لماذا يخطئ البعض في قرار عدم الاستثمار وقت تذبذبات سوق الأسهم؟

انخفض مؤشر “إس أند بي 500” الأوسع نطاقاً بسوق الأسهم الأمريكية بنسبة 13% خلال عام 2022، ورغم هذا التراجع، إلا أن غالبية الأمريكيين لا يقبلون على شراء الأسهم رخيصة السعر.

وكشف مسح أجرته شركة “Allianz Life” أن 1 فقط من بين كل 4 أمريكيين يرون أن الوقت الحالي مناسب للاستثمار في سوق الأسهم، في حين يظن 65% أنه من الضروري الاحتفاظ بالأموال حوزتهم بدلا من استثمارها في الأسهم خشية خسارتها.

هذه المخاوف تبدو منطقية نوعاً ما، فأي استثمار يمكن أن يكون مآله الخسارة، والخسارة مؤلمة للكثيرين خاصة الذين يخططون للعيش على عائد استثماري قصير الأجل.

لكن في حالة التخطيط لاستثمار طويل الأجل لسنوات مثلاً، فإن قرار إبقاء الأموال بعيداً عن سوق الأسهم يعد خطأ فادحاً.

والملاحظ أنه عندما يبلي السوق بلاءً حسناً، يقبل الكثيرون على ضخ أموالهم للاستثمار بالأسهم، وعندما يكون هابطاً، فإنهم يعزفون عن الشراء، وهذا هو الخطأ الفادح، فالخبراء يرون ضرورة أن يحدث العكس تماماً من ذلك.

وسرد خبراء عدة أسباب تؤكد أن الاحتفاظ بالأموال وعدم استثمارها في سوق الأسهم الأمريكية حالياً قرار خاطئ حتى لو بدت الصورة قاتمة:

 

للمستثمرين الشباب: الوقت في صالحكم

 

ربما يحتفظ البعض بأمواله جانباً لأنه ينتظر هدوء السوق، ولكن لو كان هذا المستثمر لا يقترب من التقاعد، فإنه بذلك يضحي بأصل بالغ القيمة، ألا وهو الوقت.

يعني ذلك أنه كلما كان المستثمرلا يقترب من سن التقاعد، كلما كان في حاجة أكبر للاستثمار بالسوق، وذلك لأنه كلما أتاح الشخص مزيداً من الوقت لإدارة استثماره، كلما زادت فرص تعافي السوق من الهبوط وتعويض الخسائر.

لنفترض أن شابًا يبلغ من العمر 22 عامًا يخطط للتقاعد عند 67 عامًا يستثمر في البداية 1000 دولار في سوق الأسهم، ثم يتبع ذلك استثمار بنحو 100 دولار شهرياً. إذا كانت محفظته تحقق عائدًا سنويًا بنسبة  ٪، فسوف يتقاعد وفي حوزته ما يقرب من 405,000 دولار ، وفقًا لحساب CNBC Make It من الفائدة المركبة. وإذا بدأ بعد خمس سنوات فقط بناء على نفس الحسابات، فإن ما إجمالي ما سيحصل عليه سينخفض إلى 280 ألف دولار.

 

حدد وقتك بالسوق: وإلا “سيفوتك الصعود”

 

ربما يقول قائل: “لن أنتظر خمس سنوات لاسترداد أموالي من السوق. أنا فقط أنتظر حتى يصل السوق إلى القاع حتى أتمكن من اللحاق بالركب مرة أخرى”.

وإليك المشكلة: من أجل تحقيق مكاسب طويلة الأجل، يجب أن تستثمر في أفضل أيام السوق. ومثل هذا المشار إليه سلفاً غالبا ما يأتي مباشرة بعد الأسوأ.

على مدار فترة 20 عامًا المنتهية في 31 ديسمبر 2021، حقق مؤشر S&P 500 عائداً بمعدل سنوي قدره 9.52٪. عند استثناء أفضل 10 أيام من تلك الفترة، سوف ينخفض العائد إلى 5.33٪، وفقًا لتحليل من بنك “JPMorgan”. خلال تلك الفترة ، حدثت سبعة من أفضل أيام السوق بعد أسبوعين من أسوأ 10 أيام.

علاوةً على ذلك، لا يعلم أحد متى سيصل السوق إلى القاع، وما هو هذا القاع؟، ولكن في أوقات الهبوط، يفقد المرء فرصاً استثمارية مربحة عند ابتعاده عن السوق، أي أنك إذا أبقيت الأموال خارج السوق، فسوف يفوتك الصعود. وأسوأ شيء يمكنك فعله هو عدم التواجد في السوق عندما يبدأ في التحول.

 

استثمر باستمرار خلال الأسواق الهابطة

 

لا أحد يستمتع برؤية أرقام حمراء كبيرة على محفظته الاستثمارية، ولكن إذا كنت تستثمر على المدى الطويل بمحفظة متنوعة على نطاق واسع، فهذا ليس بالضرورة أمراً سيئاً.

يقول “جيريمي فنجر”، مخطط مالي معتمد ومؤسس شركة River Bend Wealth Management: “يجب أن تتمنى هبوط السوق حتى تتمكن من الشراء بأسعار رخيصة”. “ثم، إذا تمكنت من التقاط أصابعك مثل الجني، فأنت تريد أن يرتفع السوق قبل أن تتقاعد.”

لا أحد قادر على التحكم في سوق الأسهم بطريقة سحرية، ولكن كمستثمر يمكنك التحكم في كيفية التعامل مع تقلباته. ومن أفضل الطرق استثمار مبلغ محدد بالدولار على فترات متسقة. هذه الإستراتيجية، المعروفة باسم متوسط تكلفة الدولار، تضمن فعليًا شراء المزيد من الأسهم عندما تكون أرخص، وشراء أسهم أقل عندما تكون أكثر تكلفة – بشكل فعال، أي الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع.

في الوقت الحالي ، يميل السوق أكثر إلى جانب “الشراء المنخفض”، كما يشير آرون كلارك ، CFP ومؤسس Gig Wealthy، حيث علق: “ستحصل على نقطة دخول رائعة خلال الثلاثين عامًا القادمة من الاستثمار”. “وإذا انخفض أكثر من ذلك بقليل، فلا بأس. سيكون وقتًا أفضل للحصول على أموالك”.