لعملتها المعتمدة على التجارة بالتراجع الكبير قد حد من التشاؤم بالنسبة لليوان.
هذا وحاولت الصين الدفع باليوان نحو الاستقرار مقابل الدولار في الماضي ومن المتوقع أن تستمر في القيام بذلك، وفقًا لتصريحات آرون باراث، رئيس الاستثمار في شركة بل آير للاستثمارات.
قال باراث: “في حين أن سعر الصرف قد يضعف إلى مستوى 7 يوان لكل دولار، مما يعكس الوضع الاقتصادي الأضعف من ذي قبل في الصين، فإن تخفيض مستبعد بما أن صناع السياسات يبدأون في أن يكونوا أكثر عدوانية في الحوافز المالية، ونمو الائتمان، ودعم قيم العقارات”.
على عكس العملات الرئيسية الأخرى مثل الين الياباني أو الدولار الأميركي والتي لديها أسعار صرف معومة، أي تحدد من خلال تعاملات السوق، تحافظ الصين على رقابة صارمة على اليوان، وترتبط العملة بوسطاء لهم معايير صرف ثابتة تُعرف باسم النقطة الأساسية اليومية إلى الدولار الأميركي بناءً على مستوى الإغلاق السابق لليوان وعوامل أخرى.
وإذا بدأ الفدرالي بخفض أسعار الفائدة بحلول الصيف، فمن المحتمل أن يضيق ذلك الفجوة في العوائد بين أكبر اقتصادين في العالم ويخفف بعض الضغط عن اليوان الصيني. الفجوة بين العوائد هي طريقة لمقارنة السندات من خلال الفروقات العائد الذي توفره هذه السندات.
الروبية الهندية
يمكن أن تستفيد الروبية الهندية من استراتيجية “تداولات الحمل” هذا العام، وهو استراتيجية يقوم فيها المتداولون بالاقتراض من العملات التي تحمل عائدات منخفضة مثل الدولار الأميركي من أجل شراء أصول تحمل عائدات عالية مثل السندات.
قال أنيندا بانيرجي، نائب رئيس البحوث في العملات والمشتقات في كوتاك سيكيوريتيز: “هناك الكثير من التداول المقابل للعملات الأخرى مثل الين أو اليورو، ولكن عندما تنخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، سنرى اتساعًا في فجوة الفائدة للسماح بتداول الحمل، لذلك هذه إيجابيات أيضًا للعملة الهندية”.
يمكن أن تتحسن الروبية الهندية أيضًا في ظل الآمال بأن المركزي الهندي قد يخفف من السياسة النقدية ببطء أكثر من البنوك المركزية الأخرى.
ولفت بانيرجي إلى أن وتيرة خفض أسعار الفائدة لدى المركزي الهندي ستكون “أبطأ بكثير” من الفدرالي، و ستتأخر دائمًا بشكل كبير عن الفدرالي لأن الهند لم تكن تعاني من نفس مشكلة التضخم التي كانت تعاني منها أوروبا أو أميركا.
وسعر الروبية قد يصل إلى 82.82 مقابل الدولار في الأشهر الثلاثة الماضية، في حين تراجعت العملة 0.6% في عام 2023، التراجع الذي يعد أقل بكثير مقارنة بتراجع العام السابق البالغ 11%.
الوون الكوري
كان الوون الكوري تحت ضغط لـ 3 سنوات، ولكن التوقعات الاقتصادية المحسنة والسياسة الفدرالية الأكثر انفتاحًا ستساعد في تخفيف هذا الضغط في عام 2024.
وقال هارفي من Monex: “كعملة ذات عائد منخفض وشديدة التأثر بالدورة الاقتصادية، نعتقد أن الوون الكوري سيكون واحدًا من أبرز المستفيدين من دورة تخفيف الفدرالي في النصف الثاني من العام،ـ ومع انخفاض أسعار صرف الدولار الأميركي، لن يقل الضغط على الوون من خلال جهة الفوائد فحسب، ولكن أيضًا سيؤدي إلى زيادة في نظرة النمو العالمي”.
لكن هارفي قال إن مكاسب الوون ستتحدد أيضًا بنسبة التخفيضات التي قد يقوم بها الفدرالي. وتوقع أن تتراوح ما بين 5% و 10% إذا كانت دورة التخفيض عميقة، بينما قد تكون ما بين 3% إذا كان التخفيض بسيطاً.