ارتفاعات الاسواق مجرد محاولات. الفرج قد لا يبدو قريبا.

 

 

في الوقت الذي تنخرط فيه حكومات العالم وبنوكه المركزية في سباق مع الزمن لإنقاذ الاقتصاد من صدمة شديدة للغاية ، حققت الاسواق ارتفاعا ملحوظا مرة أخرى يوم أمس ، في حين أن الأخبار الايجابية تبقى شحيحة للغاية، باستثناء هذا الطوفان من السيولة التي تضخها البنوك المركزية . ان مصير غالبية العمال في جميع أنحاء العالم يعتمد على استئناف النشاط الاقتصادي . واستئناف النشاط  الاقتصادي لا يعتمد على البنوك المركزية أو على  الحكومات ، ولكن بالدرجة الاولى والاخيرة على فيروس كورونا ومصيره.

هذا هو اختصار الوضع السائد حتى الان. ارتفاعات الاسواق تاتي في معظم الاحيان خادعة لانها تريد استباق الاخبار الايجابية ، وهذه تبدو بعيدة المنال ان اردنا ربطها بالوقائع. كل اشاعة اة تسريب عن امكانية ايجاد علاج للفيروس او لقاح ناجع ترد عليه الاسواق بارتفاعات تقارب احيانا ال 10% على امل ان يكون الكابوس قد انتهى. نهاية الكابوس لا تبدو في متناول اليد حاليا حتى ولو ان الامل كبير بان يكون هذا الكلام خاطئا.

كلام خاطئ؟ هذا سيعني ارتفاعات متتالية والى ان تعاود الاوضاع بلوغ التطبيع السابق.
كلام صائب؟ هذا سيعني على الارجح معاودة الانخفاض لملامسة الاعماق التي سبق بلوغها في اسواق الاسهم وعلى الارجح تجاوزها.

وان جرينا وراء خبر سار يفرح القلب فلا نجد سوى بشرى الرئيس الفرنسي ماكرون  في تغريداته الغامضة بالإعلان عن “مبادرة مهمة جديدة” من عدة دول ضد الفيروس التاجي في الأيام القادمة ، بعد محادثةهاتفية مع دونالد ترامب. الولايات المتحدة لديها الآن أكبر عدد من حالات الاصابة بالفيروس وربما يكون الاتي اعظم . من هنا فان ارتفاعات وول ستريت تبقى ضمن خانة التشكك والخشية من ان تكون مجرد محاولات خادعة.