هل يفاجئ الفدرالي الأسواق؟

يجد رئيس الفدرالي الأميركي، جيروم باول، نفسه في وضع صعب مع قرار الفائدة يوم الأربعاء، يمكن وصفه بين المطرقة والسندان، حيث أن العمل على تجنب أزمة ائتمانية يتطلب سياسة نقدية مرنة، بينما محاربة التضخم المرتفع يستدعي العكس.

 

التضخم.. اللاعب الرئيسي لتحرك الفدرالي

 

قد يجد الفدرالي الأميركي أرقام التضخم مساندة لتطلعاتهم بدورة تشديد السياسة النقدية، حيث أن تباطؤ التضخم بما يتماشى مع توقعات الأسواق سيعطي الفدرالي المزيد من الإشارات للتمسك بها لوقف دورة تشديد السياسة النقدية بشكل مؤقت.

 

وقد يتجه التضخم لتسجيل بعض التباطؤ لعدة أسباب:

 

– قد يعكس ارتفاع البطالة إلى مستويات 3.7% للإشارة إلى إمكانية هدوء التضخم بناء على “منحنى فيليبس” الاقتصادي.

 

– قد ينخفض التضخم الرئيسي لمؤشر أسعار المستهلك في مايو بشكل حاد إلى 4.1% مقابل 4.9% سابقًا، وسينخفض التضخم الأساسي إلى 5.2%، مقابل 5.5% سابقاً. ويعزى الانخفاض الحاد بشكل أساسي إلى التأثيرات الأساسية السلبية الكبيرة مع بدء ارتفاع أسعار النفط العام الماضي بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث أن انخفاض أسعار خام غرب تكساس دون مستويات 70 دولاراً للبرميل، قد تفتح المجال للمزيد من انخفاض التضخم في شهري يونيو ويوليو.

 

– استقر مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي عند 0.4% في أبريل، بينما تباطأ تضخم مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي إلى 0.3%، مقابل 0.4%. وقد يسجل المؤشر الرئيسي بعض التباطؤ لشهر مايو مدفوعًا بانخفاض أسعار الطاقة بنسبة 3.1%، مما سيخفض التضخم.

 

– من المحتمل أن يؤدي انخفاض الطلب على السلع إلى توفير دافع إضافي لانخفاض أسعار السلع. وبعد شهرين من التضخم المتسارع، قد تنخفض أسعار السلع الأساسية إلى 0.4% مقابل 0.6% سابقًا.

 

– قد ينخفض تضخم الخدمات الأساسية إلى أبطأ وتيرة شهرية منذ سبتمبر 2021 مع تباطؤ التضخم في الإيجارات. ومن المحتمل أن تكون تكاليف السكن على أساس سنوي قد بلغت ذروتها عند 8% في مايو، وسوف تنخفض تدريجيًا إلى حوالي 6% بحلول نهاية العام.

 

في حال جاءت أرقام التضخم قبل يوم من اجتماع الفدرالي بالتباطؤ إلى مستويات 4.1% أو قربها، ذلك سيعطي جيروم باول إشارة إلى امكانية “التوقف” عن رفع سعر الفائدة. كما قد يشير رئيس الفدرالي إلى “توقف صقوري” بمعنى أن الفدرالي سيتابع أرقام التضخم بشكل مستمر، في حال ارتفاعها قد يتجه إلى العودة لمسار رفع الفائدة.

 

إن “التوقف الصقوري” قد يظهر إما من “المخطط النقطي” لتوقعات أعضاء الفدرالي أو من خلال نبرة باول في المؤتمر الصحفي، حيث أنه قد يتم تعديل سعر الفائدة النهائي المتوقع إلى 5.3% مقابل 5.1% سابقاً لنهاية عام 2023.

 

كما أن التوقف عن رفع سعر الفائدة قد لا يكون بإجماع أعضاء الفدرالي، فقد يصاحبه معارضة محتملة من رئيس الاحتياطي الفدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري ومحافظ الفدرالي ميشيل بومان اللذان قد يدعمان عملية رفع الفائدة.

أحمد عزام

الدولار والتربع على عرش عملات العالم

الدولار الأميركي هو العملة الوطنية للولايات المتحدة، ويتم تمثيله برمز ISO USD، وغالبًا ما يتم اختصاره على أنه US $، ويعد العملة الأكثر استخداماً في المعاملات الدولية.

وبالإضافة لذلك، يتم استخدام الدولار باعتباره العملة الرئيسية في العديد من المناطق بخلاف الولايات المتحدة، بل وتستخدمه بعض الدول جنبًا إلى جنب مع عملاتها الوطنية كعملة بديلة وغير رسمية.

ويعد الفدرالي الأميركي مسؤولاً عن ضمان تداول سيولة دولارية كافية في البلاد بتكليف من وزارة الخزانة الأميركية لسك وطباعة العملة المعدنية والورقية.

أصل الدولار

استند الدولار في الأصل إلى قيمة ومظهر العملة المعدنية للدولار الإسباني الفضي، والتي كان شائع الاستخدام في أميركا اللاتينية بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، لتصدر الولايات المتحدة بعدها قانون سك العملة عام  1792.

