الدولار انتعش ولكن هل تكون الحركة مؤقتة. وماذا عن اليورو؟

حتى ولو ان الدولار حقق بعض الانتعاش اليوم الخميس الا ان التوقعات بالنسبة له لا تزال هبوطية بشكل أساسي على المدى الطويل، وذلك  بسبب تجدد التفاؤل بشأن الاقتصاد العالمي وإجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي المتكيفة للغاية.
عندما يتعافى الاقتصاد العالمي من الركود الشديد ، كان التجار دوما يميلون إلى التحول من عملات الملاذ الآمن إلى اليورو والدولار الكندي والدولار الأسترالي في الأشهر التالية.
هل يحدث هذا هذه المرةايضا؟ وهل ان التعافي الموعود سيتحقق ام تراه سيصطدم بمعوقات قادمة؟
في الواقع لا احد يمكنه ان يعطي الجواب اليفين على هذا السؤال الذي يحتاجه  كل عامل في السوق يريد ان يتموضع بناء على معطيات اساسية موثوقة. حتى رئيس الفدرالي الاميركي بالامس كانت نظرته لا تزال رمادية وهو لم يجرؤ على اعطاء وعود تفاؤلية قاطعة بالنسبة للاقتصاد الاميركي في المرحلة القادمة.
البيانات الاقتصادية من جهتها لا تزال ايضا في خانة التشكك سواء تعلق الامر بالاقتصاد الاوروبي او الاميركي. وسواءتعلق الامر بارقام سوق العمل او النمو.

في الواقع ، ارتداد الدولار اعاده الى مستويات الدعم الرئيسية مقابل معظم العملات الأخرى (انضم اليورو / دولار إلى انحدار هبوطي لعدة سنوات ، عاد الباوند / دولار لاختبار 1.30 ، الدولار / يني اباني دعمه عند 105 والدولار / كندي أدنى سعر له في يونيو عند 1.33) ، يمكن للمتداولين الاستفادة من هذه العتبات لإعادة تموضعهم في الدولار ، على الأقل في المدى القصير.

هل تدعم أرقام البطالة الأسبوعية الأمريكية  الفصلية الصادرة اليوم الدولار من خلال الخروج أسوأ من المتوقع. والواقع أن الإحصائيات الأمريكية السيئة ستعزز (من قبيل المفارقة) العملة الأمريكية بفضل وضعها كملاذ آمن. بينما تضر به البيانات الجيدة على خلفية الاستغناء عنه كعملة ملاذ والبحث عن اصول المخاطرات.

 

وماذا عن اليورو مقابل الدولار؟

ارتفع ال يورو / دولار ضمنقناة صعودية تبدو حدودها على مستويات ال 1.1815 التي لم يكن من السهل على الزوج اختراقها حتى الان وهذا  يدعو الى التشكك بامكانية متابعة الزحف الصعودية ويعزز رهانات الحاجة الى التصحيح التراجعي مجددا.   قد يؤدي ذلك إلى إعادة اختبار الترند الصاعد حول ال 1.1500..!

هيكل سوق النفط ينذر بعودة تخمة المعروض ومتاعب لأوبك


يعيد المنتجون الأمريكيون تشغيل آبار أغلقوها من قبل… وفي ضوء الطلب المخيب للآمال، يثير هذا إمكانية عودة السوق إلى بناء المخزونات.
إن السوق غير مقتنعة أن الطلب يتعافى ولذا اتجهت إلى الشراء لآجال أبعد بعلاوة سعرية متزايدة.
تجربة أوبك المتمثلة في زيادة الإنتاج من أغسطس آب قد تعود بنتائج عكسية إذ أننا لم نخرج بعد من أزمة الطلب على النفط. سترتد السوق إلى تخمة معروض محدودة ولن تعود إلى العجز حتى ديسمبر كانون الأول2020 .

