رفعت ألمانيا اليوم الخميس “مستوى الإنذار” في إطار خطتها الطارئة لتأمين إمدادات الغاز رداً على نقص الإمدادات الروسية لكنها لم تسمح للمنشآت بتحميل العملاء أسعار الطاقة المرتفعة.
وهذا الإجراء أحدث تصعيد للأزمة بين أوروبا وموسكو منذ حرب روسيا لأوكرانيا الذي كشف عن اعتماد القارة على إمدادات الغاز الروسي وتسبب في بحث محموم عن مصادر طاقة بديلة.
Gazprom تخفض إمدادات الغاز إلى ألمانيا وإيطاليا
قال أليكسي ميللر، الرئيس التنفيذي لشركة Gazprom، إن موسكو ستلتزم بقواعدها الخاصة بعد قطع إمدادات الغاز اليومية عن ألمانيا وإيطاليا.
وقال ميللر خلال حلقة نقاش في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي: “منتجنا ، قواعدنا.. نحن لا نعمل وفقًا للقواعد التي لم نكتبها”.
وفي الأسبوع الماضي، خفضت شركة Gazprom شحناتها من الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب نورد ستريم، بعد أن قالت شركة Siemens الألمانية قد أخرت أعمال إصلاح وحدات الضغط في محطة الضغط في بورتوفايا.
وأبلغت شركة الطاقة الإيطالية العملاقة ENi عن مشكلات قائلة إنها ستتلقى 65% فقط من الغاز المطلوب اليوم الخميس من Gazprom.
وقالت Gazprom إن الصادرات إلى دول لا تنتمي إلى الاتحاد السوفيتي السابق تراجعت 28.9% بين الأول من يناير كانون الثاني و 15 يونيو حزيران مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
تدهور العلاقات بين روسيا وألمانيا
أثار تراجع تدفقات الغاز المخاوف هذا الأسبوع من أن ألمانيا ربما تتعرض لركود إذا توقفت الإمدادات الروسية تماماً.
وتعد هذه الخطوة تحولاً رئيسياً في سياسة ألمانيا التي تقيم علاقات قوية في مجال الطاقة مع موسكو منذ الحرب الباردة.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك في بيان “يجب ألا نخدع أنفسنا، خفض إمدادات الغاز يعد هجوما اقتصاديًا علينا من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وتابع “نأمل أن نتجنب تقنين الغاز لكن ذلك ليس أمرا مستبعدًا، من الآن فصاعدًا، الغاز سلعة نادرة في ألمانيا، وبالتالي نحن مضطرون لتقليل استهلاك الغاز كوننا بالفعل في الصيف حاليا”.
ماذا يعني مستوى الإنذار في ألمانيا؟
يعني “مستوى الإنذار”، وهو المرحلة الثانية من خطة الطوارئ المكونة من ثلاث مراحل، أن السلطات تري خطورة عالية في نقص الإمدادات على المدى الطويل.
وتنص الخطة على بند يسمح للمنشآت بتحميل قطاع الصناعة والأسر الأسعار المرتفعة على الفور.
وقال هابيك إن ألمانيا لم تصل بعد لهذه المرحلة لكن يمكن العمل بهذا البند إذا شحت الإمدادات واستمر ارتفاع الأسعار.
وكان من المتوقع الانتقال إلى المرحلة الثانية حين خفضت شركة Gazprom الروسية تدفقات الغاز عبر خط الأنابيب (نورد ستريم2) إلى 40% فقط من طاقتها الأسبوع الماضي.
وتنفي روسيا أن يكون خفض الإمدادات متعمدا. وقال الكرملين اليوم الخميس إن روسيا تفي بدقة بجميع التزاماتها تجاه أوروبا.