الذهب يتراجع مع ترقب المستثمرين بيانات التضخم الأميركية

 

الذهب شديد الحساسية لرفع سعر الفائدة الأميركية في المدى القصير الذي يزيد تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر فائدة.

وقد  لامس الذهب أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر اليوم الأربعاء بعدما أبقى ارتفاع الدولار الأسعار منخفضة، في حين يترقب المستثمرون بيانات التضخم الشهرية الأميركية التي قد تؤثر على السياسة النقدية للبنك المركزي الأمريكي والطلب على المعدن النفيس.

وتماسك الذهب في المعاملات الفورية عند 1838.55 دولار للأونصة بحلول الساعة 05:46 بتوقيت غرينتش بعدما انخفض إلى أدنى مستوياته منذ 11 فبراير شباط في وقت سابق من الجلسة إذ قلل الدولار المرتفع نسبيًا جاذبية الذهب للمشترين في الخارج.

وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2% إلى 1836.60 دولارًا للأونصة.

ويتوقع المحللون تراجعا حادا في الارتفاع الشهري لمؤشر أسعار المستهلكين الأميركي في أبريل نيسان الذي تعلن نتائجه في الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش، إذ يتوقعون انخفاضه إلى 0.2% من 1.2% في الشهر السابق في حين يتوقعون زيادته على أساس سنوي بنسبة
8.1%.

 

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى زادت الفضة في المعاملات الفورية 1.1% إلى 21.48 دولار للأونصة.

وارتفع البلاتين 1.1% إلى 974.56 دولار للأونصة. وصعد البلاديوم 0.2% إلى 2069.97 دولار للأونصة.

JPMorgan: النمو الاقتصادي في الأسواق الناشئة سيتباطأ بشكل حاد خلال الربع الحالي

ع استمرار الحرب في روسيا ومعاناة الصين من موجة جديدة من الإصابات بكورونا، قال بنك JP Morgan، إن النمو الاقتصادي في الأسواق الناشئة سيتباطأ بشكل حاد هذا الربع.

وأضاف البنك أنه من المرجح أن يكون أداء عملات الأسواق الناشئة دون المستوى مع استمرار قوة الدولار الأميركي بالإضافة إلى المخاطر المتعلقة بنمو اقتصادات الدول في الأسواق الناشئة، حيث سجل الدولار أعلى مستوى له في 20 عاماً مقابل سلة من عملات الأسواق المتقدمة، بينما لامس مؤشر عملات الأسواق الناشئة أدنى مستوياته منذ نوفمبر 2020.

تأتي هذه التوقعات من قبل البنك في ظل معاناة روسيا من عقوبات غير مسبوقة من قبل دول الغرب بعد أن شن بوتين عملية عسكرية على أوكرانيا، حيث تقترب حكومات الاتحاد الأوروبي من التوصل لاتفاق حول حزمة سادسة من العقوبات ضد روسيا والتي تشمل حظر شراء النفط الروسي. بالإضافة إلى إعلان زعماء مجموعة السبع تعزيز العزلة الاقتصادية لروسيا والتزمهم بحظر واردات النفط الروسي أو وقفها تدريجيًا.

أما في الصين، فالإغلاقات في البلاد أدت بدورها لوصول اليوان إلى أدني مستوى له منذ أكتوبر 2020 أمام الدولار. كما وتباطأ نمو الصادرات الصينية بنسبة 3.9% في أبريل مقارنة بالعام السابق متراجعة بحدة من 14.7% المسجلة في مارس على الرغم من أن القراءة جائت أفضل قليلاً من توقعات المحللين عند 3.2%.

إلا أنها أبطأ وتيرة منذ يونيو 2020، حيث أدت الإغلاقات في شنغهاي تحديدا بالضغط على قطاع التجارة الصيني والذي يمثل حوالي ثلث الناتج المحلي الإجمالي.

