يبدو أن تداعيات انهيار عملة إف تي إكس وإفلاس واحدة من أكبر البورصات الرقمية في العالم سيلقي بظلاله القاتمة على مجتمع التشفير لأسابيع قادمة. حيث اندلعت موجة من التصعيد الجديد من جانب المنظمين في واشنطن في محاولة لتدارك الأزمة وضبط الأسواق مع تجدد شبح انهيار العملة المستقرة تيرا لونا.
وتزامنا مع التصعيد الأمريكي، سارع عدد من بورصات العملات الرقمية بتجميد عمليات السحب للعملاء لمنع حدوث موجات انهيار تنتج عن هلع مفاجئ في ظل أزمة الكريبتو الخانقة.
تصعيد أمريكي
سلطت إدارة الخدمات المالية في نيويورك الضوء على معايير ولايتها الصارمة باعتبارها مخططًا للتشريع الفيدرالي، وقالت إن قوانين التشفير الوطنية الأمريكية يجب أن تبدو مثل قوانين نيويورك.
وانضم المشرفة على إدارة الخدمات المالية في نيويورك (DFS) إلى مناقشة تنظيمية على مستوى البلاد في أعقاب انهيار FTX حيث تعتقد Adrienne Harris أن أي تشريع فيدرالي خاص بالتشفير يجب ألا يتجاوز الأنظمة التنظيمية للدولة.
خلال خطابها تحت عنوان “تنظيم الأصول الرقمية: منظور الدولة”، اقترحت هاريس (NYSE:) أن يلقي المشرعون في واشنطن نظرة فاحصة على النظام التنظيمي لولاية نيويورك.
وقالت :”نود أن يكون هناك إطار عمل على المستوى الوطني يشبه ما تمتلكه نيويورك، لأنني أعتقد أنه يثبت نفسه على أنه نظام قوي ومستدام للغاية.”
وأضافت هاريس: “أن هناك حاجة لمزيد من التنظيم وليس تقليله، وسلطت الضوء على عملية التسجيل المكثفة في نيويورك، والتي تشمل تقييم الهيكل التنظيمي للشركة، وملاءمة المديرين التنفيذيين، والبيانات المالية، وأنظمة مكافحة غسل الأموال واعرف عميلك باعتبارها الضامن للسلامة المالية للمستثمرين.”
هجوم الفيدرالي
بينما جادل صناع بأن الأصول الرقمية تختلف اختلافًا جوهريًا عن التمويل التقليدي، قال نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي لايل برينارد إن القطاع أظهر نفسه على أنه عرضة لمخاطر مماثلة ويجب أن تحكمه قوانين مماثلة.
وأضاف نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي أن تمويل العملات الرقمية بحاجة إلى التنظيم، وكرر الاعتقاد الراسخ بأن مخاطره مماثلة لمخاطر التمويل التقليدي.
أكثر صرامة
وأشار مايكل بار، كبير المسؤولين التنظيميين في بنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى أن ثمة تنظيم أكثر صرامة للعملات الرقمية في الطريق.
وقال بار في شهادة مكتوبة تم توفيرها قبل مثوله أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء، إنها تتضمن “إجراءات أمنية” لضمان أن شركات العملات الرقمية تخضع لنفس القوانين مثل الشركات المالية الأخرى.
كما تحدث رئيس اللجنة الديمقراطي، السناتور الأمريكي شيرود براون قائلاً: “لقد كان تركيزي دائمًا على الاحتيال والسرقة الصريحة في صناعة العملات الرقمية.”
وأضاف السناتور الأمريكي: “تظهر العديد من الأمثلة الحديثة الأخرى لفشل FTX وعدم استقراره الحاجة إلى استراتيجية تنظيمية شاملة تحمي المستهلكين”.
جينسيس
وأعلنت وحدة إقراض العملات الرقمية في Genesis عن وقف عمليات سحب العملاء في أعقاب انهيار FTX.
تخدم الوحدة، المعروفة باسم Genesis Global Capital، قاعدة عملاء مؤسسية ولديها 2.8 مليار من إجمالي القروض النشطة حتى نهاية الربع الثالث من عام 2022.
صرح المدير التنفيذي المؤقت Derar Islim للعملاء في مكالمة يوم الأربعاء بأن ذراع الإقراض لبنك الاستثمار المشفر Genesis Global Trading علق مؤقتًا عمليات الاسترداد وإصدار القروض الجديدة في أعقاب انهيار FTX.
وقالت أماندا كوي: “اتخذت شركة Genesis Global Capital اليوم، وهي شركة إقراض Genesis، القرار الصعب بتعليق عمليات الاسترداد وإصدار القروض الجديدة مؤقتًا.”
