1-5 = 2+2

حديث الاسبوع   2+2=5-1

في حكمة مأثورة كل الصواب ، وفيها ما يصح ان يطبق على العاملين في البورصة .الحكمة تقول :” المعرفة يمكن لكل انسان ان يحصل عليها ، لكن فن التفكير هو هبة نادرة من الطبيعة .” ليست اللعبة في البورصة كلعبة ” الروليت ” رغم ان ملايين البشر حوّلوا هذه الصالات الى ما يشبه الكازينو بأعمالهم الغريبة ، مما دفع البعض الى القول ان البورصة ليست سوى ” مونت كارلو ” دون موسيقى . ولكن الحقيقة نراها على غير هذه الحال ، فللبورصة موسيقاها الخاصة . تدقّ دقّات خفية لا يلتقطها الا ندرة من المتعاملين ، وهم الذين تميزوا بلاقط بالغ الحساسية والرهافة ، دقيق البرمجة واتنظيم ، سريع الاستقبال والتبليغ.
لا لذة في الأرض تحاكي لذة تشعر بها عندما تكتشف انك كنت على صواب في تقدير أصدرته أو في حكم أجريته في ما يتعلق بتطور سهم من الأسهم أو وجهة عملة من العملات . ان تلك اللذة تفوق في الغالب لذة ربح المال بعد عقد الصفقة والفوز بها.
ان نحن شئنا تشبيه لعبة البورصة بلعبة أخرى ، فانما هي أشبه ما تكون بلعبة ورق مقابل خصم خطير وباوراق مقلوبة . هي ليست بأية حال عملية حسابية ، لأن العالم مليء بالمفاجآت الغير متوقعة والمستجدات الغير محسوبة.
حتى ولو صحت كل الحسابات ، ودرست كل الاحتمالات ؛ حتى لو أخذت كل الأحتياطات ، وسجلت كل التوقعات ؛ فهذا لا يعني بالضرورة ضمان النجاح وحصول الربح .
قال واحد من العتاق في هذا المجال :” اكتشفت قبل 40 سنة _ وذلك هو سر نجاحي _ ان المعادلة الحسابية المبنية على المنطق والقاضية بحتمية الحصول على الرقم 4 ان نحن جمعنا 2 + 2 لا يمكن ان يصح في البورصة . بل ما يصح هو ان 2+2 تساوي 5-1 والمقصود في هذه المعادلة الغريبة هو ان النتيجة تأتي دوما في البدء مخالفة لما خطط له المتعامل ، ثم تعود الى ما انتظره منها . في النهاية لا بد لمنطق البورصة ان يسود . لكن السر هو في ان تستطيع انتظار هذه ال -1 وهذا هو الأمر الفائق الصعوبة الذي يجعل من 10% فقط من المتعاملين والمضاربين في البورصة ينجون من شراك هذه المعادلة البسيطة (-1) انهم يفتقرون دوما الى شيء ما ، يحسون دوما نقصا ما ، انه الصبر، او المال ، او الاقتناع بمبدأ ال (-1) . ولهذا السبب اردد دوما ان ذلك المال الناتج من هذا العمل ، انما هو في الحقيقة تعويض عن أوجاع.
في المرحلة الأولى تأتي الأوجاع ثم يليها المال بعد ذلك كأنما ليعوض شيئا منها.