أرشيف التصنيف: (FX) العملات

ماذا لو أصبح الاقتصاد الصيني هو الأكبر في العالم .. هل سيهدد ذلك عرش الدولار؟

  •  حصة الدولار من احتياطيات العملات الأجنبية انخفضت لـ58% في 2022

  • الدولار لم يصبح عملة الاحتياطي الأولى في العالم إلا بعد الحرب العالمية الثانية

  • من المحتمل ظهور نظام عملة “ثلاثي الأقطاب” لعملة الاحتياطي العالمي

العالم قد يبدأ يرى في السنوات القادمة تضاؤل هيمنة الدولار الأميركي بما قد يمهد لخفض الاعتماد على الدولار ولو بشكل جزئي داخل الاقتصاد العالمي، بحسب ما ذكر بنك JPMorgan.

ومع ذلك، فإن ذلك لا يعني أن الدولار على وشك أن يُستبدل بمنافس مثل اليوان.

في تقرير حديث، أوضح الاستراتيجيون في البنك أنه حتى إذا تجاوز اقتصاد الصين نظيره الأميركي، فلا يزال من غير المحتمل أن تتعرض هيمنة العملة الأميركية لضربة كبيرة، ويقول التاريخ إن أي تحول سيحدث بوتيرة بطيئة.

لمحة من الماضي

خلال الجزء الأخير من القرن التاسع عشر، تجاوزت أميركا بريطانيا العظمى كأكبر اقتصاد في العالم، لكن الدولار لم يتجاوز الجنيه الإسترليني ليصبح عملة الاحتياطي الأولى في العالم إلا بنهاية الحرب العالمية الثانية.

وأوضح المحللون أن تلك التجربة التاريخية تشير إلى أنه في حالة أن كانت الصين ستتفوق على أميركا لتصبح أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2030، فإن هيمنة الدولار قد تستمر حتى النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين.

علاوة على ذلك، يمكن أن يُكتب لليوان الفوز فقط إذا خففت الصين من ضوابط رأس المال، وهو أمر غير مرجح في الوقت الحالي.

لكن في المقابل، فإن إزالة الدولرة من الاقتصاد العالمي لا تزال ممكنة لكن على نحو هامشي، ويمكن تسريع ذلك إما من خلال انحسار الثقة في العملة الأميركية أو حدوث تطورات إيجابية خارج الولايات المتحدة تعزز مصداقية عملة أخرى.

وتُظهر بيانات صندوق النقد الدولي التي استشهد بها بنك JP Morgan أن حصة الدولار من احتياطيات العملات الأجنبية قد انخفضت من 73% في عام 2001 إلى 58% في عام 2022، وفي تلك الفترة، نمت حصة اليوان بنحو 2.5%.

لا توضح الأرقام بشكل قاطع إزالة الدولرة، من وجهة نظر JPMorgan، نظراً لأن التقلبات في أسعار الصرف لها تأثير أيضاً.

وأكد  المحللون أن الصين تقف باعتبارها المنافس الوحيد الذي يتوق إلى استبدال دور الدولار والاقتصاد الأميركي على المدى الطويل.

ولكن بالنظر إلى مكانة أميركا على صعيد اقتصادها وتقنياتها وديموغرافيتها وجغرافيتها وعوامل أخرى، فإن ذلك يظل احتمالاً بعيداً.

وتوقع الخبير الاقتصادي ستيفن جين، الرئيس التنفيذي لشركة Eurizon SLJ، إمكانية ظهور نظام عملة “ثلاثي الأقطاب” في نهاية المطاف، حيث يحكم الدولار جنبًا إلى جنب مع نظامين آخرين.

وأضاف في تصريحات سابقة لـInsider: “إذا كان عليّ أن أخمن، يجب أن يكون لكل من [اليورو] و [اليوان] وجوداً متساوٍياً تقريباً..سيكون تكوين عملة احتياطي ثلاثية الأقطاب منطقياً أيضاً وأن تكون أكثر انسجاماً مع الثقل الاقتصادي لأميركا والصين ومنطقة اليورو”.

الدولار والتربع على عرش عملات العالم

الدولار الأميركي هو العملة الوطنية للولايات المتحدة، ويتم تمثيله برمز ISO USD، وغالبًا ما يتم اختصاره على أنه US $، ويعد العملة الأكثر استخداماً في المعاملات الدولية.

وبالإضافة لذلك، يتم استخدام الدولار باعتباره العملة الرئيسية في العديد من المناطق بخلاف الولايات المتحدة، بل وتستخدمه بعض الدول جنبًا إلى جنب مع عملاتها الوطنية كعملة بديلة وغير رسمية.

ويعد الفدرالي الأميركي مسؤولاً عن ضمان تداول سيولة دولارية كافية في البلاد بتكليف من وزارة الخزانة الأميركية لسك وطباعة العملة المعدنية والورقية.

أصل الدولار

استند الدولار في الأصل إلى قيمة ومظهر العملة المعدنية للدولار الإسباني الفضي، والتي كان شائع الاستخدام في أميركا اللاتينية بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، لتصدر الولايات المتحدة بعدها قانون سك العملة عام  1792.

