حديث الاسبوع – ارسم خطتك ، ونفذها – 16.11.2003 |
خواطر قد تفيد من يتأنى في قراءتها . |
ألمصفاة
حديث الاسبوع – ألمصفاة . |
25.10.03
وردنا سؤال من قارئ كريم يستجير باصحاب الخبرة ويشكو قلة ربحه وكثرة خسارته ، وهو الى ذلك يسأل نصحا في المؤشرات التي يجب عليه اتباعها في تحليله الفني لشارت يعود الى عملة ما ، او سهم ما . هو يقول : على ماذا تنصحونني بالاعتماد يا اصحاب الخبرة ؟ أعلى ال استوقفني سؤال القارئ الكريم ورأيت ان أجيبه فأفيده ، وأفيد غيره من القراء ، لما لهذا السؤال من أهمية في نظري . ان كلّ هذه المؤشرات التقنية او الفنية – سمّها ما شئت – هي جيدة بقدر ما هي عاطلة ، وفية بقدر ما هي خائنة . كلها تتساوى في الصدق في يوم ، او في اسبوع ؛ لتعود فتتساوى بالكذب في يوم آخر ، أو أسبوع آخر . كلها توفر لك ربحا وفيرا في فترة ، تجانست فيها مع حركة السوق ، وتوافقت معها ؛ ولكنها لا تلبث أن تعود فتسلب منك ما أهدته لك ، في فترة ، تغيرت فيها تموجات السوق أو اختلفت فيه دقات نبضه . إن كل هذه المؤشرات الفنية تؤتي الكثير من الربح ، لأولئك الذين يمتهنون مهنة تدريب المبتدئين على ولوج عالم البورصة ، وتعليم الجاهلين فنون كسب المال . هؤلاء ترى بعضهم يعمدون الى تأليف الكتب التي تمتلئ صفحاتها بانواع منوعة من الرسوم البيانية ، يزخرفونها بكثير من الرموز التي تفتن عقول المبتدئين في هذا الكار . ويعمد غيرهم الى تنظيم الدورات التدريبية يجنون منها الكثير من المال لقاء تعريف المبتدئين بمعلومات يطلعونهم على نصف أسرارها ويخفون عنهم النصف الآخر . ان كل هؤلاء الذين يسمون أنفسهم محللين تقنيين أو خبراء فنيين ،ان كل هؤلاء الذين ينشرون معارفهم على صفحات الكتب تارة ، وبين سطور الصحف طورا . ان كل هؤلاء الجهابذة الذين يبيعون بضاعتهم على صفحات المنتديات الاقتصادية او في اي وسيلة من وسائل الدعاية ، انما يروجون لبضاعة لا فائدة منها الا القليل . هم يبيعون المفتونين بما يعرضون العوبة قد تفيد صاحبها في طرد الملل عن نفسه لأيام او تفيده في زرع الامل في قلبه لاسابيع . ولكنه لا يلبث ان يكتشف عدم فائدة هذه السلعة فيرميها كما يرمي طفل العوبة ما جنى منها الا الضجر والملل . اخواني الكرام . ان المروجين لهذه البضاعة ، أو بعضهم ، يقولون نصف الحقيقة ، ويعلمون نصف العلم . انهم يخفون النصف الاخر من الصورة لانهم لا يعرفونه ، او لانهم يعرفونه ويريدون الاحتفاظ به لانفسهم ، كثروة عائلية تبقى في خزائنهم . فما هو نصف الحقيقة الاخر هذا ؟ واين يمكن لنا ان نجده ؟. إخواني الكرام . أنا أعرف النصف الآخر لهذا العلم . وحاشى أن أبخل عليكم بما أعرف . أنا أعرف السر ، ولن أخفي كنهه عنكم . للسر ثلاثة أسماء يمكنك ان تسمه بها مجتمعة ، أو أن تختار له واحدا منها . الاسم الاول هو الغربال ، والثاني المصفاة ، اما الثالث فهو المنقي ، او ما يسميه أهل الغرب الفلتر . ان كل هذه المؤشرات الفنية التي سبق وذكرتها صالحة للاستعمال . كلها يمكن الاعتماد عليها في اختيار اشارات البيع والشراء في اية بورصة ، وفي أية سوق . في أي سهم ، وفي أية عملة . شرط أن تحمل بيدك غربالا – وما أدراك ما الغربال – انه يغربل البضاعة فيفصل الصالح من الطالح . وان انت انتهيت من الغربلة ، اعمد الان الى المصفاة ، وكلنا يعرف ما المصفاة . واخيرا لا بأس من اللجوء الى المنقي – او الفلتر – وهو الكفيل بتنقية اشارات البيع والشراء التي حصلت عليها ، تنقية خفية ، سحرية ، تنقية تطرح منها الاشارات الخائبة وتقبل الصائبة فتوفر لك الربح وتجعلك بمأمن من الخسارة . اخواني الكرام . المصفاة هذه نسجت خيوطها أنامل سحرية ، بخيوط سحرية ، شبكتها مع بعضها بطريقة سحرية ، وأهدتها لرجال ، أو نسوة ، تميزوا ، أو تميزن ، بالايمان الخالص ، والذكاء الخارق ، والفطنة العجيبة ، والشجاعة الخارقة ، وقبل كل شيء بدقة الملاحظة والقدرة على تمييز الخيط الابيض من الخيط الاسود . هنيئا لمن وصل الى امتلاك هذه المصفاة . هنيئا لكل من اتقن استعمالها . فهو قد وصل الى حيث يتوق الجميع .ا
|
نصائح
حديث الاسبوع – نصائح |
ان تكون” ترايدر” ناجح امر جميل ومغر ، ولكن كيف السبيل الى ذلك ؟ فيما يلي مجموعة من الاخطاء التي يجب تجنب الوقوع فيها من أجل بلوغ الهدف المقصود . وهي سترد تباعا في هذه النافذة .
