أسواق العملات ستركز بدقة على ما إذا كانت هناك إشارة على أن مجلس الفدرالي سيسمح بارتفاع التضخم، إذ يمكن أن يؤثر ذلك على العوائد الحقيقية، وبالتالي على الدولار.
توقعات الدولار لا تزال ضعيفة بفعل الاتجاهات المتباينة في إصابات كورونا بين أوروبا والولايات المتحدة.
وساهمت توقعات بأن مجلس الاحتياطي سيسمح للتضخم بالارتفاع إلى مستويات أعلى مما كان متوقعا في السابق قبل أن يرفع أسعار الفائدة، في دفع العوائد الحقيقية للانخفاض قرب أدنى مستوياتها على الإطلاق وتثير أيضا مخاوف من تقلص دور الدولار كعملة للاحتياطي.
هذا وقد انخفض الدولار إلى أدنى مستوياته في عامين يوم الأربعاء قبل تأكيد مجلس الاحتياطي الاتحادي المتوقع على التزامه بإبقاء أسعار الفائدة قرب الصفر لسنوات، ومع تركيز المستثمرين على ما إذا كان البنك المركزي الأمريكي سيشير أيضا إلى قدر أكبر من التسامح تجاه ارتفاع التضخم في المستقبل.
وانخفضت العوائد الحقيقية لسندات الخزانة لأجل عشر سنوات، والتي تعكس العوائد بعد التضخم المتوقع، إلى سالب 0.93 في المئة.
ويتراجع الدولار أيضا بسبب الارتفاع المستمر في حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، حتى مع احتواء أجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك أوروبا، لتفشي الفيروس.
وانخفض الدولار مقابل سلة عملات 0.4 في المئة إلى 93.37، وهو أدنى مستوى له منذ يونيو حزيران 2018. وكان قد تراجع بأكثر من ثلاثة بالمئة منذ آخر اجتماع للاحتياطي الاتحادي، إذ انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية بأكثر من 20 نقطة أساس منذ ذلك الحين.
وسجل اليورو 1.1752 دولار، مرتفعا 0.32 بالمئة على الرغم من تراجعه من أعلى مستوى في 22 شهرا الذي سجله يوم الاثنين عند 1.17815 دولار.
وماذا عن الليرة التركية المنهارة؟
تراجعت الليرة التركية لليوم الرابع على التوالي يوم الأربعاء إلى مستوى قياسي منخفض مقابل اليورو في تعاملات متقلبة، وذلك بعد أن قلل محافظ البنك المركزي من المخاوف بشأن استنزاف الاحتياطيات وتمسك بما يعتبره البعض وجهة نظر مفرطة في التفاؤل بشأن التضخم.
تأتي موجة البيع بعد تداول الليرة في نطاق ضيق للغاية حول 6.85 مقابل الدولار لمدة شهرين. لكن هبوطا حادا لفترة وجيزة في أواخر التعاملات يوم الاثنين أدى إلى تجدد النشاط في العملة التي وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ منتصف مايو أيار.
وانخفضت الليرة 0.84 في المئة إلى 6.9909 مقابل الدولار بحلول الساعة 1530 بتوقيت جرينتش. وكانت العملة التركية سجلت أدنى مستوى لها على الإطلاق في السابع من مايو أيار عند 7.269 .
وأمام اليورو، تراجعت الليرة إلى مستوى تاريخي منخفض عند 8.2270 . وانخفض المؤشر الرئيسي للأسهم في بورصة اسطنبول اثنين في المئة.
وثمة مخاوف من أي يؤدي ذلك إلى انخفاض إجمالي الاحتياطيات لدى البنك المركزي إلى 49 مليار دولار من 81 مليارا حتى الآن هذا العام، بالإضافة إلى ارتفاع معدل التضخم في تركيا بشدة.
وقال محافظ البنك المركزي مراد أويسال في إفادة إن من الطبيعي أن تشهد الاحتياطيات تقلبات خلال أوقات مثل الجوائح، وكرر أن التضخم سينخفض قريبا ربما هذا الشهر، وذلك في وقت أقرب مما يتوقع معظم الخبراء الاقتصاديين.