هي مسألة أخلاقية قبل كل شيء…ا

هي مسألة أخلاقية قبل كل شيء…ا

هي مسألة أخلاقية قبل كل شيء…
هذه كلمات من العقل والقلب حتمت قولها مخفيّات تحتمل الشك في سلامة النوايا، وفرض البوح بها الحذرمما قد تودي اليه قلة التجربة وانعدام الخبرة.
هي كلمات لا يُقصد بها فردٌ بعينه بل فئة ممن يصحّ نعتها بالغرور وتسميتها بالمراهِقة.


عندما يفشل امرؤ في تجارة الفوركس  لأنه يفتقر الى الخبرة الضرورية، او لأنه هاوِ في تعاطيه مع الحياة كما في ممارسته لعمله، أو لأنه طمّاع متهوّر انتحاري مهووس لا يفقه من اللعبة كلها سوى عنوانها، ولم يتعرّف الا الى بعض أذنابها. عندما يفشل العامل في حسابه الخاص  فشلا ذريعا ويخسر كل أمواله أو جزءا كبيرا منها، ثم يتحول لعرض خدماته على غيره ممن لقوا مصيره –  وللاسباب نفسها –  موهما إياهم بأنه سيد الفوركس – أو البورصة عامة – وأميره وملكه، وانه القاهر الذي لا يُقهَر والفارس الذي لا يُغلب، والمُلهم الذي لا يخطئ. عندما يكون هدفه من كل ذلك الحصول على مبلغ جديد – قلّ أو زاد – لمعاودة الكرّ  بنفس الأسلوب ، أو بتعديلات أدخلها عليه. عندما يتوهم الواحد بانه كل ذلك، ويوهم بأنه كل ذلك، لا أملك سوى أن أقول له: تمهل يا اخي، ان المسألة هي أخلاقية قبل كل شيء ويجب ان تبقى كذلك على الدوام.
عندما يعرف واحد من المتعاملين الذين فشلوا في الحفاظ على جزء من أموالهم، وضحوا بها على مذبح تعاملهم المراهق مع سوق لا يمكن الاستهانة بعدائيته وصلابته وقسوته، عندما يعرف انه فاشل ولا امل له في هذا المجال فيستمرّ في العناد والمكابرة والتجبر. عندما يعرف الواحد كل ذلك، ويقرر بالتالي ان يكرّر اللعبة استمتاعا ويتابع المغامرة هوسا؛ ولكن بمال غيره  وليس بماله هذه المرة. عندما يوهم الناس ايضا بانه سيّد اللعبة وممتلك أسرار السوق ومكتشف لغزه الباطني ، هادفا من ذلك الى المقامرة بأموال الغير وتوفير ما تبقى من ماله الخاص، وهو يعرف سلفا محدودية حظه بالنجاح وانسداد الأفق إلا أمام بعض من المتعة الناتجة عن لعب القمار. عندما يفعل هذا الغدّار هذه الفعلة فلا أملك سوى القول له: رويدك أخ العرب، ان المسألة هي أخلاقية أولا وآخرا.
عندما يعمد واحد من الطارئين الهواة المراهقين في سوق الفوركس الى خداع الناس باضاليل إشباعا لأنانيته وخدمة لنزواته القهارة، لا املك سوى أن احتقر فيه هذا الطبع، وأجرّم هذه الممارسات، لكون الفارق بين العمل في أسواق المال والتسلية في أروقة الكازينو كبيرا جدا جدا.
عندما يبالغ واحد من الباحثين عن فرصة لتثبيت قدميه في السوق فأنا أدعوه الى التثبت من قدراته والتفحص في إمكانياته وسحب كل تجاربه على كل حالات السوق وتقلباته. أدعوه الى التثبت من كونه قد دخل فعلا منتدى الناجحين في التعامل، وكفّ عن التسول على الرصيف المقابل له،  قبل أن يعرض خدماته على أصحاب الأموال. أنا أنبهه  الى أن بعض هؤلاء من السّذج الذين قد لا يكونون من الأثرياء المحصّنين ضد الخسارة بخزائن مخزونة، بل من العصاميين الجاهدين العاملين الذين وفروا كل قرش ليوم الشدة، وأملوا أن يزيدوا الفلس ليصير فلسين بنعمة من ربهم ومباركة لأولادهم، فلا يجوز دينا ولا أخلاقا ان يعمل الواحد من المراهقين أطرياء العود الى إيهامهم -عمدا او غير عمد –  بما يستلذون سماعه إرضاء لغريزته الهدارة.
أدعو المغرِّرين الهواة الطمّاعين  الى خوف الله والإتعاظ من غيرهم ممن سبقوهم على هذا الدرب فلم يحصدوا سوى الشوك لكونهم ما زرعوا سوى الريح.
أدعو المغرَّرين السّذج المتعرِّفين حديثا على عالم البورصة أن يتروَّوا ويتحسّبوا ويتبصّروا ببعض من الكلمات المعسولة والتعابير المجدولة فلا ينخدعوا بها. إنها تخبئ في طيّاتها القليل من الصدق والكثير من الغدر، فلا ينتج عنها سوى الخسارة والحسرة.