ببساطة السهم او العملة او اية سلعة تعرض ، لا يمكن ان يرتفع ثمنها ان كثرت التوصيات بشرائها . ولا يمكن ان ينخفض ثمنها ان كثرت التوصيات ببيعها . 2 الاول لم يصب خاب تحليله . الثاني حقق 150 نقطة في اليورو . يا لعبقريته ! هذا الكم الهائل من الآراء ليس الا سما زعافا ، يسقى للمتداول المبتدئ ويجعله تائها ، لا حول له ولا قوة . الكثيرون يتنقلون من اتباع راي الى اتباع آخر ولسؤ حظهم تراهم ينتقون من الآراء أسوأها فيخسرون مع الاول ، ليخسروا مع الثاني ، وليزيدوا الخسارة مع الثاللث . ! عندما اطلع على تحليل ما ، يجب ان اعرف من أصدره ، وما الهدف من إصداره . أضحكتني في المدة الاخيرة توصيات يصدرها واحد من معارفي . فهو يبادر الى الصعود الى خشبة المسرح والبدء بالحفلة ساعة يحلو له الغناء . ان تكون المقاعد فارغة ، ان يكون الوقت غير مناسب ، فهذا امر لا قيمة له . المهم بنظره ان يطرب هو لغنائه . لذلك تصدر آراؤه القيمة يوما بعيد منتصف الليل ، لتعود فتصدر يوما آخر قبيل المساء . ولم أوفق يوما في الاطلاع عليها عند الصباح في الوقت الذي يحلو فيه للمتداولين ان يعرفوا .! أنا أدعو المتسابقين الى الحلبة أن يرحموا قليلي الخبرة في هذا المجال . أدعوهم ألا يقولوا شيئا عندما يكون الوقت غير مناسب للقول . أنا أدعو المتداولين ولاسيما المبتدئين منهم أن يجعلوا من الغربال واحدا من أسلحتهم . 3 |
السوق المتخم والسوق الجائع
حديث الاسبوع -السوق المتخم والسوق الجائع ٠ |
هذه اللعبة التي تبدو في ظاهرها معقدة وخطيرة ، وتبرز لمن تمرسوا بها سلسة مطواعة ، تحمل لمن مارسها التسلية والتحلية في آن . |
أنا ربحت، ألحظ خسّرني
حديث الاسبوع |
18.10.03 عادة سيئة تتحكم بالعاملين في البورصة ، ولاسيما الجدد منهم . عادة تنمّ عن غرور واعتداد مفرط بالنفس ، كما تفضح منهجية فوضوية في العمل قد لا تؤتي من الثمر الا شوكا . وان خسر ، قال : حظي كان عسرا . ولم يزد شيئا . هنا تغيب كلمة انا . ليس هو الذي خسر . حظه هو الذي خسّره . يا لحماقتك يا ابن الانسان . وان هي سمعت أخبارا لا ترفع لها رأسا ، ولا تسر خاطرا ، تراها وقد لجات الى أمضى سلاح عندها – لسانها – فالولد هذا لا يقل ذكاء عن الولد ذاك . هو ايضا يصرع جابر بن حيان لو قدّر له ان يصارعه في علم الجبر . وهو ايضا يبز سيبويه وابن سينا والفارابي وابن خلدون وغيرهم الكثيرين . ولكن العلة في المعلم . المعلم لا يحسن التعليم . المعلم ليس جديرا بهذه المهنة . المعلم سبب غباء ابنها وطيشه . ما أشد الشبه بين هذه ترمي اللوم على المعلم لتستر بلاهة ابنها ، وذاك يمسح كل غباء بالحظ ويجد فيه تبريرا لكل نواقصه .
