اتفاق تخفيضات أوبك النفطية ينهار في ظل مقاومة روسيا وأسعار الخام تهوي

قالت مصادر لرويترز إن خطط أوبك لتعميق التخفيضات النفطية ومد أجلها تعثرت يوم الجمعة، إذ رفضت روسيا غير العضو في المنظمة تأييد الخطوة، قائلة إنه من المبكر جدا التنبؤ بتأثير تفشي فيروس كورونا على طلب الطاقة العالمي.

ودفع الإخفاق في إبرام اتفاق بين أوبك وروسيا وأعضاء آخرين في تحالف يُعرف بأوبك+ يدعم الأسعار منذ 2016 سعر الخام القياسي للانهيار.

وفقد خام برنت نحو ثلث قيمته منذ بداية العام الجاري، إذ هوى إلى 47 دولارا للبرميل، مما يضع الدول الشديدة الاعتماد على النفط تحت ضغط كبير ويجعل الكثير من شركات النفط الصخري وشركات طاقة أخرى بالولايات المتحدة في محنة شديدة.

وقال مصدر من أوبك ”الاتفاق مات“.

وقالت مصادر من أوبك لرويترز إن السعودية، أكبر المنتجين داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، أخفقت في التوصل لتسوية مع روسيا في محادثات يوم الجمعة.

وقالت مصادر إنه نتيجة لذلك، ينتهي العمل باتفاق حالي لتخفيضات الإنتاج في مارس آذار، لذا سيكون بوسع أعضاء أوبك والمنتجين من خارجها نظريا الضخ كما يحلو لهم في سوق متخمة أصلا. ونزلت أسعار النفط بأكثر من ستة بالمئة إلى 47 دولارا للبرميل.

كان وزراء أوبك قالوا يوم الخميس إن تفشي فيروس كورونا خلق ”وضعا غير مسبوق“ يستلزم تحركا، مع تأثر النشاط الاقتصادي العالمي والطلب على النفط سلبا بإجراءات وقف انتشار الفيروس.

وتقلصت توقعات نمو الطلب في 2020، لكن موسكو تقول منذ فترة طويلة إنه من المبكر جدا تقييم الأثر وقالت مصادر إن نوفاك بعث بنفس الرسالة يوم الجمعة.

وقال وزراء المنظمة يوم الخميس إنهم يساندون تخفيضات نفطية بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا إضافية حتى نهاية 2020، أي ما يوازي نحو 1.5 بالمئة من الطلب العالمي، وهو تحرك أكبر بكثير وأبعد من المتوقع.

ودعوا أيضا لمد تخفيضات أوبك+ الحالية البالغة 2.1 مليون برميل يوميا، مما يعني بلوغ إجمالي التخفيضات المقترحة مجتمعة وفق التصورات 3.6 مليون برميل يوميا أو حوالي 3.6 بالمئة من الإمدادات العالمية.

لكنهم جعلوا المقترح مشروطا بتأييد روسيا ومنتجين آخرين من خارج المنظمة للتخفيضات.

ولم يدل نوفاك، الذي أجرى مناقشات ثنائية مع نظيره السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، بأي تصريح بشأن التخفيضات الإضافية المقترحة خلال رحلتيه إلى فيينا وعودته منها هذا الأسبوع.

وقال الكرملين يوم الجمعة إن الرئيس فلاديمير بوتين لا يعتزم التحدث مع القيادة السعودية، وهو إعلان حطم الآمال في إمكانية اقتناص اتفاق على مستوى الزعماء.

واستمرت المشاورات غير الرسمية داخل مقر أوبك لأكثر من ست ساعات، إذ جرى تأجيل الاجتماع الرسمي لوزراء أوبك+ مرارا من موعده في الساعة 0900 بتوقيت جرينتش.