الأرشيف اليومي: 04/03/2023
لبنان بلد فريد وفق كل المعايير
لبنان بلد فريد على أصعدة عدّة، إيجابياً وسلبياً، فاجأ ويُفاجىء، وسيفاجىء العالم. نفخر باللبنانيين، الذين يتميّزون بفرادتهم في دول المنطقة والعالم، ويُصدرّون ليس فقط سلعهم، لكن خصوصاً نجاحاتهم وإبداعاتهم. نجحوا بزرع علم الأرز حول الكرة الأرضية، وحتى لو هربوا من لبنان، يأساً واضطراباً، فقد بنوا لبناناً صغيراً، إينما حطّوا، في العالم. نفخر باللبنانيين والرياديين والمستثمرين والمغتربين الفريدين.
من الجهة السلبية، إنّ لبنان البلد الوحيد والفريد من نوعه الذي صنع بيديه أكبر أزمة إقتصادية وإجتماعية في تاريخ العالم، بحسب مرصد البنك الدولي، وعوضاً عن المحاولة لوقف الإنهيار والتدمير الذاتي، يتابعون الحفر عميقاً في النفق السوداوي عينه، نحو القعر والإرتطام.
إن لبنان، البلد الوحيد في العالم، الذي بنى داخلياً قنبلة نووية، وجرّبها بشعبه، وطمر الحقيقة، ويُحاول طيّ الصفحة، كأنّ شيئاً لم يكن.
إن لبنان البلد الفريد من نوعه الذي أهدر وأفسد وسرق ليس فقط مئات المليارات من الدولارات، من البلدان المانحة، والتي كانت مخصصة لبناء البنى التحتية، لكنه أهدر أيضاً أموال وجنى عمر شعبه وودائعهم. وبعد صرف مليارات الدولارات، لتأمين التيار الكهربائي لشعبه، وهدر مليارات الوعود الفاسدة والوهمية، نفّذ وعده، لكنه بالعكس، وها هو يؤمّن 23 ساعة من الظلام، والذل والإحباط والحرمان.
لبنان البلد الفريد من نوعه، الذي وعد بالخصخصة، والشراكة بين القطاعين العام والخاص، ونفّذ خصخصة المافيات، والشراكة بين المهربين والمروجين، عوضاً عن المستثمرين والرياديين.
لبنان البلد الوحيد من نوعه، الذي دمّر بيوت شعبه مرات عدة، ومن نواح عدة، ولا يزال يخلق الإستراتيجيات للتدمير الذاتي الشامل.
لبنان البلد الوحيد الذي خلق عبارات جديدة، للحرية والديموقراطية، واخترع بدعة الديموقراطية التوافقية، التي تناقض بعضها وهي بالحقيقة، تطعن بمعنى الديموقراطية وأساس التوافق.
لبنان البلد الوحيد الذي دمر قطاعه الخاص، واقتصاده الأبيض على حساب قطاع التهريب والترويج، والإقتصاد الأسود.
لبنان البلد الوحيد، الذي يريد قطع جذوره وطمر تاريخه على حساب شعبه، وماضيه وحاضره ومستقبله.
لبنان البلد الوحيد الذي يلحق شعبه ويصفّق لجلاديه وبعد عقود من الشعارات الكاذبة والوهمية والفارغة، لا يزال يلحق الذين طمروه بالوحول والرمال المتحركة، التي تغرقه يوماً بعد يوم.
في المحصّلة، لبنان واللبنانيون هم الشعب الوحيد الذي لم ولن يستسلم، فاقتصاده يلين، ينزف، لكن لن ينكسر ولن ينهار. أولاده يهربون باحثين عن حياة أفضل، لكن يعودون إليه ولن يتخلّوا عن أرضهم الأم. لبنان البلد الوحيد، الذي مات مرات عدة، لكنه قام من جديد ونَما نحو آفاق أبعد. إننا واثقون من أنّ اللبنانيين سيصمدون ويُثابرون وسيتغلبون على كل الأزمات، مسلّحين بحبهم للحياة وشرفهم وعزيمتهم، وطموحاتهم، وريادتهم، خصوصاً أنهم مباركون ومحميّون من اليد الإلهية التي تحمي لبنان وهذه الأرض المقدسة.
د. فؤاد زمكحل