|
الخوف والطمع
حديث الاسبوع – الخوف والطمع |
بالامس احد معارفي ممن يتتبعون اخبارنا ويهتمون لقراءة ما ننشر على موقعنا من توقعات وتحليلات . بادرت الى سؤاله عن حاله وبالطبع عن تجارته . قال : جيدة ، – واخاله ابتسم اذ قال ذلك -حققت هذا الشهر 20% ربحا ، لكنني ، اعمل الان بحساب تجريبي . |
1-5 = 2+2
حديث الاسبوع 2+2=5-1 |
في حكمة مأثورة كل الصواب ، وفيها ما يصح ان يطبق على العاملين في البورصة .الحكمة تقول :” المعرفة يمكن لكل انسان ان يحصل عليها ، لكن فن التفكير هو هبة نادرة من الطبيعة .” ليست اللعبة في البورصة كلعبة ” الروليت ” رغم ان ملايين البشر حوّلوا هذه الصالات الى ما يشبه الكازينو بأعمالهم الغريبة ، مما دفع البعض الى القول ان البورصة ليست سوى ” مونت كارلو ” دون موسيقى . ولكن الحقيقة نراها على غير هذه الحال ، فللبورصة موسيقاها الخاصة . تدقّ دقّات خفية لا يلتقطها الا ندرة من المتعاملين ، وهم الذين تميزوا بلاقط بالغ الحساسية والرهافة ، دقيق البرمجة واتنظيم ، سريع الاستقبال والتبليغ. |
ربح الدهاء وربح الحظ
الاحد 04.10.03
ولا تظنن يا قارئي الكريم ان صديقي قد اقتنع بما قلت له ، او سلّم بصوابية ما وجهته اليه في حديث الاحد الفائت . لقد عاودته الفكرة هذا الاحد فتعمّد لقياي وبادر باتهامي بالانانية وقلّة العناية بمصالح أصدقائي .
قال : أنت لي صديق ، وأنا لك صديق . أنت لي مُحب ، وأنا لك محب . هي رفقة عمر يا وليد . أما تذكر أيام الدراسة في بيروت ؟ أنسيت أيام الجامعة في باريس ؟ ألا تحنّ الى أيام كان لنا حلاوة في مرارتها ، وهناء في صعوبتها ؟
ادركت مرمى صديقي فما أجبت .
أغاظه صمتي وفسره تجاهلا .
قال : ما خلت يوما ان النجاح في الحياة العملية سيعمي بصرك ويشوه بصيرتك ، فينسيك من صدقوك القول والفعل ، ويصرفك عن الالتفات الى من أحببت ، الى الانكباب على عملاتك تناجيها في سرّك وتناجيها في علنك .
أدركت أن صديقي يعمد الى استثارتي ،لعله ينجح في استدراجي لحديث الاحد الفائت فيكون حظه اليوم أفضل مما كان عليه بالامس .
رقّ قلبي لرفيق الشباب فدخلت معه صالة العملات وبادرته بالسؤال : كم تريد ان ترصد من المال لهذه التجارة التي سلبت عقلك وحرمت أجفانك النوم؟
قال : ثلاثين الفا ، وفرتها من عملي . اريد ان أضاعفها . وانت ستساعدني على ذلك .
قلت : لن أساعد من هو أحبّ الى نفسي ، وأقرب الى قلبي . ألا ترى انه من الافضل أن تتدرب بحساب مصغر ؟
قال :أوتريدني ان أتلهى بلعبة أطفال ؟ وهل من كان وليدٌ صاحبه يبدأ بحساب مصغر . انت لن ترتضي لي ذلك .
تمالكت نفسي . أدركت ان صاحبي يسارع الخطى نحو الهاوية .
قلت : وبكم عقد تريد ان تعمل ؟
قال : تعطيني استشارة اكيدة . أدخل السوق بكل ثقلي . أشتري ، أو أبيع خمسة عشر عقدا ، أو ربما عشرين . اترك الربح يجري . أجاريه . أرقبه . وان بلغ الخمسين نقطة ، أو زاد عنها بقليل ، تراني قد أقفلت الصفقة . 20 عقدا . 50نقطة بالعقد. حساب بسيط . 1000 نقطة ربحا . 10.000 دولار بصفقة واحدة . تلزمني ثلاث صفقات من هذا النوع ، وها أنذا قد ضاعفت رأسمالي .
كظمت غيظي ، ولكنني ما استطعت كتمان سؤال ، كادت كلماته تحرق مني الشفتين .
قلت : وماذا لو سار السوق عكسك عوض ان يسير معك .
قال : عكسي ؟ كيف يكون ذلك ؟ ألم تعطني استشارة أكيدة ؟ أليس ربحها مضمون ؟
قلت : أوعهدتني نبيا ؟ أم قارئا في الغيب ؟ مضمون ؟ كيف يكون ذلك ؟ أيعقل أن أسمع مثل هذا ؟
لا يا صديقي . ليس في البورصة من مضمون . هذا عالم كل شيء فيه ممكن ، وكل شيء مستحيل . يتطلب العمل هنا ذكاء ، ويتطلب حنكة ، ولكنه يتطلب ايضا دراية والتزاما ادبيا بقواعد ، ان حدت عنها قادتك قدماك الى التهلكة .
سافتح لك حسابا ياصديقي ب30 الفا من الدولارات . ستعمل في الشهر الاول بعقد واحد فقط . لن اعطيك اية استشارة بل ، انك ستتبع توصيات الترايدر الذي يأخذ بيد المشتركين معنا . ستنفذ كلّ ما يمليه عليك . تشتري ان قال اشتر. تبيع ان قال بع . لا تطرح عليه الأسئلة . لن يجد الوقت الكافي لاجابتك . إطرح الاسئلة على نفسك . سائلها وأجبها . حلّل الصفقات واحدة واحدة . كن متنبها للطريقة التي يحدد فيها الترايدر الستوب والهدف . راقب الرسم البياني مراقبة العالم . حاول ان تجد لنفسك دربا وسط هذه الغابة الملتفة اشجارها . سلني من حين لحين .لن أبخل عليك بنصح أو تحليل . ستخسر وستربح . لتكن خساراتك دروسا لك وعبرا . وليكن ربحك تعويضا لخساراتك لا غرورا في نفسك . ميز بين ما ربحته بذكائك أو دهائك ، وبين ما ربحته بحظك . إفرح للربح الأول ، ولا تلتفت الى الثاني . ربح الحظ ليس هو المقصد ولا الهدف . ربح الحظ للحظ ، لا بد أن تقابله خسارة حظ ، وستكون للحظ أيضا .
