تترقب الأسواق صدور بيانات اقتصادية هامة خلال الأسبوع الحالي خاصة في ظل قوة الدولار واستمرار المخاوف المتكررة حول دخول اقتصادات الدول في ركود. وسيركز المستثمرون بشكل رئيسي على تصريحات رئيس الفدرالي الأميركي خلال مؤتمر جاكسون هول ومصير السياسة النقدية خاصة مع ترقب صدور أرقام مؤشر التضخم المفضل للفدرالي. وستسيطر أيضاً بيانات مؤشر مديري المشتريات على الأسواق في أوروبا وأميركا لتعطي مزيد من الوضوح حول الركود الاقتصادي.
مؤشر مديري المشتريات:
من المنتظر أن تصدر بيانات مؤشر مديري المشتريات الخدمي والصناعي والمركب لعدة دول في 23 من أغسطس من ضمنها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى منطقة اليورو وأميركا، وتعتبر الأرقام المرتقبة لها أهمية كبيرة في تحديد مسار الركود الاقتصادي حيث في حال صدور القراءة فوق مستويات 50 فبذلك تظهر الأرقام أن الاقتصاد ما زال في مرحلة نمو حتى في حال تباطؤ الأرقام فيما لو شهدنا أرقام دون مستويات 50 فإنها تظهر إنكماشاً في الأعمال الأمر الذي ينذر من أن الركود على الأبواب. وتشهد أميركا مؤخرا انكماشا في أرقام مؤشر مديري المشتريات المركب والخدمي خلافا لأرقام الصناعة.. وتشير التقديرات إلى أن بعض الأرقام ستستمر في الانكماش من ضمنها الخدمي عند 49.1 فيما كانت أرقام يوليو عند 47.3 أما في أوروبا فمن المنتظر أن تبقى أرقام ألمانيا ومنطقة اليورو في منطقة الانكماش أما بريطانيا فتشير الأرقام إلى أنها ستتماسك فوق مستويات 51 لكنها ما زالت بالقرب من معدلات الانكماش
Tesla:
في 24 من أغسطس، ستتركز الأنظار بنهاية الجسلة على تفعيل Tesla بند تجزئة أسهم الشركة والتي ستكون 3 أسهم مقابل السهم الواحد.. ويتداول سهم Tesla فوق مستويات 800 دولار خلال الأيام الأخيرة حيث سيتم تحديد السعر بنهاية الجلسة على أن يبدأ التداول على السعر الجديد في جلسة 25 من أغسطس. وخسر سهم Tesla منذ بداية العام ما يقرب 15% وذلك في ظل الموجة البيعية الكبيرة التي سيطرت على البورصات الأميركية والعالمية. ويعود تاريخ آخر تجزئة لسهم Tesla لعام 2020. في ذلك الوقت، تم تجزئة 5 أسهم مقابل السهم الواحد كان يتم تداول سهم Tesla عند حوالي 1300 دولار للسهم لكن مع إعلان تجزئة الأسهم أدى ذلك إلى ارتفاع سعر سهم الشركة إلى مستوى قياسي بلغ 2000 دولار. ويعتبر قرار التجزئة وسيلة تتبعها الشركات من أجل جعل سعر السهم مناسباً للمتداولين الأفراد لإضافته داخل المحفظة.
جاكسون هول:
تراقب الأسواق عن كثب في 25 من أغسطس ندوة “جاكسون هول” والتي تعتبر ندوة سنوية اقتصادية برعاية الاحتياطي الفدرالي في مدينة كانساس سيتي منذ عام 1978 وتعقد في جاكسون هول منذ عام 1981. وتركز الندوة كل عام على قضية اقتصادية تواجه دول العالم. ومن بين المشاركين محافظو البنوك المركزية ووزراء المالية البارزون ، بالإضافة إلى شخصيات أكاديمية بارزة ولاعبين بارزين في الأسواق المالية من جميع أنحاء العالم. ومن المتوقع أن يتحدث رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول خلال هذه الندوة السنوية ويلقي بعض الضوء على وتيرة رفع معدلات الفائدة في المستقبل وبيانات التضخم، وترجح الأسواق في الوقت الحالي أن يرفع الفدرالي خلال اجتماعه القادم في سبتمبر الفائدة 50 نقطة أساس على الرغم من تصريحات رئيس الاحتياطي الفدرالي في سانت لويس جيمس بولارد حول إمكانية دعمه لقرار رفع الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس جديدة في الاجتماع القادم.
مؤشر التضخم المفضل للفدرالي:
الأسواق والأصول الأميركية على موعد مع العديد من البيانات الاقتصادي من ضمنها طلبات السلع المعمرة الأساسية ومبيعات المنازل المعلقة إضافة إلى الميزان التجاري والقراءة الثانية للناتج الإجمالي المحلي في الربع الثاني وأخيراً طلبات إعانة البطالة. إلا أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في يوليو الذي من المرتقب صدور أرقامه في 26 من أغسطس سيكون له تركيز خاص وذلك بالتزامن مع تصريحات رئيس الفدرالي المرتقبة إضافة لاعتبار الفدرالي يراقب هذا المؤشر بشكل مباشر ويعتبر المؤشر المفضل للفدرالي. وكان المؤشر قد سجل خلال شهر يونيو أعلى قراءة له منذ عام 1982 عند 6.8% فيما جاءت الأرقام دون احتساب الغذاء والطاقة عند مستويات 4.8% ومن المتوقع تراجعها بشكل طفيف إلى 4.7%
الاقتصاد الألماني:
في أوروبا وتحديداً ألمانيا، يراقب المستثمرون مؤشر Ifo لمناخ الأعمال ومؤشر GFK لمناخ المستهلك خلال 25 و 26 من شهر أغسطس، وتعتبر القراءات القادمة لها أهمية خاصة بعد تسجيل مؤشر GFK مستويات متدنية جديدة خلال أغسطس عند -30.6 وتشير التقديرات إلى أن الأرقام ستستمر في التراجع إلى -31.5 عند مستوى متدني جديد، أما بالنسبة إلى مؤشر Ifo فالأرقام المسجلة الشهر الماضي عند 88.6 هي الأدنى في أكثر من عامين بفعل ارتفاع أسعار الطاقة وتشير التقديرات إلى أن القراءة ستتراجع مجدداً نحو مستويات 86.7 مما يزيد من المخاوف حول ركود أكبر اقتصاد في أوروبا.