وإلى حد كبير، كانت عملات الدولار المعدنية متشابهة في الحجم والتركيب مع الدولار الإسباني والذي تم سكه في بيرو والمكسيك.

هذا وكان يتم تداول العملات المعدنية الإسبانية والبيزو المكسيكي والعملات المعدنية الأميركية في نفس الوقت في الولايات المتحدة، لكن بعد قانون العملات لعام 1857، تم التخلص من كل من الدولار الإسباني والبيزو المكسيكي كعملات قانونية في الولايات المتحدة، وفي المقابل، تم تداول العملات المعدنية للعديد من المستعمرات البريطانية.

هذا وتم إصدار العملات الورقية الأولى من دولارات الولايات المتحدة للتداول بهدف تمويل الحرب الأهلية عام 1861، وعرفت الأوراق النقدية بالعملة الخضراء بسبب لونها الأخضر. وتم تنظيم أول عطاء قانوني استخدمت فيه العملات الورقية للولايات المتحدة في عام 1862، وطور بعد ذلك نظام موحد لطباعة العملات الورقية لأول مرة في عام 1869.

الكلمة والرمز

يعود أصل كلمة دولار “Dollar” إلى الكلمة الألمانية “Thaler” أو “Tolar”، وهي عملة مملكة بوهيميا “التشيك حالياً”، وكانت عملة فضية يتم سكها في القرن السادس عشر. وهكذا انتشر اسم العملة الفضية “تولار” بهذا النطق في عدد من المستعمرات والدول والمناطق الأخرى حول العالم بسبب المهاجرين.

أما رمز العملة الأميركية “$”، فهناك نظريات كثيرة تحدثت عن أصله، لكن ربما أقربها للصحة أن الرمز مشتق من رمز العملة المكسيكية البيزو “₱”، والذي كان يرمز إليه أحيانا في أميركا اللاتينية بالرمز “$”.

عملة العالم

سطع نجم الدولار الأميركي كعملة للعالم لأول مرة في اتفاقية بريتون وودز لعام 1944، ليصبح العملة الأكثر هيمنة في العالم بعد ذلك.

وتم تداوله في الأصل كعملة نقدية تستمد تقييمها وزن مقابل للذهب أو الفضة، لكن، لاحقًا  صار يقيم كعملة ورقية، والتي كانت قابلة للاسترداد بالذهب.

وفي السبعينيات، تمت إزالة معيار الذهب، وتم السماح بتحرير قيمة الدولار الأميركي بعيداً عن المعدن النفيس، فيما عرف وقتها بصدمة نيكسون، نسبة إلى الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون.

ويمنح دستور الولايات المتحدة الكونغرس الأميركي الحق في اقتراض الأموال في الولايات المتحدة، كما مارس الكونغرس سلطته بالسماح للبنوك الفيدرالية بتوزيع الأوراق النقدية.
والأوراق النقدية هي التزامات أميركية ويمكن استبدالها بأموال قانونية عند الطلب من وزارة الخزانة، في واشنطن، ومقاطعة كولومبيا، أو من فروع الاحتياطي الفدرالي الأخرى.

الدولار حالياً

العملات المطبوعة حاليًا هي 1 دولار و 2 دولار و 5 دولارات و 10 دولارات و 20 دولارًا و 50 دولارًا و 100 دولار.

في عام 1946، تم إيقاف طباعة الأوراق النقدية التي تزيد عن 100 دولار، وتوقف تداولها رسميًا في عام 1969، وقدم الرئيس آنذاك، ريتشارد نيكسون، تشريعًا لوقف طباعة الفئات الكبيرة، بعد استخدامها المتزايد من قبل المنظمات الإجرامية في الاحتيال والتزوير.

ورغم كونها تميل إلى اللون الأخضر بشكل أساسي، إلا أن الولايات المتحدة دمجت ألوانًا أخرى للمساعدة في التمييز بين الفئات المختلفة.

ففي عام 2008، خطط مكتب النقش والطباعة لإضافة ميزات محسّنة في إعادة التصميم اللاحقة لكل دولار، باستثناء فئة الدولار الواحد والطبعة الجديدة من فئة 100 دولار. كما خططت أيضًا لأرقام أكبر وأكثر تباينًا، والمزيد من اختلافات الألوان، وتوفير قارئات العملات لدعم المواطنين المعاقين بصريًا.

وتصدر الولايات المتحدة مجموعة متنوعة من الفئات من العملات المعدنية، والأكثر شيوعًا هي 1 سنت و 5 سنتات و 10 سنتات و 25 سنتًا و 50 سنتًا و 1 دولار. وتقوم دار سك العملة بتصنيع وتوزيع العملات المعدنية لدفع ثمن المنتجات والخدمات، كما تقوم بإصدار عملات تذكارية وتحصيلها في مناسبات لتكريم شخصية أو حدث أو مكان.

وفيما يتعلق بالسيولة، فإن زيادة أو خفض حجم الأموال المتداولة يتم من خلال أنشطة نظام الفدرالي، حيث تجتمع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة “FOMC” المكونة من 12 شخصًا 8 مرات سنويًا لتقييم السياسة النقدية الأميركية، ويستثمر الفدرالي في أنشطة السوق المفتوحة كل يوم عمل لتنفيذ السياسة النقدية.