بسبب أسعار الفائدة صندوق النقد الدولي يقلص توقعاته لنمو الاقتصاد الأميركي..وواشنطن ترد

 

قلص صندوق النقد الدولي اليوم الجمعة توقعاته لنمو الاقتصاد الأميركي بسبب زيادات جريئة في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفدرالي، لكن الصندوق توقع أن الولايات المتحدة ستتجنب “بالكاد” ركودًا اقتصاديًا.

وقال صندوق النقد الدولي في تقييم سنوي للسياسات الاقتصادية الأميركية إنه يتوقع الآن نمو إجمالي الناتج المحلي الأميركي بنسبة 2.9% في 2022 مقابل أقرب توقع له ونسبته 3.7% في أبريل نيسان.

وبالنسبة لعام 2023 خفض صندوق النقد الدولي توقعه لنمو الاقتصاد الأميركي إلى 1.7% من 2.3%، ويتوقع الآن معدل نمو ضئيلًا نسبته 0.8% لعام 2024.

 

 

تحديات اقتصادية

قالت كريستالينا جورجيفا المديرة العامة لصندوق النقد الدولي في بيان “ندرك أن هناك دربًا يزداد ضيقًا لتجنب كساد في الولايات المتحدة” مشيرة إلى أن هذا التصور ينطوي على درجة كبيرة من الغموض.

وقالت جورجيفا “الاقتصاد يواصل التعافي من جائحة كورونا كما أن الصدمات القوية ما زالت تعصف بالاقتصاد من آثار الحرب الروسية الأوكرانية ومن عمليات الإغلاق في الصين”.

وأضافت “من المؤكد أن حدوث مزيد من الصدمات السلبية سيجعل الوضع أكثر صعوبة”.

 

واشنطن ترد على صندوق النقد الدولي

قالت وزارة الخزانة الأميركية اليوم الجمعة ردًا على تقليص صندوق النقد الدولي توقعه لنمو الاقتصاد الأميركي إنها تقدر الرؤية الاقتصادية التي قدمها الصندوق.

من جهة أخرى، قال جورجيفا أن مناقشاتها مع وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين ورئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول “لا تترك مجالًا للشك في التزامهما بخفض التضخم مرة أخرى”.

الدولار يتعثر .. فيما تزيد أسعار الفائدة مخاوف الركود

انخفض الدولار الأميركي مقابل العملات الرئيسية الجمعة 24 يونيو حزيران، في طريقه إلى أول خسارة أسبوعية هذا الشهر، إذ يواصل المستثمرون تقييم سياسة مجلس الاحتياطي الفدرالي وما إذا كانت الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة ستؤدي إلى ركود.

وفقدت العملة الأميركية، التي تعد ملاذاً آمناص، الدعم أيضاً وسط تحسن المعنويات في السوق، وارتفاع البورصات الإقليمية وصعود العملات ذات المخاطر العالية مثل الدولارين الأسترالي
والنيوزيلندي.

وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات منافسة، 0.2% إلى 104.19 في آسيا، بعد ارتفاعه في اليوم السابق 0.19% الذي كان مدفوعاً في الغالب بانخفاض اليورو بعد بيانات ضعيفة لمؤشر مديري المشتريات في أوروبا قلصت الرهانات على زيادة كبيرة لأسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي.

وشهد الدولار تقلباً هذا الأسبوع، وتراهن الأسواق الآن على مزيد من الإجراءات الحذرة من جانب مجلس الاحتياطي الفدرالي عقب زيادة أخرى متوقعة في سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في يوليو تموز.

وانخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.42% خلال هذه الفترة.

وأدت المخاوف من الركود إلى تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية خلال الليل، مما حد من دعم رئيسي للدولار، مع انخفاض عوائد السندات لأجل 10 سنوات لأدنى مستوى في أسبوعين.

وتراجع الدولار مقابل الين 0.2% إلى 134.66، والعملة اليابانية حساسة للغاية للتغيرات في العوائد الأميركية.

وعلى مدار الأسبوع انخفض الدولار 0.25% أمام الين ومن المتوقع أن يقطع سلسلة مكاسب بلغت 6.19% على مدى 3 أسابيع.

وارتفع اليورو 0.22% إلى 1.05435 دولار، ولكن بعد تراجعه بنسبة 0.44% خلال الليل بعد أرقام أضعف من المتوقع لمؤشري مديري المشتريات في ألمانيا وفرنسا.

وأطلقت ألمانيا أيضا “مرحلة الإنذار” من خطتها الطارئة للغاز أمس الخميس ردا على تراجع الإمدادات الروسية.

على الرغم من ذلك، سجل اليورو ارتفاعاً خلال الأسبوع بنسبة 0.52% مقابل الدولار.

وانتعش الجنيه الإسترليني 0.14% إلى 1.22785 دولار، مما يضعه على مسار تحقيق ارتفاع أسبوعي بنسبة 0.48% من شأنه أن ينهي سلسلة خسائر استمرت 3 أسابيع.

الاتحاد الأوروبي يستعد لحياة بدون الغاز الروسي وسط ارتفاع التضخم

اجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي الجمعة 24 يونيو حزيران، للاستعداد لمزيد من الخفض في إمدادات الغاز الروسي والحد من تأثير ذلك على التضخم والبحث عن إمدادات بديلة، واتهموا موسكو باستخدام الطاقة “كسلاح” من خلال تقليص الإمدادات الذي حذرت ألمانيا من أنه قد يعطل صناعتها جزئياً.

وبعد يوم من الاحتفالات بوضع كييف على طريق الانضمام إلى التكتل، كانت القمة التي عُقدت اليوم الجمعة في بروكسل فرصة لتحليل التأثير الاقتصادي للحرب الروسية الأوكرانية.

وقال كريسيانيس كارينز رئيس وزراء لاتفيا “لقد تلاشى مفهوم الطاقة الرخيصة، وتلاشى مفهوم الطاقة الروسية بشكل أساسي، ونحن جميعاً في طور تأمين مصادر بديلة”، مضيفاً أنه يتعين على الحكومات “دعم شرائح المجتمع التي تعاني أكثر من غيرها”.

وسينحي زعماء دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 باللائمة في الارتفاع الهائل في الأسعار وتراجع النمو العالمي على الحرب التي بدأت قبل 4 أشهر بالضبط، بحسب مسودة بيان القمة التي اطلعت عليها رويترز.

وفي أعقاب العقوبات الغربية غير المسبوقة المفروضة بسبب الحرب الروسية، تأثرت حتى الآن عشرات الدول الأوروبية بشدة من خفض تدفقات الغاز من روسيا.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي قبل محادثات اليوم الجمعة “إنها مسألة وقت فقط قبل أن يوقف الروس جميع شحنات الغاز”.

وحذر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك من أن بلاده قد تواجه نقصاً في الغاز إذا ظلت الإمدادات الروسية منخفضة كما هي حالياً، وسيتعين إغلاق بعض الصناعات مع حلول الشتاء.

واعتماد الاتحاد الأوروبي على روسيا في ما يصل إلى 40% من احتياجاته من الغاز قبل الحرب، وتزيد النسبة إلى 55% بالنسبة في حالة ألمانيا، مما أحدث فجوة كبيرة لسد سوق الغاز العالمي الذي يعاني نقصاً بالفعل.