أعلنت الجهات التنظيمية إغلاق بنك سليكون فالي اليوم، بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها البنك أمس وخلال جلسة ما قبل الافتتاح. وتعهدت هيئة تأمين الودائع الفيدرالية بتأمين الودائع البنكية التي كانت بحيازة البنك.
استهلت أسواق الأسهم الأمريكية تعاملات جلسة، اليوم الجمعة، على خسائر حادة بعد لحظات قليلة من صدور بيانات التوظيف الأمريكية التي أشعلت الأسواق خلال الدقائق الماضية، وعلى وقع الأزمة الحادة التي تشهدها البنوك بعد انهيار بنك “سيليكون فالي – SVB Financial Gro (NASDAQ:SIVB)”.
وعلى وقع بيانات التوظيف المخالفة للتوقعات التي صدرت منذ قليل، عزز مؤشر الدولار من هبوطه القوي مما ساهم في ارتفاع الذهب بشكل عنيف.
بيد أن اضطراب الأسواق لم يتوقف عند هذه الحد، إذ محا المستثمرون القلقون 52.4 مليار دولار من القيمة السوقية لأكبر أربعة بنوك في الولايات المتحدة (من حيث الأصول)، وسط مخاوف بشأن قيمة محافظ سندات المقرضين. وتراجعت أسهم البنوك في البورصات العالمية اليوم ولم يتوقف الأمر عند البورصة الأمريكية فقط.
وشهد مؤشر«كي بي دبليو بنك»، في الولايات المتحدة، الخميس، أسوأ يوم له منذ يونيو 2020، حيث تخلى أعضاؤه عن أكثر من 90 مليار دولار من القيمة. وفي أوروبا، اليوم الجمعة، خسرت أكبر البنوك أكثر من 40 مليار دولار من قيمتها السوقية.
صدرت منذ قليل بيانات التوظيف أعلى من توقعات الخبراء، ولكنها جاءت أقل من أرقام الشهر السابق مما يحفز الفيدرالي نحو تخفيف وتيرة التشديد، حيث إن الفيصل الآن في تسعير الفائدة هي بيانات التضخم المقرر صدورها الأسبوع القادم.
وعلى الجانب الآخر، جاءت بيانات البطالة لتعكس ما يريده الفيدرالي، الذي يرغب في رؤية بطالة أكبر لتحقيق ركود ناعم والسيطرة على التضخم، حيث ارتفعت بأكبر من توقعات الخبراء وأكبر من النسبة المسجلة في شهر يناير.
أضاف الاقتصاد الأمريكي 311 ألف وظيفة عن شهر فبراير، فيما توقع الخبراء إضافة 205 ألفًا فقط، بينما تخفيض القراءة المسجلة في يناير من 517 ألفًا إلى 504 ألف.
فيما أضاف أيضًا بالقطاع الخاص غير الزراعي 265 ألف وظيفة، وكانت تشير التوقعات إلى إضافة 210 ألفًا فقط، ولكنها أقل من القراء السابقة التي سجلت 386 ألف.
وعلى الجانب الآخر، ارتفع معدل البطالة الأمريكية بـ 3.6%، فيما توقع الخبراء أن تظل النسبة كما كانت في يناير عند 3.4%.
وارتفع متوسط الأجور في الساعة على أساس شهري بواقع 0.2%، أقل من توقعات الخبراء الذي توقعوا ارتفاعًا بـ 0.3% وهي النسبة ذاتها المسجلة في يناير. أما على أساس سنوي فقد صعد بـ 4.6% فيما توقع الخبراء أن يرتفع بـ 4.7% فقط، بيد أن قراءة يناير كانت 4.4%.
أزمة المصارف الأمريكية
تعرضت أسهم أحد أكبر البنوك الأمريكية إلى هبوط قياسي خلال تداولات أمس الخميس حيث تبخرت أكثر من 60% من قيمة بنك “سيليكون فالي – SVB Financial Gro (NASDAQ:SIVB)” السوقية، وذلك بسبب مخاوف من السيولة لدى البنك، خاصة بعد الخسائر الحادة التي مني بها البنك بسبب مبيعات السندات التي تأثرت بسياسات الفيدرالي، ليتوقف التداول على سهم البنك خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم.
يأتي ذلك بعدما قال البنك إنه باع “جميع” أوراقه المالية المتاحة للبيع ويتطلع إلى جمع 2.25 مليار دولار بين الأسهم العادية والأسهم الممتازة القابلة للتحويل، ولكن أفادت الشركة منذ قليل أن محاولات جمع هذه التمويلات قد فشلت وتدخل الآن في محادثات لبيع نفسها.
وكانت الأخبار كافية لإرسال موجات صدمة عبر القطاع المصرفي الأمريكي بأكمله، حيث تراجع مؤشر ناسداك بأكثر من 0.7% – أكثر المؤشرات تراجعًا – متأثرًا بالانهيار الذي شهده سهم بنك “سيليكون فالي”.