بعد شهرين أو ثلاثة ، زد عقودك . لا تجعلها عشرين . بل اثنين فقط . واعمل سنة على هذا الاساس ، بعد مرور سنة ، سنتحادث ، وسنحلل ، وستصغي إلي من جديد . وسنرى ان كان من المناسب ان تعمل بثلاث عقود .
وخيّم على كلينا صمت ثقيل . صمت صديقي كان صمت طفل فلح في إقناع والده بضرورة أن يقدم له هدية في عيد ميلاده العاشر . وصمتي ! كان صمت الخائف على خطر قد يهدد مصير صديق ان هو أخطأ الحساب .
حديث الاسبوع
الاحد 04.10.03
ولا تظنن يا قارئي الكريم ان صديقي قد اقتنع بما قلت له ، او سلّم بصوابية ما وجهته اليه في حديث الاحد الفائت . لقد عاودته الفكرة هذا الاحد فتعمّد لقياي وبادر باتهامي بالانانية وقلّة العناية بمصالح أصدقائي .
قال : أنت لي صديق ، وأنا لك صديق . أنت لي مُحب ، وأنا لك محب . هي رفقة عمر يا وليد . أما تذكر أيام الدراسة في بيروت ؟ أنسيت أيام الجامعة في باريس ؟ ألا تحنّ الى أيام كان لنا حلاوة في مرارتها ، وهناء في صعوبتها ؟
ادركت مرمى صديقي فما أجبت .
أغاظه صمتي وفسره تجاهلا .
قال : ما خلت يوما ان النجاح في الحياة العملية سيعمي بصرك ويشوه بصيرتك ، فينسيك من صدقوك القول والفعل ، ويصرفك عن الالتفات الى من أحببت ، الى الانكباب على عملاتك تناجيها في سرّك وتناجيها في علنك .
أدركت أن صديقي يعمد الى استثارتي ،لعله ينجح في استدراجي لحديث الاحد الفائت فيكون حظه اليوم أفضل مما كان عليه بالامس .
رقّ قلبي لرفيق الشباب فدخلت معه صالة العملات وبادرته بالسؤال : كم تريد ان ترصد من المال لهذه التجارة التي سلبت عقلك وحرمت أجفانك النوم؟
قال : ثلاثين الفا ، وفرتها من عملي . اريد ان أضاعفها . وانت ستساعدني على ذلك .
قلت : لن أساعد من هو أحبّ الى نفسي ، وأقرب الى قلبي . ألا ترى انه من الافضل أن تتدرب بحساب مصغر ؟
قال :أوتريدني ان أتلهى بلعبة أطفال ؟ وهل من كان وليدٌ صاحبه يبدأ بحساب مصغر . انت لن ترتضي لي ذلك .
تمالكت نفسي . أدركت ان صاحبي يسارع الخطى نحو الهاوية .
قلت : وبكم عقد تريد ان تعمل ؟
قال : تعطيني استشارة اكيدة . أدخل السوق بكل ثقلي . أشتري ، أو أبيع خمسة عشر عقدا ، أو ربما عشرين . اترك الربح يجري . أجاريه . أرقبه . وان بلغ الخمسين نقطة ، أو زاد عنها بقليل ، تراني قد أقفلت الصفقة . 20 عقدا . 50نقطة بالعقد. حساب بسيط . 1000 نقطة ربحا . 10.000 دولار بصفقة واحدة . تلزمني ثلاث صفقات من هذا النوع ، وها أنذا قد ضاعفت رأسمالي .
كظمت غيظي ، ولكنني ما استطعت كتمان سؤال ، كادت كلماته تحرق مني الشفتين .
قلت : وماذا لو سار السوق عكسك عوض ان يسير معك .
قال : عكسي ؟ كيف يكون ذلك ؟ ألم تعطني استشارة أكيدة ؟ أليس ربحها مضمون ؟
قلت : أوعهدتني نبيا ؟ أم قارئا في الغيب ؟ مضمون ؟ كيف يكون ذلك ؟ أيعقل أن أسمع مثل هذا ؟
لا يا صديقي . ليس في البورصة من مضمون . هذا عالم كل شيء فيه ممكن ، وكل شيء مستحيل . يتطلب العمل هنا ذكاء ، ويتطلب حنكة ، ولكنه يتطلب ايضا دراية والتزاما ادبيا بقواعد ، ان حدت عنها قادتك قدماك الى التهلكة .