بريطانيا وحسابات الضرائب الاستثنائية

انتهى الأسبوع بأخبار اقتصادية مزعجة؛ بنك إنجلترا (البنك المركزي الذي يحدد السياسات المالية وهو مستقل القرار عن الحكومة منذ 1997) رفع الفائدة للمرة الثالثة على التوالي، لتصل إلى أربعة أضعاف نسبتها (واحد في المائة بعد أن كانت ربعاً من الواحد في المائة قبل ستة أشهر)، كذلك البنك الفيدرالي الأميركي رفع الفائدة بنصف في المائة (ضعفا بنك إنجلترا).
البنوك المركزية تحاول استخدام سعر الفائدة أداة، إما لدعم النمو الاقتصادي (معدلات فائدة منخفضة تحفز على الاقتراض للاستثمار في مشاريع وخلق وظائف، بدلاً من الادخار لانخفاض نسبة العائد)؛ أو للحد من معدلات التضخم (ارتفاع الفائدة يؤدي لعكس المعادلة أعلاه، إذ يفضل الناس الادخار، وتقلل من الإنفاق على السلع والخدمات وزيادة عرض المنتجات على الطلب يخفض الأسعار). توظيف سعر الفائدة هو الوسيلة المجربة لعقود طويلة بالنسبة لأي سوق داخلية (في مجتمعات السوق الرأسمالية الحرة المفتوحة).
أندرو بيلي، محافظ بنك إنجلترا، حذر في المؤتمر الصحافي للإعلان عن أسعار الفائدة، من أن الاقتصاد يمر بمرحلة صعبة، وأن المواطنين يعانون من ارتفاع الأسعار وقلة الدخل، مع توقعه أن تصل معدلات التضخم إلى عشرة في المائة، وهي الأعلى منذ ثمانينات القرن الماضي.
وبعكس الثمانينات، لا توجد حالة بطالة، بل نقص الأيدي العاملة، والإنتاجية أكثر ارتفاعاً، لأن أسباب التضخم اليوم ليست من السوق الداخلية في أي بلد رأسمالي، وإنما أسباب خارجية عالمية أساسها ارتفاع أسعار الطاقة، وبدورها تؤدي إلى رفع تكلفة المنتجات والخدمات، سواء في تشغيل المصانع أو نقل البضائع، وازادت الأزمة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، والحصار الاقتصادي على الأولى، وبدورها أثرت على واردات الطاقة، وأيضاً صادرات الحبوب والمنتجات الزراعية من أوكرانيا إلى العالم، مما رفع أسعارها، وهي عوامل لا يعتقد كثير من خبراء المال والاقتصاد أن الأداة المجربة، أي سعر الفائدة، ستكون فعالة في التأثير عليها.
في الأسبوع نفسه بلغت أرباح شركة البترول البريطاني في الربع الأول من هذا العام ستة مليارات ومائتي مليون دولار، أما شركة «شل» الشهيرة فقد بلغت أرباحها في الفترة نفسه رقماً قياسياً تجاوز تسعة مليارات ومائة مليون دولار.
حكومة المحافظين بزعامة بوريس جونسون (التي تلقت صفعات وركلات انتخابية موجعة في الانتخابات البلدية المحلية يوم الخميس) تواجه خيارات اقتصادية صعبة، وملايين من الناخبين ينخفض مستواهم المعيشي والمالي. ارتفعت النداءات من المعارضة العمالية، والصحافة وشبكات البث (أغلبها يسارية ليبرالية) ومن أحزاب المعارضة؛ الديمقراطيون الليبراليون، والخضر، والقوميون الاسكوتلنديون، بفرض ضريبة استثنائية على شركات الطاقة الكبرى، خصوصاً «شل»، والبترول البريطاني. ضريبة بنسبة ما بين عشرين إلى أربعين في المائة على الأرباح، وهو ما قد يزود الخزانة البريطانية بما بين خمسة وسبعة مليارات دولار، تطالب المعارضة بأن تستخدمها الخزانة لدعم فواتير الطاقة المنزلية لمحدودي الدخل والفقراء.
حكومة المحافظين بزعامة جونسون، ترفض الفكرة شكلاً وموضوعاً.
فهي ليست فقط سيئة من الناحية السياسيةـ بل إنها غالباً ما ستكون مخربة للنمو والتطور الاقتصادي، وتخلق مشكلات للمسؤولين عن تخطيط السياسة المالية وتحديد المعدلات الضرائبية لميزانيات السنوات المقبلة.
