حذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا من أن البنوك المركزية تواجه ضغوطاً سياسية متزايدة لخفض معدل الفائدة خلال عام انتخابي كبير، مشيرة إلى أن صناع السياسة بحاجة إلى تعزيز استقلاليتهم.
وقالت جورجيفا في مدونة على موقع صندوق النقد الدولي اليوم الخميس الحادي والعشرين من مارس آذار إن البنوك المركزية ذات درجات الاستقلالية الأقوى أكثر نجاحاً في السيطرة على التضخم والحفاظ على توقعات التضخم تحت السيطرة.
وأضافت مديرة الصندوق: تتزايد الدعوات لخفض معدلات الفائدة حتى وإن كانت سابقة لأوانها، وعلى الأرجح أنها ستتزايد، إذ يتوجه نصف سكان العالم للتصويت هذا العام.
وشددت مديرة الصندوق على أن مخاطر التدخل السياسي في صناعة قرار البنوك، وتعيينات الموظفين، تتزايد. مضيفة: على الحكومات والبنوك المركزية مقاومة هذه الضعوطات.
أوضحت مديرة صندوق النقد الدولي أن نجاح محافظي البنوك المركزية في منع الانهيار المالي العالمي خلال جائحة كورونا تبعه سريعاً تشديد السياسة النقدية لخفض التضخم.
وتابعت: وكانا كلا الجهدين نتيجة استقلالهما ومصداقيتهما المصاحبة لذلك.
على الجانب الآخر، أشارت جورجيفا إلى أنه في فترة ارتفاع التضخم في السبعينيات، لم يكن لدى البنوك المركزية ولايات واضحة لمنح الأولوية لاستقرار الأسعار أو قوانين واضحة لحماية استقلاليتهم، ونتيجة لذلك غالباً ما تعرضوا لضغوطات من السياسيين لخفض معدلات الفائدة.
أما في القرن الحالي وتحديداً بين 2007 و2021، ترى جورجيفا أن البنوك المركزية تمتعت بدرجة استقلالية أقوى، وكانت أكثر نجاحاً في الإبقاء على توقعات التضخم تحت السيطرة.
وشهد الأسبوع الجاري اجتماعات هامة للبنوك المركزية، في مقدمتها بنك اليابان الذي تخارج من سياسة الفائدة السالبة بعد 17 عاماً. فيما أبقى الفدرالي الأميركي على معدل الفائدة دون تغيير.
على الجانب الآخر، رفع المركزي التركي معدل الفائدة على نحو مفاجئ بمقدار 500 نقطة أساس إلى 50%.