سافتح لك حسابا ياصديقي ب30 الفا من الدولارات . ستعمل في الشهر الاول بعقد واحد فقط . لن اعطيك اية استشارة بل ، انك ستتبع توصيات الترايدر الذي يأخذ بيد المشتركين معنا . ستنفذ كلّ ما يمليه عليك . تشتري ان قال اشتر. تبيع ان قال بع . لا تطرح عليه الأسئلة . لن يجد الوقت الكافي لاجابتك . إطرح الاسئلة على نفسك . سائلها وأجبها . حلّل الصفقات واحدة واحدة . كن متنبها للطريقة التي يحدد فيها الترايدر الستوب والهدف . راقب الرسم البياني مراقبة العالم . حاول ان تجد لنفسك دربا وسط هذه الغابة الملتفة اشجارها . سلني من حين لحين .لن أبخل عليك بنصح أو تحليل . ستخسر وستربح . لتكن خساراتك دروسا لك وعبرا . وليكن ربحك تعويضا لخساراتك لا غرورا في نفسك . ميز بين ما ربحته بذكائك أو دهائك ، وبين ما ربحته بحظك . إفرح للربح الأول ، ولا تلتفت الى الثاني . ربح الحظ ليس هو المقصد ولا الهدف . ربح الحظ للحظ ، لا بد أن تقابله خسارة حظ ، وستكون للحظ أيضا .
بعد شهرين أو ثلاثة ، زد عقودك . لا تجعلها عشرين . بل اثنين فقط . واعمل سنة على هذا الاساس ، بعد مرور سنة ، سنتحادث ، وسنحلل ، وستصغي إلي من جديد . وسنرى ان كان من المناسب ان تعمل بثلاث عقود .
وخيّم على كلينا صمت ثقيل . صمت صديقي كان صمت طفل فلح في إقناع والده بضرورة أن يقدم له هدية في عيد ميلاده العاشر . وصمتي ! كان صمت الخائف على خطر قد يهدد مصير صديق ان هو أخطأ الحساب .
بع في أيار والزم الدار
نحن الآن في ايار ، على أبواب الصيف المنذر بالركود او المبشر بما يثلج القلب فنخرج من حالة اللاثقة والحيرة التي لازمت الاسواق منذ فترة غير وجيزة ، ولا زالت . مثل قديم يتناقله اهل البورصة ، مفاده :” بع في ايار وابحث لك عن تسلية ما ” لعل هذه التسلية توفر عليك خسارة لا بد لاشهر الصيف الحارة ان تكون حبلى بها ٠
يعود هذا الاعتقاد الى كون مؤشر ” الستاندارد اند بور ” في اميركا وفي الفترة
الزمنية بين 1942 و 2002 قد حقق فقط 0.90% من ربحه في الاشهر ما بين مايو وسبتمبر ، بينما نراه حقق 8.40% منها بين الاشهر اوكتوبر وابريل٠ .
ان السنوات الثلاث الماضية كانت افضل ما ينطبق عليه هذا المثل . اذ انها عرفت في فترة الصيف وبالتتالي خسارة مقدارها : 1.1% و 16.9% و24.30% .هذه السنوات عرفت الكثير من الكوارث ليس أقلها أحداث الحادي عشر من ايلول ، او فضائح التزوير في الشركات الاميركية المشهورة . كل هذا ادخل المستثمرين في حالة من عدم الثقة ، والتشكك ،مما جعلهم ينأون بأموالهم عن الاستثمار في الاسهم ، مما عاد بالفائدة على السندات الحكومية والذهب٠ .
هذا عن فترة الصيف ، فماذا عن الشتاء في هذه السنوات ؟ شتاء العام 2000 عرف تراجعا بمقدار 13.02% ، اما العام 2001 فتحسن بمقدار 3.5% ، بينما تقدم العام 2002 بنسبة ٠12.6%
ماذا عن هذه السنة ؟ وكيف يجب ان ننظر اليها ؟ وماذا يجب ان ننتظر منها ؟ هنا لا بد من الترجيح لا الجزم . منذ العام 1942 وحتى اليوم لم يسبق للاسواق ان عرفت ثلاث سنوات متتالية كان صيفها في خسارة متتالية . لذلك نذهب الى التقدير بان هذه السنة ، فيما لو كان صيفها ضعيفا ، فهو سيكون الصيف الرابع على التوالي ، وهو ما سنسمح لانفسنا باستبعاد حصوله ، ليس جزما ، وانما تقديرا٠ .
ان من يأخذ هذا التحليل بعين الاعتبار ، لا بد ان يبقى هذا الصيف ملتزما بالسوق لعل هذه السنة تكون سنة٠ .
ومن شاء الآن الدخول في اللعبة فاننا نبرز له سهمين قد يحملان معهما شيئا من الفائدة٠
السهم الاول شراؤه بين ال 11.40و 12.70 يورو .وهو سهم
Deutsch telekom
السهم الثاني يشترى بين 10.10 و 11.30 يورو وهو سهم
Hypo vereins bank
السهمان المانيان ويتم التداول بهما في بورصة فرانكفورت
ان لم تنزل البورصة فهي إذن ستطلع
حمل لي منذ فترة قولا نقله عن الالمانية ، فيه طرافة وفيه صدق وحقيقة . قال :” في البورصة يا أخي كل شيء يمكن ان يكون ممكنا ، وكل شيء يمكن ان يكون مستحيلا “ثم أضاف : ” أكتب هذا القول على موقعكم لعله يحمل إفادة لقرائك ” . شكرته وكتبته .