وأضافت كوي: “يؤثر هذا القرار على أعمال الإقراض في جينسيس ولا يؤثر على أعمال التجارة أو الحفظ في جينسيس. والأهم من ذلك، أن هذا القرار ليس له أي تأثير على العمليات التجارية لشركة DCG والشركات التابعة الأخرى المملوكة لنا بالكامل”.
وقال المدير التنفيذي المؤقت Derar Islim إن السقوط الدراماتيكي لشركة FTX حفز طلبات السحب التي فاقت السيولة الحالية لشركة جينسيس.
ليكويد
وفي قرار مشابه أعلنت بورصة العملات الرقمية اليابانية ليكويد وقف عمليات السحب وسط الأزمة المستمرة لبورصة العملات الرقمية المركزية.
توجهت بورصة العملات الرقمية ليكويد المملوكة لإف تي إكس إلى تويتر للإعلان رسميًا عن تعليق السحب بالعملات الورقية، والعملات الرقمية على منصة ليكويد العالمية.
وفي معالجة أسباب التعليق، استشهدت ليكويد بالامتثال لمتطلبات إجراءات الفصل 11 التطوعية في الولايات المتحدة.
وقالت الشركة: “بموجب طلب الفصل 11 من قبل إف تي إكس تريدينغ إنترناشيونال، وهو المالك المستفيد النهائي لشركة Quoine Pte. Ltd، فإن بورصة ليكويد (Quoine Pte.) توقف جميع عمليات السحب لكلٍ من العملات الورقية والعملات الرقمية”.
وأضافت ليكويد أن التدابير ليست توقفًا يتعلق بالأمان، مضيفةً أنها ستوفر المزيد من المعلومات في وقتٍ لاحق، واقترحت أنه يجب على مستخدميها إيداع إما عملات ورقية أو عملات رقمية حتى تتوفر المزيد من التحديثات.
يذكر أن استحوذت بورصة إف تي إكس الخاصة بسام بانكمان فرايد على منصة تداول العملات الرقمية “ليكويد غروب” اليابانية وشركاتها التابعة في فبراير 2022.
سالت
وأعلنت منصة إقراض العملات الرقمية SALT إنها أوقفت عمليات السحب اليوم. وقال شون أوين الرئيس التنفيذي لشركة SALT في رسالة أرسلها إلى المستهلكين: “لقد أثر انهيار FTX على أعمالنا”.
وأضاف أوين: “إلى أن نتمكن من تحديد مدى هذا التأثير بتفاصيل محددة نشعر بالثقة في أنها دقيقة من الناحية الواقعية، فقد أوقفنا عمليات الإيداع والسحب مؤقتًا على منصة SALT”.
قال شون: “إن الشركة تعمل بجد مع شركائها لتأمين مسار واضح للمضي قدمًا وتخطط لتكون شفافة قدر الإمكان”.
في رسالتها إلى العملاء، قالت SALT إنها ستعترف بالودائع على السلسلة لكنها نصحت بشدة بعدم إيداع المزيد من الأموال في حسابات العملاء حتى تتمكن الشركة من طمأنتهم على خططها المستقبلية.
إفلاس BlockFi
وفقًا للانباء تستعد BlockFi للإفلاس المحتمل مع انتشار عدوى FTX، حيث زعم تقرير أن مقرض التشفير BlockFi يقوم باستعدادات للإفلاس المحتمل مع انتشار عدوى العملة الرقمية إلى الشركات المعرضة بشدة لبورصة FTX المنهارة.
أوقفت Blockfi ليلة الخميس الماضي عمليات سحب ودائع العملاء، معترفة بأنها “معرضة بشكل كبير” لبورصة FTX المفلسة وشركة التجارة المرتبطة بها Alameda Research.
وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن صحيفة وول ستريت جورنال، يستعد مقرض العملة الرقمية لإفلاس محتمل بعد انهيار بورصة FTX التابعة لشركة Sam Bankman-Fried.
زعم تقرير وول ستريت جورنال أن مصدرًا مطلعًا على الأمر قال إن بلوكفي تستعد الآن لإفلاس محتمل وأنها تخطط أيضًا لتسريح بعض موظفيها.
على الرغم من أن مقرض العملات الرقمية اعترف بوجود “تعرض كبير” لبورصة العملات الرقمية المحاصرة FTX، فقد أرسلت BlockFi يوم الإثنين رسالة بريد إلكتروني إلى عملائها لتهدئة المخاوف من أن معظم أصولها مخزنة في بورصة FTX.
قالت BlockFi: “الشائعات القائلة بأن غالبية أصول BlockFi محتجزة في FTX خاطئة، وأضافت أن لديها تعرض كبير لشركة FTX وكيانات الشركات المرتبطة بها”.
ويشمل ذلك: “الالتزامات المستحقة لنا من قبل Alameda، والأصول المملوكة في FTX.com، والمبالغ غير المسحوبة من حد الائتمان الخاص بنا مع FTX US.”
