لا قلق يذكر بسوق عقود النفط الآجلة من نقص الإمدادات

يُعدل المستثمرون بسوق النفط توقعاتهم فيما يبدو تحسبا لشح في إمدادات الخام في وقت لاحق من العام الجاري مع تضاؤل الفارق السعري بين العقود ذات الآجال الأقرب والأبعد على الرغم من خطة تحالف أوبك+ لمنتجي النفط لزيادة تخفيضات الإنتاج.

وسجل فارق العلاوة السعرية بين عقد أقرب استحقاق وعقد تسليم ستة أشهر انخفاضا كبيرا في الأسبوع الماضي، وهو ما يشير إلى انحسار مخاوف المستثمرين من أن يتجاوز الطلب المعروض في وقت لاحق من العام.

وتعتزم السعودية، القائد الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، خفض إنتاجها الشهر المقبل بواقع عشرة بالمئة إلى تسعة ملايين برميل يوميا، وهو أكبر خفض تقرره منذ سنوات. ويأتي هذا الخفض في إطار اتفاق أوسع نطاقا لتحالف أوبك+ لتقليص إمدادات النفط حتى العام المقبل.

وقال جيوفاني ستاونوفو المحلل الاستراتيجي لدى (يو.بي.إس) يوم الثلاثاء “أظهرت الأيام القليلة الماضية مدى هشاشة المعنويات بسوق النفط… تتحرك الأسعار بدرجة أكبر بناء على الأنباء المتعلقة بالمعروض والمخاوف إزاء نمو الطلب”.

وخفض محللون لدى جولدمان ساكس (NYSE:GS) هذا الأسبوع تقديراتهم للطلب على النفط وسعره، مرجعين ذلك إلى زيادة المعروض وتباطؤ الطلب. وقال ستاونوفو من (يو.بي.إس) إن زيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة وإيران وفنزويلا زادت المخاوف من وجود فائض في المعروض.

وأبقت أوبك يوم الثلاثاء على توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط عند نحو 2.5 بالمئة هذا العام، لكن تحالف الدول المنتجة حذر من أن الاقتصاد العالمي سيواجه حالة متزايدة من عدم التيقن وتباطؤا في النمو خلال النصف الثاني من العام.

وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة زيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام إلى 12.4 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في الثاني من يونيو حزيران، وهو أعلى مستوى منذ أبريل نيسان 2020.

وبحسب بيانات رفينيتيف أيكون فقد بلغت العلاوة السعرية لعقد أقرب استحقاق من مزيج برنت على عقد التسليم بعد ستة أشهر 1.10 دولار للبرميل يوم الثلاثاء، وهو أدنى مستوياتها منذ مارس آذار، قبل أن تتعافى إلى 1.36 دولار. وجرى تداول عقد أقرب استحقاق لخام غرب تكساس الوسيط بما يزيد 45 سنتا فحسب عن عقود التسليم بعد ستة أشهر.

وبحسب رفينيتيف فقد انخفض صافي المراكز الدائنة في العقود الآجلة وعقود الخيارات للخام الأمريكي مع تقليص مديري الاستثمار مراكزهم على مدى أربعة أسابيع على التوالي إلى 86 ألفا و464 عقدا، وهو أدنى مستوى منذ مارس آذار، بحسب بيانات رفينيتيف.

وقال تاماس فارجا المحلل لدى (بي.في.إم) “التراجع الكبير في صافي مراكز المراهنة على ارتفاع خام غرب تكساس الوسيط لا يرجع إلى تسييل مراكز دائنة بل إلى تحول المستثمرين بشكل حقيقي للمراهنة على تراجع آفاق سوق النفط الخام الأمريكية”.