بالامس زرت صديقي المرح ، فإذا هو يحمل لي قولا جديدا اقتطعه من مجلة ألمانية وصمم ان يهديه إلي ليكسب بذلك شرف المشاركة في تحرير موقعنا .
أعجبني الخبر كل الاعجاب ، ولكنني عبت على صديقي تفسيره السطحي للمعنى العميق الذي احتواه القول ، فهو ، مدفوعا بمزاجه الهزلي المرح لم ير فيه الا نكتة لا يسع المرء الا ان يبتسم أو يقهقه لسماعها .
ترجم صديقي الخبر بقوله : “البورصة هي سهلة الفهم ، قليلة التعقيد ، بحيث أن ظاهرتها توجز بكلمتين اثنتين . إذا لم تتجه نزولا فلا بد أن تتجه صعودا “.
أخذت الورقة من يد صاحبي وقرأت ما ورد فيها ، فإذا ما يلي :
Junge , die Boerse ist so einfach , wenn sie runter nicht mehr geht , dann geht sie rauf .
هي وصية كان يرددها بورصي قديم على مسامع تلامذته .
قرأت الخبر فتكشّف لي للتو، أنّ صديقي الذي أحب وأقدر قد أساء الفهم هذه المرة ، فلا بد لي من تصحيح ما أورده .
في القول الوارد بالالمانية عبرة عميقة ، ووصية ذكية ، وإشارة فطينة ، من رجل صارعته الايام وصارعها ، وهو لا يزال بها إلى أن صرعها .
في القول ، أيها الأخوة الأكارم ، كلّ ما يجب أن يتعلمه كلّ من شاء ولوج هذا الباب السحري الفسيح . في القول حكمة عارف ، وخبرة متمرس ، وخلاصة تجربة ، واختصار سنوات كرّ وفرّ ، بين أسعار ترتفع وأخرى تنخفض .
في القول ، يا إخواني ، ذكاء المعلم المجرب المحنك ، ذكاء تولته الأيام بعنايتها ، وتولاه السوق بقسوته ، فاذا به يستحيل حدسا ، واذا الحدس لا ينفك يتطور ويتشكل ، الى أن استقر غريزة علمية مبسّطة مختصرة بهذه الكلمات القليلات .
إستغرب صديقي مواجهتي له هذه المرة ، واستنبأ عنها :
كيف تقرأ الخبر انت ؟
قلت : أقرأه في ما رمى اليه ، لا في ما قاله .
قال : وإلامَ رمى ؟ أفصح بربك .
قلت : ان توقفت البورصة عن التراجع فلا بد لها ان تعاود الارتفاع .
قال : أترى فرقا في المعنى ؟
قلت : الفرق واسع والشرخ شاسع ، بين ما رأيتَ وما رأيتُ . رأيتَ نكتة ، ورأيتُ عبرة . رأيتَ ما يدعو الى الضحك ، ورأيتُ ما يدعو الى التأمل والبحث والاستنتاج المفيد .
ان توقفت البورصة عن التراجع ، انما عنى بها صاحبنا الالماني : ان لم تعد قادرة على التراجع . حقا ان الطريق المتجهة جنوبا بحسب تعبير أهل البورصة لهي سهلة السلوك غير متعبة ، ولكننا نعرف لحظات تسأم فيها البورصة التراجع ، بحيث أنها تعاود النظر الى الاعالي ، ويعنّ لها من جديد ان تعاود تسلّق المنحدرات التي سبق لها وتدحرجت عليها .
هناك لحظات يلحظها البورصي العتيق ، اذ يرقب عين البورصة بعينه الثاقبة ، فاذا هي تخطو الخطوة نزولا ، ثم تلتفت الى الوراء لتتحسر على ما كانت فيه من عزّ وجاه ، هناك في الاعالي على رؤوس القمم . فيدرك ،بما علمته اياه الايام ، ان البورصة تحضر لهجوم مضاد ، متسلحة بكل ما جمعته من مشاعر تلجّ بها صدور المتعاملين؛ فيعدّ هو أيضا العدة ، ويساند البورصة في كرّها ، بعد ان رافقها في فرّها ، وها هو يربح مرتين .
اجل يا صاحبي .ان قائل هذا القول ، انما اختصر بكلمات عصارة سنوات وسنوات من الخبرة والتعلّم ، فلا تستخفّنّ أبدا في ما قال .
وما يقال عن البورصة عندما تحنّ الى معاودة تسلّق القمم ، انما يقال عنها ايضا عندما ينهكها تسللّق التلال ، فاذا بعينها تحنّ الى مروج الوديان الخضراء ، واذا بها ترقب السهل من الاعالي ، وتقول في نفسها : ها أنا أمضيت الصيف على جبال لبنان ، فلنعد الآن الى المشتى ،هربا من لسعة كانون .
ويسمع البورصي العتيق همسها باذنه الحساسة المرهفة ، فيستوقفها ، ويستعطفها ، أن احمليني معك أيتها الأمّ الحنون . وإذا هي معجبة بذكائه ، مقدرة لفطنته ، مكبرة لدقة ملاحظته ، مثمّنة لسرعة انتباهه ، اذا هي ، تحنّ عليه دون سائر الخلق ، فتومئ له أن يرافقها ، ويا لها من ساعة ، ويا لها من إيماءة !