يدفع تنامي معروض نفط أوبك والولايات المتحدة، بالتوازي مع تعثر تعافي الاقتصاد والطلب على الخام، سوق العقود الآجلة للعودة إلى هيكل ينبئ بفائض في المعروض، كما وقع إبان الانهيار النفطي في ابريل نيسان ومايو أيار في خضم جائحة فيروس كورونا.
هذا التطور مبعث قلق لأوبك، التي كانت تعول على تعاف أسرع للطلب عقب جولة من تخفيضات الإنتاج العالمي غير المسبوقة. وسيكون على المنظمة إما أن تدرس مزيدا من تخفيضات الإنتاج أو التعايش مع أسعار نفط أقل لفترة أطول.

لكن هيكل فائض السوق، عندما تكون الأسعار الفورية أضعف من الأسعار الآجلة، يمكن أن يعود بالنفع على التجار، إذ يمكنهم تخزين الخام على أمل إعادة بيعه لاحقا بربح. وأعلنت كل من رويال داتش شل وتوتال وإيني وإكوينور النرويجية عن أرباح مجزية من تجارة الخام على مدى الأسبوع الأخير.

شهد الأسبوع المنقضي تداول عقد أقرب استحقاق لخام برنت تسليم سبتمبر أيلول بخصم دولارين للبرميل عن عقد مارس آذار 2021، وهو أشد خصم منذ مايو أيار، عندما قلصت إجراءات الإغلاق الشامل لمكافحة تفشي الفيروس الطلب العالمي على النفط بمقدار الثلث.

يشير هيكل السوق هذا إلى فائض فوري من النفط ويعطي أملا لتعافي الطلب في الأشهر التالية.

ولم ترد أوبك على طلب للتعليق.

وتؤجج معدلات الإصابة والوفيات القياسية بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وغيرها المخاوف من أن موجة جديدة من تفشي الفيروس قد تعصف أكثر بالطلب.

ويعمد العديد من صناديق المؤشرات إلى توزيع مراكزهم الدائنة بمزيد من التساوي على طول المنحنى بعد أن حل أجل عقد أقرب استحقاق للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط عند أسعار دون الصفر في ابريل نيسان وهو ما كبد بعض مديري الأصول خسائر.

وتشير التجربة التاريخية إلى أن فروق أسعار برنت تعطي مؤشرا جيدا على ميزان الإنتاج والاستهلاك العالمي فضلا عن المخزونات.

وحتى السوق الحاضرة تعاني من ضعف.

فقد انقلبت الأسعار الفورية لخام دبي والخام العماني في بورصة دبي للطاقة يوم الثلاثاء لتصبح بخصم عن مبادلات دبي للمرة الأولى منذ نهاية مايو أيار بسبب طلب ضعيف حتى من الصين.

وتراجعت الأسعار الفورية لخامات أبوظبي والعراق وقطر لتصبح بخصم عن أسعار البيع الرسمية وهناك بعض الشحنات التي لا تجد مشترين، بحسب ثلاثة متعاملين آسيويين.

عزا عدة متعاملين تتركز أعمالهم في الصين الضعف الذي حل بطلب المشتري الصيني الكبير إلى تقلص الهوامش وفترات الانتظار الطويلة بالموانئ المزدحمة وفيضانات شديدة وحصص محدودة لاستيراد الخام.

وفي أوروبا، يضغط تنامي الصادرات الأمريكية على الأسعار الحاضرة.

زادت صادرات الخام الأمريكية إلى 3.2 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي، أعلى مستوياتها منذ منتصف مايو أيار. وكان معظم تقليص الإنتاج الأمريكي خلال الربيع من آبار للنفط الصخري سُدت لكن لم تُغلق إغلاقا تاما.

وقال سكوت شيلتون من يونايتد آيكاب ”تستشعر السوق بلا ريب أثر انتهاء الشراء الصيني بعد مشتريات هائلة على مدى الأشهر القليلة الماضية.“