وفي اللحظات القليلة الماضي، أفادت بعض المصادر بأن عملاء البنك حاولوا سحب ملايين الدولارات من حساباتهم ولكن لم يستطيعوا. حيث تظهر الخدمات المصرفية عبر الإنترنت وخدمات الهاتف المحمول أنها غير متوفرة لبعض العملاء.
أسباب الأزمة.. ليس البنك الوحيد
اضطر البنك إلى تصفية جزء كبير من محفظة الأوراق المالية الخاصة بها لتلبية الطلب على النقد، ولأن أسعار السندات قد انخفضت بشكل حاد نتيجة رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة خلال العام الماضي، فقد توقع البنك خسارة تبلغ حوالي 1.8 مليار دولار. ومن هنا جاءت الحاجة إلى 2.25 مليار دولار من رأس المال الجديد.
وقال مايك مايو المحلل في “ويلز فارغو” في مذكرة للعملاء إن مشكلات (SVB) يبدو أنها ناجمة عن “نقص تنويع التمويل”، كما أن ارتفاع أسعار الفائدة والمخاوف من الركود والسوق الفاترة للعروض العامة الأولية جعلت من الصعب على الشركات الناشئة جمع رأس مال إضافي.
ويأتي الانخفاض السريع لأسهم (SVB) بعد وقت قصير من إعلان بنك ( Silvergate Capital Corp (NYSE:SI)) الذي يركز على العملة الرقمية عن خطط التصفية.
أيضًا تعرض سهم Signature Bank (NASDAQ:SBNY)، المنكشف على العملات الرقمية، لانخفاض قياسي، حيث وصلت الخسائر الآن إلى 18%.
تراجع أسهم البنوك عالميًا
وشهد مؤشر«كي بي دبليو بنك»، في الولايات المتحدة، الخميس، أسوأ يوم له منذ يونيو 2020، حيث تخلى أعضاؤه عن أكثر من 90 مليار دولار من القيمة. وفي أوروبا، خسرت أكبر البنوك أكثر من 40 مليار دولار من قيمتها السوقية، الجمعة.
وكان مؤشر «ستوكس» الأوروبي في طريقه لأسوأ يوم له منذ يونيو، مدفوعاً بانخفاض بأكثر من 8% لكل من دويتشه بنك (ETR:DBKGn) سوسيتيه جنرال، وإتش إس بي سي، وآي إن جي جرويب، وكوميرزبانك، والتي انخفضت جميعها بأكثر من 5%.
وفي بورصة باريس، خسر سهم بنك «سويتيه جنرال» 4,96% ليصل إلى 25,40 يورو، و«بي إن بي باريبا (EPA:BNPP)» 3,38% ليصل إلى 60,52 يورو، و«كريديه أغريكول» 2,94% إلى 10,97 يورو.
وخسر سهم مصرف دويتشه (ETR:DPWGn) بنك الألماني 9,85% من قيمته، فيما تراجعت أسهم كومرتسبنك، ثاني أكبر مصارف ألمانيا، بنسبة 6,12%. كما تراجع سهم باركليز (LON:BARC) البريطاني بنسبة 3,83% والإيطالي انتيسا سانباولو بنسبة 3,06% والسويسري «يو بي إس» بنسبة 4,45%.
وفي هونغ كونغ، خسر مصرفا «إتش إس بي سي (LON:HSBA)» و«ستاندرد تشارترد»، الجمعة، أكثر من 3% وهانغ سينغ بانك أكثر من 4%. الاتجاه نفسه سجل في اليابان حيث تراجعت أسهم أبرز المصارف اليابانية.
تعليقات الخبراء على الأزمة
نصح الملياردير الأمريكي “بيل أكمان”، حكومة بلاده بالتفكير في خطة لإنقاذ بنك (SVB)، إذا فشل الأخير في توفير رأس المال الخاص.
وقال في سلسلة من التغريدات، إن الشركات المدعومة برأس المال المغامر تستخدم “SVB Financial” للحصول على القروض والكاش للتشغيل.
وأضاف أن فشل البنك الذي يركز على القطاع التقني يمكن أن يتسبب في “ضربة مدمرة” للنمو طويلة الأجل للاقتصاد، مشيرًا إلى أن الحكومة قد تلجأ إلى ضمان الودائع مقابل الحصول على أذونات تمكن البنك من جمع أموال جديدة.
بينما قال الخبير الاقتصادي، محمد العريان، إن البنوك الأميركية يمكنها تجنب مخاطر العدوى والضغوط النظامية الناجمة عن الاضطرابات التي أشعلها “بنك سيلكون فالي”.
أوضح العريان، في تغريدة اليوم الجمعة: “مخاطر العدوى والتهديد النظامي يمكن احتواؤها بسهولة عبر الإدارة الدقيقة للميزانيات العمومية وتجنب المزيد من أخطاء السياسة النقدية”. Investing
تحديث عند الساعة 17:09 بتوقيت جرينتش