الضريبة الاستثنائية، تعرف بـ«windfall tax» (ضريبة على أرباح أتت بها رياح مواتية)؛ أي أن الدخل أو الربح نفسه استثنائي ولم يكن متوقعاً. وإذا افترضنا الحد الأقصى من الدخل من الضريبة، أي سبعة مليارات دولار، ماذا ستفعل بها الخزانة البريطانية؟
هل تستخدمها لتخفيض الضرائب؟
دخل مصلحة الضرائب البريطانية في السنة المالية المنتهية في الخامس من الشهر الماضي كان 718 ملياراً و200 مليون جنيه (890 مليار دولار)، أي أن الدخل من الضريبة الاستثنائية سيضيف أقل من 0.008 في المائة من دخل الخزانة. فماذا ستكون نسبة التخفيض الضرائبي لمعلم أو ممرضة من متوسط مرتب سنوي ثلاثين ألف جنيه سنوياً؟ بعد حساب الإعفاءات والاستثناءات سيكون حوالي ستة جنيهات شهرياً.
وماذا عن العام المقبل والأعوام التي تليه؟ كيف ستخطط وزارة المالية لسياستها بلا ضمان «لرياح مواتية» تهبط على مؤسسات أخرى بثروة تفرض عليها ضرائب؟
أم هل تخصص وزارة المالية دخل الضريبة الاستثنائية منحةً تصرف للأسر التي تواجه «فقر الطاقة» مثلما تطالب المعارضة والتيارات اليسارية والاشتراكية؟
دراسة معهد «ريزليوشن فونديشن» (خزانة تفكير لبحوث خطط لتحسين أحوال محدودي الدخل) في الشهر الماضي توقعت أن يتجاوز عدد الأسر التي تواجه «فقر الطاقة» خمسة ملايين منزل، يواجهون زيادة في فواتير الطاقة ما بين سبعمائة و1101 جنيه في العام، إذا ظلت أسعار الغاز على ما هي عليه.
لو وزعت وزارة المالية كل دخل الضريبة الاستثنائية على بيوت فقراء الطاقة، سيكون نصيب الأسرة حوالي مائة جنيه من الفاتورة السنوية التي تتجاوز في المتوسط ألفين من الجنيهات (مائة وستون جنيهاً شهرياً). ماذا عن بقية أشهر السنة؟
وهنا يحضرنا القول الصيني الشهير «اعط رجلاً سمكة تكفه وجبة عشاء، علمه الصيد تطعمه مدى الحياة».
معلقون وخبراء اقتصاد حرية السوق والاستثمار الرأسمالي يدعمون وزير الصناعة والأعمال والطاقة، غريغ هيندز، في محاولته إقناع الشركتين الكبيرتين، «شل»، و«البترول البريطاني»، باستخدام الأرباح غير المتوقعة في الاستثمار في التنقيب عن حقول غاز وبترول جديدة في بحر الشمال. وكان التنقيب واكتشاف مزيد من الغاز متوقفين منذ سنوات بسبب الحملة الهستيرية التي يشنها الخضر والبيئيون في مظاهرات ضد منشآت مقاولي التنقيب. مستشارو وزارة الصناعة والطاقة ينسقون مع الشركتين للتخطيط لتوجيه جزء من الأرباح للاستثمار في مشاريع توليد الطاقة الخضراء، وكلا النشاطين سيخلق عشرات الآلاف من الوظائف، ويؤدي لرواج اقتصادي في مناطق مستواها الاقتصادي متدنٍ.
أسعار أسهم الشركتين ارتفعت في البورصات؛ والاشتراكيون يتعمدون عدم ذكر أن حملة الأسهم لهذه الشركات أغلبها صناديق استثمار لمعاشات الاتحادات العمالية ومؤسسات ترعى الأرامل، أو مؤسسات تأمين صحي وتعاونيات.
جونسون ووزراؤه يخشون أن تشكل الضريبة الاستثنائية سابقة، وبالتالي تفزع المستثمر. شركتا البترول، «شل»، و«البريطانية»، بينهما يوظفان قرابة أربعين ألفاً مباشرة و185 ألفاً في أعمال تعتمد على المباشرين، وينفقان ثمانية عشرين مليار دولار سنوياً في بريطانيا، والخوف من ضرائب لم يخطط لها قد تدفع الاستثمارات الكبرى لتجنب بريطانيا.

عادل درويش

بورصة انفو: الموقع الرائد لأخبار الذهب ، العملات ، البورصات. مع تحليلات