أجل يا صاحبي .إحتوى هذا القول سرّ الأسرار، وخلاصة الأخبار فلا تستهيننّ به ، إذ في فهمك له مخزون هائل ، لا بدّ أن يؤهلك لما أنت ساع إليه ومقدم عليه .
حديث الاسبوع -كذب المنجمون ولو صدقوا ٠
لجمعة 25.04.03
في شهر آذار من العام 2000 كان مؤشر الاسهم الالمانية ” داكس ” يقف بأبهة وفخر عند علامة ال 8100 نقطة . بعد أقل من ثمانية أشهر كان قد طأطأ الرأس ووقف عند علامة ال 3600 نقطة . مذذاك عرفنا حركتين تصحيحيتين . واحدة بدأت في آذار من العام 2001 وبلغت الخمسين بالمئة من الخسارة التي كانت قد أصابت السوق . والثانية في اوكتوبر من العام 2002 وبلغت الاربعين بالمئة .
اليوم نحن نعيش منذ ما يقارب الشهر او يزيد عليه بقليل حالة مشابهة اذ بلغت الحركة التصحيحية ما يقارب الثلاثين بالمئة من الخسارة الاخيرة . ا<br>
أمام هذه الحالة كثر المحللون وكثر معهم المنجمون ومعظمهم تنبأبسباق قادم سيعيد الداكس الى حدود الخمسة آلاف نقطة حتى قبل انتهاء هذا العام . منهم من يرتكز في تحليله على ما جرى للاسواق بعد حرب الخليج الثانية اذ عرفت وقتذاك الاسواق أفضل عصر ذهبي في حياتها . ومنهم من يرتكز في رؤيته الى اقتراب موعد الانتخابات الاميركية وهنا لا بد ان تندفع الاسواق الى الامام كما عودتنا الاحداث الماضية . ويضيف البعض الآخر الى هذه الرؤيا مسألة قرب التجديد لرئيس البنك الفدرالي الاميركي ” ألان غرينسبن ” وفي هذه المناسبة يصح عليه ما يصح على الانتخابات الرئاسية ، اذ لا بد له من انتهاج سياسة نقدية لينة لتسهيل هذا الامر .
القائلون بهذه الآراء يقللون من أهمية المنتقدين لنظريتهم والذينيرتكزون الى كون نسبة السعر الى نسبة الربح عالية جدا في اميركا ، فيقولون . ” ان من يعتقد ان هذا هو المؤشر الذي يتحكم بصعود البورصة او هبوطها انما هو على خطأ . ”
أمام كل هذه التنبؤات ، وحيال كل هذه التحليلات ، ما زلنا نحن في بورصة انفو نقف عند الرأي الذي دافعنا عنه في أكثر من مناسبة ، وفي أكثر من مقال . علينا ان نقلل من أهمية تلك التنبؤات الصادرة عن مصانع التفكير العالمية وان نعود الى واقع طالما نبهنا اليه . نحن في مرحلة قد تمتد لتبلغ ما يقارب العشرة من السنين . مرحلة تتراوح بين الامتداد الافقي والانخفاض المتدرج . مرحلة تتزايد فيها مشاكل الاقتصاد الاميركي باستمرار .مرحلة ستزيدها حروب السيد بوش تعقيدا وجدية . مرحلة استهلكت فيها الادارة الاميركية الحالية كل ما كانت الادارة الماضية بعهدة الرئيس كلينتون قد وفرته ، وهي على وشك ان تقع في عجز واضح .
وعليه فعلى كل مستثمر لبيب ، ان يعتصم بالقناعة فيشتري عند تراجع الاسواق ، ما لذ له من الاسهم وطاب ، او ما قدمناه له نحن على طبق مرصع بحسن الاختيار . ثم ان هو رأى في السوق تحسنا ، عليه الا يقع في أحاسيس الغرور او الطمع المفرط ظنا منه ان الوقت قد حان لتحقيق ربح قد يبلغ الخمسمئة بالمئة او أكثر . بل عليه ان يتعود على الاكتفاء بالارغفة الصغيرة الشقراء ، فيبيع ما اشتراه من اسهم ان هو حقق ما يراوح بين ال20 او ال 30 بالمئة . وفي الاوقات العصيبة تغني الارغفة الصغيرة الشقراء هي ايضا عن جوع
حديث الاسبوع – واقع مر … اميركا أمام الاثلاس .
وجد رئيس قسم الاقتصاد في جامعة بوسطن لورانس كوتليكوف وأستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا جيفري ساكس “أن العبء الحقيقي للمشروع الضريبي الجديد في الولايات المتحدة سيصل بنهاية فترة سريانه أواخر العقد الجاري الى زهاء 7 تريليونات دولار ما سيُساهم في رفع العجز المالي الاجمالي للحكومة في واشنطن الى 44 تريليون دولار”.وأكد الأكاديميان أن قيمة العجز المالي الحقيقي الذي يزيد على أربعة أضعاف الناتج المحلي الأميركي هو رقم هائل بكل المقاييس، لكنه لا يقوم على حسابات أكاديمية بل توصل اليه فريق من الاقتصاديين والمحللين في وزارة الخزانة ومجلس الاحتياط الفيديرالي والبيت الأبيض والكونغرس في اطار دراسة أجريت بطلب من وزير الخزانة السابق بول أونيل في الخريف الماضي وكان من المقرر أن تُنشر نتائجها في مشروع موازنة السنة المالية 2004 الذي أصدره البيت الأبيض في شباط (فبراير) الماضي.
