لا شيء أقسى على الانسان من أن يهدد الجوع حياته..وأن يعيش يومه دون يقين فيما إذا كان سيجد في اليوم التالي كفاف يومه الذي يبقيه على قيد الحياة.
قبيل 24 من فبراير الماضي كان العالم يكافح للنهوض من تبعات جائحة كورونا، الجائحة التي دفعت بدول عديدة لتغيير خارطتها الزراعية والعمل لتحقيق الاكتفاء الذاتي لم يسعفها الوقت لتحصد ثمرة تلك السياسات فالصراعات الجيوسياسية جنحت بالعالم مجدداً إلى غياهب الحرب.
حرب ما زالت رحاها تدور بين دولتين تعدان بمثابة سلة غذاء العالم لأهم مكون معيشي للمليارات من البشر ألا وهو القمح.
وبين كورونا التي فضحت أنانية دول عدة لجهة حظر تصدير كل ما يتعلق بالمستلزمات الطبية، والحرب الروسية الأوكرانية يتوجس العالم مجددا من عودة بعض الدول لانتهاج ذات السياسات القائمة على الأنا والتي تتمحور حول حظر تصدير منتجاتها الغذائية بحجة حماية أمنها الغذائي.
فالخوف من الجوع بدأ يقض مضجع العالم، ويقلق 7 من كبار قادة العالم الذين سارعوا للاجتماع لوضع خطة طوارئ تنقذ شعوبهم من شبح الجوع وذلك عقب أن حذرت منظمة الفاو من حدوث خلل في الأنشطة الزراعية لروسيا وأوكرانيا على وقع الحرب، والتي ستؤدي حتماً إلى انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم بشكل خطير.
فهل يدرك زعماء العالم حقيقة مايتهدد أمنهم الغذائي فيسارعون لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية على الأقل لحماية الأمن الغذائي الذي يهدد البشرية جمعاء.