في سلسلة أفلام حرب النجوم، القوة هي كل شيء، ولهذا يودع كل شخص من محاربي الجيداي الآخر بقوله «لتكن القوة معك».
ويبدو أن القوة أصبحت حاضرة في المواجهات الإعلامية بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، ووكالة الطاقة الدولية.
وكما في حرب النجوم، هناك محاربو جيداي انقلبوا على القوة وتركوا الجانب الطيب فيهم لينتقلوا إلى الجانب المظلم من القوة. وهنا يظهر الجيداي الطيبون لإقناع الأشرار بالعودة إلى جانبهم واستخدام القوة في الخير بدلا من الدمار والشر.
هذا الوصف يكاد ينطبق تماماً على فاتح بيرول الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، الذي كان يوماً ما في صف محاربي الجيداي في أوبك، ثم انقلب عليهم وعلى النفط وأصبح ينادي العالم بالاستيقاظ لحقيقة أن الطلب على النفط سيصل إلى ذروته قبل نهاية العقد الحالي.
أمين عام أوبك هيثم الغيص لم يعد يترك المجال لبيرول لكي يروج فكرة ذروة الطلب على النفط خلال السنوات السبع القادمة أو غيرها.
ويوم الخميس أصدر الغيص بياناً للرد على نظريات بيرول (التي لا تدعمها الحقائق بحسب تعبير البيان). وتطرق الغيص إلى معلومة مفادها أن الوقود الأحفوري اليوم يشكل 80 في المائة من مزيج الطاقة العالمي، وهي النسبة نفسها قبل 30 عاماً رغم كل ما استثمرته الدول الغربية في الطاقات البديلة.
أوبك كان بيانها متزناً ولدى كل من فيها الوعي بأن العالم يحتاج إلى كل أنواع الطاقة. ولكن ما يزعج أوبك هو أن بعض الشركات تأخذ توقعات بيرول والوكالة على محمل جاد، ولهذا تتوقف عن الاستثمار في التنقيب عن المزيد من النفط والغاز والتوسع في إنتاجها.
في الحقيقة هناك مليارات من المواطنين في العالم، لا تهمهم الجدالات الإعلامية بين أوبك ووكالة الطاقة الدولية، لأنهم لا يجدون أي نوع من أنواع الطاقة سواء أحفورية أو شمسية.
العالم يحتاج إلى الطاقة وبشكل رخيص، ولا يهم أحدا مصدرها بل سعرها وتكلفتها. والحقيقة التي يجب أن نستيقظ لها جميعاً أن السعر هو ما يحدد كل شيء.
اللؤلؤ الصناعي قضى على اللؤلؤ الطبيعي بالسعر، والآن هناك ألماس صناعي ينتج في المختبرات ينافس الطبيعي لأن سعره نصف سعر الطبيعي.
والسعر ليس كل شيء بل كذلك الكميات، ولهذا فإن الوقود الأحفوري سيبقى هو السيد لأن سعره تنافسي ورخيص وكمياته أعلى ويلبي الطلب من كل القطاعات.
وائل مهدي