ولاحظ الأكاديميان أن الحلول التي اقترحها فريق الاقتصاديين لمعالجة المشاكل الاقتصادية اما مستحيلة التطبيق أو أن آلامها لا تطاق وأشارا الى أن أحد الحلول اقترح زيادة ضريبة الدخل بنسبة 69 في المئة بأثر فوري ودائم واقترح آخر زيادة ضريبة العمل بنسبة 95 في المئة بينما اقترح ثالث خفض المساعدات الاجتماعية والصحية بنسبة 56 في المئة وذهب رابع الى حد اقتراح خفض الانفاق الحكومي بنسبة تزيد على 100 في المئة.br> وأكد الأكاديميان في عرض نشرته صحيفة “بوسطن غلوب” نهاية الاسبوع الماضي أن مشكلة العجز المالي تعتبر حال افلاس لكنها حال لم تجد الحكومة الجرأة للاعتراف بها مشيرين الى أنه مع خروج أونيل من وزارة الخزانة واستبداله في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أسقطت الدراسة التي أوعز الى فريق الاقتصاديين باعدادها ولم تجد طريقها الى مشروع الموازنة.
25,05,03
حديث الاسبوع – تاجر الاسهم آخذ من كل علم بطرف
أسئلة طالما سمعناها من الراغبين في الانخراط في هذا السلك ، او من المتشوقين الى ممارسة تجارة طالما حيرت الكثيرين بتعقيداتها ، واستهوت الالاف ممن يملكون الثروات وممن لا يملكون شيئا منها .
ماذا يجب على العامل في مجال البورصة ان يدرس ؟
ما هي المواد الاكاديمية التي تفيده في عمله ؟
أية شهادة يتوجب عليه ان يحصّل ؟
وجوابنا على مثل هذه الاسئلة سنورده استنادا الى خبرتنا في هذا الحقل آملين الافادة بما قدره الله لنا من قدرة
. علم السياسة ، علم الاجتماع ، علم النفس ، الى شيء من الفلسفة ، هي المواد التي لا بد للمضارب في البورصة ان يدرسها ويمتلك الكثير من خفاياها ليستطيع فهم ما يجري في هذا المكان ولينجح في العبور بسلام بين آلاف الفخوخ التي تنتظره في عمله اليومي .
ان من درس علم التجارة او علم ادارة الشركات والبنوك ، لا شأن له البتة في علم البورصة كما لا قدرة له على فهم ما يجري بين جدرانها وعلى شاشات اجهزتها الالكترونية . ان حامل الدكتوراه في التجارة قد يحقق نجاحا بارعا في ادارة شركته ان كان حذقا شديد الذكاء والحيلة . هو يستطيع بسهولة ان يقدر ما توفره الالات من مدخول او ما تحتاجه الاسواق من انتاج . هو يستطيع ان يجد حلولا ناجعة للمضاربة التي تهدد منتجاته في سوق الاستهلاك . لكن رايه في تطور سهم شركته ليس من الاهمية بشيء . وهو قلما استطاع ان يؤثر على سعر السهم في البورصة . اذ وحدها البورصة ومنطقها الخاص المحكوم بعوامل غالبا ما تكون غريبة هي التي تستطيع التحكم بالدفة وتوجيهها كما تراه مناسبا .
وعلى المضارب ان يلم بفهم تطور سعر سهم شركة ما من الوجهة التقنية ، وينكب على دراسته اكثر من المامه او دراسته لصافي ارباحها او مدخولها او ميزانيتها السنوية . فهذه الاخيرة لا يجب ان تشكل بالنسبة له مركز الثقل في اصدار احكامه .
مهمة المضارب تقارب الى حد كبير مهمة القاضي . فهذا الاخير لم يكن شاهدا على وقوع الجريمة ، وليس بخبير سلاح . لكنه يستمع الى اقوال الشهود ويتلقى تقارير الخبراء ثم يصدر حكمه . المضارب ليس اختصاصيا في الالكترونيات او الطيران او النفط كما وليس عالما بخفايا اجهزة الكمبيوتر او السيارات او الكيمياء ولا يطلب منه ان يكون كذلك . لكنه يتلقى التقارير من هؤلاء الاختصاصيين في كل من هذه المجالات ، يلقي نظرة عليها ونظرة على السياسة الدولية وعلى تطور اسعار الفائدة ثم يصدر حكمه على السهم شراء او بيعا . انه كما يقول الفرنسيون ” الآخذ من كل علم بطرف ” . ان كل ما قرأه ” عبودي ” وكل ما درسه ، وسمع به ، ورآه ، وعايشه ، يفيد ” عبدالله ” في عمله كمضارب .
يتبع في جزء ثان