وإلى حد كبير، كانت عملات الدولار المعدنية متشابهة في الحجم والتركيب مع الدولار الإسباني والذي تم سكه في بيرو والمكسيك.

هذا وكان يتم تداول العملات المعدنية الإسبانية والبيزو المكسيكي والعملات المعدنية الأميركية في نفس الوقت في الولايات المتحدة، لكن بعد قانون العملات لعام 1857، تم التخلص من كل من الدولار الإسباني والبيزو المكسيكي كعملات قانونية في الولايات المتحدة، وفي المقابل، تم تداول العملات المعدنية للعديد من المستعمرات البريطانية.

هذا وتم إصدار العملات الورقية الأولى من دولارات الولايات المتحدة للتداول بهدف تمويل الحرب الأهلية عام 1861، وعرفت الأوراق النقدية بالعملة الخضراء بسبب لونها الأخضر. وتم تنظيم أول عطاء قانوني استخدمت فيه العملات الورقية للولايات المتحدة في عام 1862، وطور بعد ذلك نظام موحد لطباعة العملات الورقية لأول مرة في عام 1869.

الكلمة والرمز

يعود أصل كلمة دولار “Dollar” إلى الكلمة الألمانية “Thaler” أو “Tolar”، وهي عملة مملكة بوهيميا “التشيك حالياً”، وكانت عملة فضية يتم سكها في القرن السادس عشر. وهكذا انتشر اسم العملة الفضية “تولار” بهذا النطق في عدد من المستعمرات والدول والمناطق الأخرى حول العالم بسبب المهاجرين.

أما رمز العملة الأميركية “$”، فهناك نظريات كثيرة تحدثت عن أصله، لكن ربما أقربها للصحة أن الرمز مشتق من رمز العملة المكسيكية البيزو “₱”، والذي كان يرمز إليه أحيانا في أميركا اللاتينية بالرمز “$”.

عملة العالم

سطع نجم الدولار الأميركي كعملة للعالم لأول مرة في اتفاقية بريتون وودز لعام 1944، ليصبح العملة الأكثر هيمنة في العالم بعد ذلك.

وتم تداوله في الأصل كعملة نقدية تستمد تقييمها وزن مقابل للذهب أو الفضة، لكن، لاحقًا  صار يقيم كعملة ورقية، والتي كانت قابلة للاسترداد بالذهب.

وفي السبعينيات، تمت إزالة معيار الذهب، وتم السماح بتحرير قيمة الدولار الأميركي بعيداً عن المعدن النفيس، فيما عرف وقتها بصدمة نيكسون، نسبة إلى الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون.

ويمنح دستور الولايات المتحدة الكونغرس الأميركي الحق في اقتراض الأموال في الولايات المتحدة، كما مارس الكونغرس سلطته بالسماح للبنوك الفيدرالية بتوزيع الأوراق النقدية.
والأوراق النقدية هي التزامات أميركية ويمكن استبدالها بأموال قانونية عند الطلب من وزارة الخزانة، في واشنطن، ومقاطعة كولومبيا، أو من فروع الاحتياطي الفدرالي الأخرى.

الدولار حالياً

العملات المطبوعة حاليًا هي 1 دولار و 2 دولار و 5 دولارات و 10 دولارات و 20 دولارًا و 50 دولارًا و 100 دولار.

في عام 1946، تم إيقاف طباعة الأوراق النقدية التي تزيد عن 100 دولار، وتوقف تداولها رسميًا في عام 1969، وقدم الرئيس آنذاك، ريتشارد نيكسون، تشريعًا لوقف طباعة الفئات الكبيرة، بعد استخدامها المتزايد من قبل المنظمات الإجرامية في الاحتيال والتزوير.

ورغم كونها تميل إلى اللون الأخضر بشكل أساسي، إلا أن الولايات المتحدة دمجت ألوانًا أخرى للمساعدة في التمييز بين الفئات المختلفة.

ففي عام 2008، خطط مكتب النقش والطباعة لإضافة ميزات محسّنة في إعادة التصميم اللاحقة لكل دولار، باستثناء فئة الدولار الواحد والطبعة الجديدة من فئة 100 دولار. كما خططت أيضًا لأرقام أكبر وأكثر تباينًا، والمزيد من اختلافات الألوان، وتوفير قارئات العملات لدعم المواطنين المعاقين بصريًا.

وتصدر الولايات المتحدة مجموعة متنوعة من الفئات من العملات المعدنية، والأكثر شيوعًا هي 1 سنت و 5 سنتات و 10 سنتات و 25 سنتًا و 50 سنتًا و 1 دولار. وتقوم دار سك العملة بتصنيع وتوزيع العملات المعدنية لدفع ثمن المنتجات والخدمات، كما تقوم بإصدار عملات تذكارية وتحصيلها في مناسبات لتكريم شخصية أو حدث أو مكان.

وفيما يتعلق بالسيولة، فإن زيادة أو خفض حجم الأموال المتداولة يتم من خلال أنشطة نظام الفدرالي، حيث تجتمع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة “FOMC” المكونة من 12 شخصًا 8 مرات سنويًا لتقييم السياسة النقدية الأميركية، ويستثمر الفدرالي في أنشطة السوق المفتوحة كل يوم عمل لتنفيذ السياسة النقدية.