كورونا أصاب الاقتصاد الأوروبي بذبحة صدرية

“الاقتصاد الأوروبي أضحى كالرجل الذي  أصيب بذبحة صدرية “، بهذه العبارة علقت صحيفة “لوموند” الفرنسية على الوضع الاقتصادي في أوروبا منذ انتشار وباء كورونا المستجد في القارة والعالم، وحصده أرواح آلاف الأشخاص خاصة في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا.

وقالت “لوموند” إن جميع مؤشرات المشتريات للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بدت سيئة للغاية خلال شهر مارس المنقضي.

وجاء في مقالة مطولة “في إيطاليا، مؤشر PMI Purchasing Managers’ Index لقطاع الخدمات هو 17 نقطة، مع العلم أن المستوى فوق 50 نقطة هو مرادف للنمو وأقل من الانكماش”.

ثم تابعت “لم يحدث في تاريخ مؤشرات مدراء المشتريات، التي يعود تاريخها إلى التسعينيات، تسجيل مثل هذا المستوى المنخفض. ففي فبراير فقط كان المؤشر الإيطالي 52”.

غيبوبة اصطناعية

 

وتابعت لوموند أن “السقوط مشابه في فرنسا، حيث بلغ مؤشر الخدمات 27، وهو أدنى مستوى منذ إنشائه في عام 1998. وفي إسبانيا، بلغ 23، وفي ألمانيا 32، أما في منطقة اليورو بأكملها، فإن المؤشر الذي يشمل قطاعي الصناعة والخدمات تراجع إلى 29.7 بعدما كان 51.6 في فبراير”.

كريس ويليامسون، وهو كبير الاقتصاديين في الشركة التي تنتج مؤشر مديري المشتريات (IHS Markit) قال “بما أن المدخرات تم إغلاقها طواعية للقضاء على الوباء، فإن هذه المستويات الكارثية ليست مفاجأة، المتاجر مغلقة، والسياحة اختفت، والمصانع غير الأساسية لا تعمل”.

ثم تابع “أنا لا أعتبرها سكتة قلبية بل غيبوبة اصطناعية”.

وقال أنجيل تالافيرا المحلل لدى أكسفورد إيكونوميكس، من جانبه، “بعد أسابيع من انتظار الانهيار الحتمي للبيانات الاقتصادية، نرى أخيرًا الأرقام الأولى التي تؤكد مدى الضرر الناجم عن جائحة الفيروس التاجي في أوروبا”، مضيفا “من المرجح أن يكون انخفاض النشاط في الربع الثاني كارثيًا”.

لذلك، تسعى دول أوروبية رائدة إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه في الاقتصاد الأوروبي المتهالك.

وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أفاد في تصريح لصحيفة فايننشل تايمز بأن بلاده ستقترح إطلاق صندوق إنقاذ أوروبي لاحتواء الأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا، على أن يمول باستدانة مشتركة لفترة محدودة قد تكون خمسة أو عشرة أعوام.

وصرح الوزير للصحيفة الاقتصادية “نفكر في صندوق ذي مدة محدودة مع إمكان الاستدانة لإيجاد رد بعيد المدى على الأزمة”.

وأضاف “قد يتمثل الحل في صندوق لخمسة أو عشرة أعوام، محدود زمنيا، مع إمكان استدانة مشتركة ولكن فقط في إطار هذا الصندوق. هذا الأمر قد يكون مقبولا أكثر لدى دول أخرى”.

والأسبوع الفائت، دعت تسع دول أوروبية بينها فرنسا وإيطاليا إلى إطلاق استدانة مشتركة للاتحاد الأوروبي برمته تحت اسم “سندات كورونا”. لكن هذا الاقتراح شكل ضغطا على ألمانيا التي ترفض هذا المبدأ، غير أنها أبدت “استعدادها للتعويل على التضامن الأوروبي”.