”إذا شرعت أجزاء أكبر من الاقتصاد العالمي في خطط لاستئناف النشاط وتطبيع الأوضاع بدرجة ما، فقد يساعد ذلك أسعار النفط على الوقوف فوق أرض أصلب في مايو أيار، وبدعم من انطلاق تخفيضات معروض أوبك+.“
تباينت أسعار النفط يوم الجمعة حيث ألقت بيانات ضعيفة للاقتصاد الصيني وتنامي مخزونات الخام في الولايات المتحدة بظلالها على خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة فتح الاقتصاد المغلق بسبب جائحة فيروس كورونا.
سجلت العقود الآجلة للخام الأمريكي أدنى مستوياتها في 19 عاما، مواصلة خسائرها بالمقارنة مع خام القياس العالمي برنت، لأسباب منها اقتراب أجل عقد أقرب استحقاق الحالي تسليم مايو أيار. لكن العقود الأطول تراجعت هي الأخرى مع تنامي المخزونات، في حين يتوقع المنتجون والمتعاملون تخفيضات إنتاج في الأشهر المقبلة.
ظلت أسعار النفط ضعيفة حتى بعد إعلان منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجين آخرين مطلع الأسبوع اتفاقا لخفض الإنتاج نحو عشرة ملايين برميل يوميا في مواجهة طلب ضعيف.
وبحلول الساعة 1548 بتوقيت جرينتش، كانت عقود برنت مرتفعة 56 سنتا بما يعادل اثنين بالمئة لتصل إلى 28.36 دولار للبرميل، في حين نزل الخام الأمريكي تسليم يونيو حزيران، الذي أصبح العقد الأنشط لليوم، 32 سنتا أو 1.3 بالمئة ليسجل 25.19 دولار.
وهوى عقد مايو أيار الأقل نشاطا 1.69 دولار أو 8.5 بالمئة إلى 18.16 دولار، قبيل حلول أجله في 21 ابريل نيسان مع مسارعة المستثمرين بالانتقال منه إلى عقد يونيو حزيران.
انكمش الاقتصاد الصيني 6.8 بالمئة على أساس سنوي في الأشهر الثلاثة حتى 31 مارس آذار، في أول تراجع من نوعه منذ بدء رصد الأرقام الفصلية في 1992. وتراجع إنتاج مصافي التكرير اليومي في الصين إلى أدنى مستوياته في 15 شهرا، لكن ثمة مؤشرات على تعاف مع بدء تخفيف إجراءات احتواء فيروس كورونا.
استمدت الأسعار بعض الدعم من تخطيط الولايات المتحدة لتخفيف إجراءات الإغلاق بعد أن أعلن ترامب خطوطا إرشادية للولايات لقيام بذلك على ثلاث مراحل، لكن الدعم المبكر لأسعار برنت لم يعمر طويلا.
فالطلب العالمي على الوقود مازال منخفضا نحو 30 بالمئة. حدا ذلك منتجين رئيسيين من بينهم روسيا، في إطار مجموعة أوبك+، للموافقة على خفض الإنتاج عشرة ملايين برميل يوميا.
لكن تلك التخفيضات تأتي بعد تراجع الطلب على الوقود وتضخم المعروض لعدة أسابيع. وانهارت الأسعار بسبب تلك التخمة، ومن المتوقع أن تواصل التراجع.